الخرطوم أ ش أ: رفض الرئيس السوداني عمر البشير مطالب المعارضة بتشكيل حكومة قومية حال انفصال الجنوب, وتمسك بتطبيق الشريعة الإسلامية رغم ما سماه' الضغوط والابتلاءات', مؤكدا أنه لا تراجع عن تطبيقها. وأبدي البشير- في خطاب أمام جماهير ولاية( الجزيرة) بمناسبة عيد الشهيد ظهر امس- قبوله بتشكيل حكومة ذات جبهة عريضة, متحديا تهديدات المعارضة بإزالة الحكومة حال حدوث انفصال الجنوب. وأوضح أن حكومته حكمت في فترتها الأولي' الشرعية الثورية' لكنها منذ فوز حزبه( المؤتمر الوطني) في الانتخابات الماضية أصبحت تحكم بشرعية صناديق الاقتراع, فيما وعد بأن مدة حكومته ستكون خمس سنوات وبعدها سيكون ملتزما بإجراء الانتخابات. وعقد السيد عمرو موسي الامين العام لجامعة الدول العربية اجتماعا مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه, وذلك فور وصوله امس الي الخرطوم, وقف خلاله علي سير تنفيذ اتفاقية السلام الشامل بين شريكي الحكم في السودان والترتيبات الجارية للاستفتاء علي حق تقرير مصير الجنوب المقرر في9 يناير المقبل. كما عقد الأمين العام اجتماعا مماثلا مع وزير الخارجية السوداني علي كرتي بحضور عدد من السفراء العرب المعتمدين في الخرطوم. وكان موسي قد وصل إلي الخرطوم أمس في زيارة رسمية للسودان تستغرق ثلاثة أيام يلتقي خلالها عددا من المسئولين السودانيين وعلي رأسهم الرئيس عمر البشير ونائبه الأول رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت.ويتابع موسي- خلال الزيارة- نتائج القمة الرباعية التي عقدت أخيرا بالخرطوم وضمت الرئيس حسني مبارك والعقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز, والرئيس السوداني عمر البشير, وشارك فيها سلفاكير. وتأتي زيارة موسي إلي كل من الخرطوم وجوبا للتشاور مع كبار المسئولين في الحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب للاطمئنان علي الموقف بالسودان قبل الاستفتاء, والاستماع إلي وجهة النظر السودانية حول تطورات الأحداث وما يتوقع منها مستقبلا. في الوقت نفسه يتوجه الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني مسئول ملف دارفور إلي العاصمة القطرية الدوحة اليوم لدفع جهود إحلال السلام بإقليم دارفور.