يأتي اعتراف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتبني الكثيرين في دول عدة بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية لتصورات مشوهة عن الإسلام والمسلمين ليؤكد أن ما تفعله واشنطن بحق المسلمين من محاولات تشويه إضافية متعمدة بإلصاق أي اتهام يتعلق بالإرهاب حول العالم بهم وحدهم دون غيرهم, وفوق ذلك رعايتها ودعمها للتنظيمات الإرهابية التي تتدثر برداء الدين ابتداء من القاعدة وصولا إلي داعش لتأكيد التهمة وإحداث مزيد من التشويه كجزء مهم من الحرب غير المعلنة علي الإسلام, واستهداف المسلمين بذريعة التطرف. جاءت اعترافات أوباما في ختام مؤتمر مواجهة التطرف في العالم مساء الخميس الماضي الذي عقد في البيت الأبيض في إطار محاولات واشنطن دحض فكرة محاربة الغرب للإسلام والمسلمين, والتي تتناقض تماما مع حرص بلاده علي توثيق علاقتها مع كل التنظيمات الإسلامية المتطرفة والتي كان آخرها لقاء عدد من عناصر جهاز الاستخبارات العسكرية الأمريكيةDIA مع عناصر القاعدة من طالبان أفغانستان في الدوحة للتفاهم علي خطة لنقل معتقلي جوانتانامو إلي ليبيا بعدما فشلت جهودها في نقلهم إلي سيناء, وذلك بالتنسيق مع المخابرات القطرية في اليوم نفسه الذي ألقي فيه أوباما كلمته أمام المؤتمر الدولي. أوباما زعم في كلمته أن الإرهابيين يستغلون فكرة العداء الغربي للإسلام- التي هي حقيقة واقعة علي الأرض أثبتتها الكثير من الحوادث وليست مجرد فكرة- لتبرير أفعالهم الإجرامية!! ومن ثم دعا الدول الإسلامية للانضمام إلي بلاده في حربها ضد ما وصفه بالأيدولوجيات البغيضة لتلك التنظيمات!! في الوقت الذي تبذل فيه أجهزته الاستخباراتية كل جهدها لتقديم الدعم لهذه التنظيمات, ومتجاهلا ما أعلنته قوات الجيش العراقي مرات عديدة من رصد طائرات أمريكية تنتمي لقوات التحالف الغربي وهي تلقي أسلحة وذخائر لعناصر داعش في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي في العراق لتقويته علي بث الرعب في قلوب العراقيين وشعوب دول الجوار من الخطر الداهم الذي يشكله التنظيم. وانطلاقا من أن الكذب في السياسة الدولية لا يعد جريمة يمكن مؤاخذة السياسيين عليها فقد اعتبر الرئيس الأمريكي أنتفنيد فكرة محاربة الغرب للإسلام مسئولية تتحملها واشنطن ويجب أن تتحملها الدول الغربية مجتمعة. هذه المزاعم التي تفندها مخططات أمريكية سابقة يجري العمل بها منذ سنوات كشفها إميل نخلة المدير السابق لبرنامج التحليل الإستراتيجي للإسلام السياسي في جهاز الاستخبارات الأمريكيCIA والذي شغل منصبه لمدة15 عاما خلال محاضرة ألقاها بإحدي الجامعات الأمريكية في سبتمبر2010 أي قبل ثورات الربيع العربي بشهور والتي أوصت بضرورة التواصل مع كل التنظيمات الإرهابية المتطرفة في العالم( السنية والشيعية علي السواء), والعمل علي تقوية الطرفين في مواجهة بعضهما البعض, تلك السياسة التي التزمتها واشنطن بالحرف فيما بعد لتشويه الإسلام والمسلمين ولإشعال حروب مذهبية طويلة وعنيفة بين سنة العالم وشيعته لإضعاف الفريقين واستنزاف ثرواتهم وقدراتهم العسكرية والاقتصادية دون التورط في مستنقع الحرب المباشرة بجيوشها فيما يعرف بحروب الجيل الرابع.