أكد المشاركون فى ندوة لمناقشة كتاب "اقتصاديات جماعة الإخوان فى مصر والعالم" أنه لا يمكن مواجهة الجماعات الارهابية بالأمن فقط او بالفكر لأن البعد الاجتماعى غالب على الموقف لذلك لابد ان تعود الدولة لدورها الاجتماعى بعد انسحابها الذى بدأ منذ عهد الرئيس أنور السادات. وقال د.حسام عيسى استاذ القانون العام ووزير التعليم العالى السابق ان المدارس التى تقام بناء على ايدلوجيات أشد تأثيرا وقوة من التنظيمات السرية فى العموم ولا أتحدث عن الجماعة فقط ولكن أى ايدولوجية مثل النازية مثلا. واضاف خلال الندوة التى اقيمت أمس بمعرض الكتاب أن انسحاب الدولة من المجتمع كان بمثابة دعم لتلك الجماعات لذلك ارى ان انور السادات هو الاب الروحى لقوة الجماعات فبعد الافراج عنهم سمح بضرب الاتجاهات اليسارية، وغيرها مما يضرب الوحدة الوطنية، فمشروع الاخوان لا ينصب على عداوة الاقباط او غيرهم ولكن مشروعهم الاستيلاء على الدولة والسادات دفع ثمن ذلك. وقال د. عبد الخالق فاروق مؤلف الكتاب ان الجماعات ظاهرة سياسية واقتصادية ايضا كان لابد من رصدها، وبناء على عدد من الاحصاءات التى قمت بها توصلت ان عدد المنتمين لجماعة الاخوان فى مصر يصل الى 750 الف عضو وهذا بناء على دراسة الكتلة الانتخابية وبناء على عدد من الخارجين عن التنظيم، وفى العالم العربى يوجد 300 مليون مسلم انضم منهم 3 ملايين شخص للجماعات الاسلامية اى ما يعادل 1 %. وأضاف ان موارد تنظيم الاخوان تعتمد على اشتراكات الاعضاء، والتبرعات، واموال الزكاة والمتعاطفين معها التى تمنح غالبا لجمعياتهم، وارباح المشروعات فى داخل مصر وفى خارجها، وهم دائما يعملون فى التجارة، ثم اضيف فرعان اخران من الموارد فى الثمانينات كانت اموال الاغاثة الاسلامية، والجهاد الافغانى التى تأتى من تبرعات "ناس عادية" ومخابرات اكثر من دولة ، وبحساب كل هذا يكون الإجمالى مواردهم 7 مليارات جنيه سنويا، ينفقون منهما 2573 مليون جنيه، وهذا الفرق يعاد استثماره مرة اخرى فى نشاطات متعددة. وأكد د.عمار على حسن الباحث فى العلوم السياسية أنه لا يمكن لتنظيم يعتمد السرية ويعتقد انه مصطفى يكون عدده بمئات الالاف ومن هنا اقول لابد ان نعود الى الطريقة التقليدية التى وضعها التنظيم نفسه وهى "عاملون، ومتطوعون، ومتعاطفون"، والذين يعرفون المهمة الاصيلة هم قلة داخل مكتب الارشاد تعد على اصابع اليد، والباقى يعملون وهم لا يعلمون ان هناك ارتباطات جديدة قد نسقت، لذلك الدولة العميقة قد صنع الاخوان امامها المجتمع العميق. وأوضح د. مختار نوح أن الجماعة كانت لا تنشئ صندوقا او غيره لأنه ممنوع الرقابة على المسائل المالية، وركزوا السلطات فى يد مكتب الارشاد الذى ركز السلطات فى يد خيرت الشاطر فلم نكن نعرف شيئا عن الموارد ولا أوجه الانفاق، حتى ارباح الاستثمارات لم نعرف الى اين كانت تذهب، فالسرية هى التى جعلتنى اتشكك فى هذه الجماعة، وبدأت اربط بين تلك النفقات وما يحدث اليوم.