عقب مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين, بقصر القبة الرئاسي أمس, وإطلاق المدافع21 طلقة لتحيته حيث استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي و استعرضا معا حرس الشرف, وقاما بعد ذلك بمصافحة أعضاء الجانبين المصري والروسي, شهد الرئيسان توقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم بين البلدين والتي شملت اتفاقا مبدئيا لإنشاء محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية, ومذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار المصرية ووزارة التنمية الاقتصادية الروسية لتشجيع وجذب الاستثمارات الروسية, و مذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار المصرية وصندوق الاستثمار المباشر الروسي لتعزيز التعاون الاستثماري بين البلدين. وقال الرئيس السيسي إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية في القاهرة كضيف عزيز علي بلدنا, وأنتهز هذه الفرصة لأنقل له خالص مشاعر الصداقة والتقدير التي يكنها المصريون لفخامته ولدولته ولشعبها الصديق, ارتباطا بالمواقف الشجاعة والداعمة التي أبدتها بلاده إزاء مصر وشعبها في ظروف دقيقة مرت بها علي مدار العامين الماضيين, وإنني أشعر بسعادة بالغة أن تأتي زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للقاهرة في هذا التوقيت لتؤكد موقف روسيا المتضامن مع مصر في حربها ضد الإرهاب, ولتؤكد التطور الذي تشهده العلاقات بين البلدين منذ قيام ثورة الثلاثين من يونيو, ولتضيف إلي ما شهدته زيارتي لروسيا في شهر أغسطس الماضي من تعزيز للعلاقات المصرية الروسية وتجديد انطلاقها إلي آفاق أكثر رحابة علي مختلف الأصعدة. أضاف: استعرضت والرئيس بوتين مختلف أوجه العلاقات الثنائية بين بلدينا, حيث أعدنا التأكيد علي تمسكنا بثوابت العلاقات الإستراتيجية القائمة بين مصر وروسيا, وعلي استمرار تبادل اللقاءات رفيعة المستوي, وتبادل وجهات النظر بشكل متعمق في كل ما يخص العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك, فضلا عن استمرار التعاون بين البلدين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية لدعم مواقفنا المشتركة من القضايا المختلفة كما أكدت والرئيس بوتين علي الاستمرار في تعزيز التعاون العسكري بين بلدينا خاصة في ظل الظروف الراهنة. وقال: أعدنا التأكيد كذلك علي ضرورة دفع علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين, حيث اتفقنا علي تيسير حركة التبادل التجاري وإزالة المعوقات أمامها, وعلي التعاون في مجال تخزين الحبوب, كما اتفقنا علي تيسير جهود إقامة منطقة التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الجمركي الأوراسي, بما يوسع آفاق العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا وسائر دول الاتحاد. وأكد الرئيس: اتفقنا أيضا علي تعزيز التعاون في مجال الطاقة بمختلف أنواعها, بما في ذلك التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية, لاسيما وأن روسيا تتمتع بمزايا نسبية كبيرة وخبرة واسعة في هذا المجال الذي توليه مصر اهتماما خاصا في إطار خططها الطموحة للتنمية وتوفير احتياجاتها من الطاقة. تابع: استعرضت مع الرئيس بوتين التحضيرات المصرية الجارية للإعداد لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري في شرم الشيخ, حيث أعربت عن تطلعنا لوجود مشاركة روسية فاعلة فيه, وهو ما أكد عليه الرئيس الروسي, كما اتفقنا علي دفع العلاقات الاستثمارية بين البلدين, والبدء في إقامة المنطقة الصناعية الروسية, والتي تم تحديد موقعها في شمال عتاقة علي محور قناة السويس, و اتفقنا كذلك علي تعزيز علاقات التعاون في مجال السياحة, حيث أكد الرئيس الروسي دعمه لجهود مصر لاستعادة كامل نشاطها السياحي, فضلا عن تشجيع السائحين الروس علي زيارة مصر. وفيما يتعلق بالأوضاع الدولية والإقليمية, أوضح الرئيس أن لقاءه مع الرئيس بوتين اكتسب أهمية خاصة في ضوء التحديات التي تواجهها مصر وروسيا الاتحادية في المرحلة الراهنة. وقد أكدنا في هذا المجال علي وقوفنا جنبا إلي جنب في مواجهة هذه التحديات, ففي ظل تفشي آفة الإرهاب البغيض الذي أضحي يعانيه العالم أجمع, فقد اتفقت مع الرئيس الروسي علي أن تحدي الإرهاب الذي تواجهه مصر, والذي واجهته روسيا أيضا, لا يقف عند أي حدود, وأن استشراء تلك الظاهرة بات يحتم تضافر الجهود الدولية لمواجهتها والتعامل معها من خلال منهج شامل, لا يقتصر فقط علي التصدي الأمني, وإنما يتضمن محاربة أسسها الفكرية التي توفر بيئة حاضنة تخرج من كنفها التنظيمات الإرهابية, فضلا عن معالجة الأوضاع الاجتماعية التي تسهم في نمو الإرهاب والتطرف المرتبط به. وقال: بالنسبة لقضايانا الإقليمية, فقد تناولنا ضرورة أن تؤدي جهود إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلي تنفيذ حل الدولتين, وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية, وكذلك ضرورة الحفاظ علي سيادة ليبيا ووحدة أراضيها, فضلا عن ضمان وحدة العراق وتحقيق الوفاق بين مختلف مكوناته الوطنية, وكذلك دعم جهود مكافحة خطر الإرهاب الذي يهدده. كما أعربنا عن ارتياحنا لتنسيق الجهود القائم بيننا فيما يتعلق بتوفير البيئة المناسبة للأطراف السورية للالتقاء في إطار تشاوري, بهدف الخروج بتفاهمات تؤسس لحل سياسي يستند إلي مرجعيات جنيف, وحول الأوضاع في اليمن, أكدت للرئيس بوتين اهتمامنا بالتوصل لتسوية عاجلة للأزمة, وضرورة عدم السماح بتهديد وحدة وسلامة أراضي اليمن وأمن واستقرار المنطقة. وأشار إلي أنه في ضوء دقة المشهد الدولي, ولاسيما في ظل غياب السلم والاستقرار في العديد من مناطق العالم واندلاع الاضطرابات والصراعات وتزايد نزعات الهيمنة والتدخل في الشئون الداخلية للدول والمساس بالقيم الحضارية للشعوب, فقد اتفقنا في الرؤي بشأن حاجة العالم إلي تطوير نظام دولي أكثر ديمقراطية وعدلا وأمنا لكل الدول, فضلا عن الحاجة الملحة لإقامة نظام اقتصادي دولي أكثر عدلا وإنصافا, واستغلال الفرص الاقتصادية التكاملية المتوفرة بين أطرافه بغض النظر عن حجمها الاقتصادي أو مدي تأثيرها فيه.