هل هو البعث الذي أصاب الحاضر بالأخطار, فانشطرت البلاد والعباد, وعم الشقاء ولاح بعض جمود وخمول وقناعة العاجزين بصغار الأماني والآمال ؟! أم هي لعنات( سايكس-بيكو) التي اصطنعت حدودا للفرقة والتباعد, ثم دارت دورة الفلك فتحققت آمالهما عمليا بأيدي جماعات الداخل العربي وهو الأخطر لو استمرت فالتقسيم قادم قادم؟! ربما قصدنا بهذه الكلمات الإشارة إلي ظاهرة تراكمية منذ فترات الاستعمار ثم اجتياحه أوطاننا حديثا فكانت( داعش), ثم( الغبراء) فذلك ينسحب علي السياسة العربية التي لاتزال عاجزة عن تأسيس أنظمة تنضوي تحت قوانين وتطبيقات لا تفرق بين حاكم ومحكوم, فالشر كل الشر يكمن في العجز الذي أورثنا- نحن العرب- حياة بائسة منحلة, خلفت أطلالا بالية تناثرت فيها ألوان المفاسد حتي شاع الغضب والغيظ ولم يعد الهواء العربي نقيا كما كان في مهد الحضارة العربية الإسلامية فتنفست جماعات الشر وأرهبت نيابة عن( سايكس-بيكو), ونيابة عن( إسرائيل), فامتلأت ربوع العرب ب_(داعش- النصرة- طالبان- الحوثيين- الأكراد- الشيعة- السنة-...-...).!! وإذا اعتبرنا سنة2014 سنة( داعش) فهي ليست سوي نبت نبت من أغرس التراث والحكومات العربية التي لم تعرف التغيير إلا بالنكبات والثورات, حكومات عمرت عقودا أنتجت ثقافات الزعامات السرمدية, فرأينا الزعيم الأوحد, والملهم, والخالد, وغيرها من صفات التقديس برغم الصراعات العربية فساد الاختلال الذي أثمر أفكارا متطرفة ومشوهة في ظل غياب تربية دينية معتدلة وأخلاق رصينة تعصم شبابنا من مهاوي التغريب وطعنات التغريب التي شتت الأفهام حتي تمزقت الوطنية وتوارت في نفوسهم, فهان الوطن وهان الأهل, فلم ير الشباب في( داعش وأخواتها) خروجا عن المألوف, فانصرف إليها من انصرف بعدما جرفت حكوماتهم عقولهم فرأوا تصدع بلدانهم وخصخصة تاريخهم أو بيعه لا فرق, فاعتقدوا أن مثل( داعش) من تنقذ الأوطان باستحداث أو إحياء إمارات أو ولايات إسلامية وصولا إلي خلافة مزعومة, وأود أن تظل مزعومة..!! فما أحوجنا إلي أفكار منهجية تصون أجيالنا وتعصمهم من مثل هذه الجماعات, فليست( داعش) نهاية الدرب, فنحن علي يقين من أن تاريخ البشرية منذ أهبط( آدم) عليه السلام, لا يخرج عن كونه تاريخا للهدم والبناء, لكن علي المدي اصطلحت الأمم فيما بينهم علي معيار لمعرفة هوية الأمة ومكانتها فيما بين الرقي والإنحطاط, إذ تضع أمامها كفتي الهدم والبناء, ثم تري أيهما رجحت كانت مكانتها, فهل علي مدي التاريخ وجدنا أسوأ من هدم الإنسان( بناء الرحمن)؟ وهو القائل سبحانه في قرآنه: من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا المائدة32.. وللحديث بقية