عبدالرحمن الأبنودى إنسان الأرض جُبل علي المقاومة، واخترع تلك الكلمة التي تهبه الصبر علي المكاره واستقبال الموت فيما يشبه الرضا: «الاستشهاد»!! هي الدراما، صراع الخير والشر السرمدي منذ قتل قابيل هابيل، ومنذ مزق «ست» جسد أوزوريس، صراع قامت عليه الحياة، يد تزرع ويد تشعل النار، يد تبني ويد تهدم ما بناه الخيرون، يقتل الشرير الصالح ويرقص علي دمه بعد أن يعب ما يروي عطش قلبه المتقد حقداً وكراهية. دائما هي الدراما تتحرك من الأحقاد الصغيرة للحاسدين والطامعين الفاشلين الذين يحترقون كل ما حقق أهل الخير والحق الساعين إلي الجمال والكمال نصراً وصعدوا نحو الشمس، لتزحف كهنة الأحقاد من الظلمات لقتل النور والانتقام من سطوع الشمس، من الأحقاد الصغيرة التي قد لا تلمح تحركها الزاحف في الظلمات للقتل، إلي أحقاد العالم المعلنة والخفية التي تستهدف شعوباً وآمالا كبارا لأمم متعطشة للحياة الخيرة، للأمن والسلام والبناء والزرع والعمار الذي يستهدفه ويستهدف أحلامه الرائعة أهل الشر وما أكثرهم، الذين ينفقون أوقاتهم في صنع أدوات القتل والإبادة والدس، لأهل الخير ومحاولات تشويه مقاصدهم، والتشكيك في أهدافهم وتلويث سمعتهم وإعاقة زحفهم نحو النور لبناء أوطانهم وحماية مواطنيهم وتمهيد الطريق أمام أجيالهم المقبلة. هي الدراما التي نادراً ما تنتهي بنهايات سعيدة سوي في تلك الأفلام الساذجة التي تنتجها الشعوب لاصطناع راحة متوهمة بأن الخير ينتصر، ذلك المبدأ الذي نتعلق بأذياله مؤمنين بتحققه كحتمية تاريخية لم يثبت يوماً صدقها، ولكن لم يعق ذلك إنسان العصر وعصور مضت وعصور سوف تأتي من أن تواصل معارك تحقيق الخير ضد شرور الأشرار وقوي الهيمنة السوداء التي لا تتخيل أن من حق أحد أن يعيش سواها، والتي تتآمر علي كل شعوب الأرض في لحظة واحدة يسلحها الشر بطاقات جبارة وتقوي عزيمتها شهوة القتل واتساع بحور الدماء وتتمني لو أن هذه البحار الدموية افترشت أرض البسيطة كلها إذ إن متعتها الكبري لا يحققها لها إلا هذا اللون الذي نكرهه شديداً ونشمئز من مرآه وندير الوجوه حتي لو كان من ذبح دجاجة!! هي الدراما، صراع دائب مشتعل لا تعرف معه كيف تنام أطرافه: قتلته وضحاياه!! ولكن ولأن الحياة ليست شيئاً تافهاً أو سلعة رخيصة، فإن إنسان الأرض جُبل علي المقاومة واختراع تلك الكلمة التي تهبه الصبر علي المكاره واستقبال الموت فيما يشبه الرضا: الاستشهاد!! يهبها كل دين بركته ورحمته ويزينها بجميع أنواع ألوان التجميل، ويحيطها بالثواب الجميل وبالأجر الذي ما بعده أجر في الآخرة، ولذلك يقبل الإنسان البسيط بهذا التعويض عن فقدانه حياته وتركه أحباءه وعالمه المنتزع حيث الأهل والأماكن التي يحب، ليذهب إلي حيث يفتقد الأماكن وتفتقده، ويبكيه الأهل تصبرهم هذه الكلمة السحرية: «الاستشهاد»!! هل رأيت منظر الشهداء لحظة الموت التي تظل مرتسمة علي وجوههم بعدها إلي أن ينزلق إلي مستقره إن لم تغطه الرمال أو يدفنه صحبه خوفاً عليه من العطب..؟ في الشعر وفي الأقاصيص نرسم الشهيد سعيداً مبتسماً يحتضن الوطن في رضا من أنجز «مقطوعيته» الكبيرة ودينه للوطن فنقول: «وحين اخترقت صدره الرصاصة، وتدفقت الدماء من جسده النبيل احتضن وطنه الذي يحوي أحبابه وكل ما له، وابتسم، ثم أسلم الروح»!! هذا غير صحيح علي الإطلاق ومبعثه أن أحداً منكم لم ير شهيداً، ولم ير علي وجهه ذلك الفزع الإنساني وجحوظ العينين وانبعاج الوجه من عند الفكين الضاغطين. صورة أخري مغايرة تماماً لشهيد الأغاني والقصص الرومانسية التي تختبئ عن الحقيقة. هذا هو الشهيد الذي يسعد قاتله أن يميته علي هذه الشاكلة، ويفرك يديه ابتهاجاً بأن حقق الخير لنفسه بإزاحة عدو لم يسئ إليه إلا في أنه راغب في سعادة وطنه، ولكن وفي النهاية «نحن نحيا لأن غيرنا يموتون» وهذا مبدأ غير أخلاقي ولا إنساني!! هي الدراما.. وكل ما مضي تهيئة لما أراه متحققاً بكماله وتمامه علي رمال سيناء، صراع الخير والشر، أناس لم يسيئوا لأحد ولا اعتدوا علي أرض أو حرمات غيرهم، يحلمون بالبناء والعمل والتقدم لبلادهم، وآخرون يرون أن هذا ضد وجودهم وعليهم أن يدافعوا عنه بالقتل الجماعي والإبادة وإغراق الأرض بالدماء، أعوان مصالحهم مترابطة وحّد بينهم الشر وفرش لهم طريق الموت بالزهور والأضواء، تحالفوا علي مقاومة الطيبين الخيرين الراغبين في البناء والعمل وزرع الحياة، هو صراع علني بين الشر والخير، بين ست وأوزوريس، وبين قابيل وهابيل، الفارق الضئيل فقط في أننا لن نموت، ليرسلوا بقذائف الموت كما يريدون، ليستعملوا أبناءنا الذين عشنا ندرأ عنهم الشر سنيناً وسنيناً، وزرعنا أرض سيناء بعشرات الآلاف من الشهداء مازالت عظامهم النحيلة المظلومة تخرج في كفوف الحفارات من الرمال شاهدة علي من ناضلنا وحاربنا ومتنا من أجلهم فخانوا رداً للجميل، وتعبيراً عن رد المعروف للبلد الأم، يضعون أيديهم في أيدي تجار الدم إذ لم يعودوا مختلفين عنهم، عصبة من أشرار منهم من يرطن ومنهم من يتكلم العربية برطانة، اختلطت ألسن الأهل بألسن الطغاة البغاة ليصبح الرطن واحداً والصوت واحداً والهدف واحداً، الجميع صاروا متعطشين للدماء بنفس القدر. لم نر الشر ينتصر، ولا يمكن «لأبناء الهبلة» هؤلاء أن يهزموا أمة راسخة في الأرض رسوخ أهراماتها وهولها ومعابدها التي هزمت الزمن، ومهما كان حجم التضحيات، وأعداد الشهداء، وأحزان أهاليهم الطيبين من خلصاء شعبنا، فإننا زاحفون عبر الدماء والتفجرات المميتة نحو أهدافنا، لن يكون هذا جديداً علينا، فقد عايشناه من قبل في بورسعيد والسويس وعلي رمال سيناء جولة في إثر جولة، إنه صراع الخير ضد الشر السرمدي الممتد بطول الحياة منذ وجدت، ولابد رغم قسوة ما يحدث من أن ننتصر في هذه الحرب التي كلما أنهيناها بدأت، وكأنها كتبت علينا، الآن نتذكر بلاداً كانت من قبلنا هدف حرب للأوروبيين والأمريكيين قاتلت حتي الثمالة وانتصرت وصارت رمزاً للنضال، إنها «فيتنام» الصامدة التي كانت رمزاً للصمود والصبر علي المكاره ومناطحة الأعداء إلي أن انتصرت ولطخت وجوه أعدائها بالعار والهزيمة!! الفارق أن الجيش أو الشرطة لم يكونا بمفردهما يقاتلان، بل كان خلفهما شعب صادق النية، نبيل العزم، قاسي ما لم يقاسه شعب في زمننا ليصير رمزاً للبطولة والكفاح، ناضل المُسن والمسنة، بصنع ملابس الجنود، ناضل الأطفال بصنع الفخاخ للأعداء، ناضلت الفتاة الفيتنامية لتصير رمزاً للعزيمة وصورة خالدة للمرأة المحاربة، وأولاً وأخيراً حارب الشعب بمجمله، ليجد كل فرد واجباً يؤديه، وقد أدوه علي خير وجه فخلدوا..!! لم يترك «هو شي منْه» شعبه علي المقاهي وفي الغرز، ولم يلق بشباب بلاده في هوة المخدر والإهمال والانحطاط، أو الانضمام إلي قطعان أعداء وطنهم بالعشرات والمئات والآلاف ليعيد صياغتهم الأعداء ويحشون رءوسهم الفارغة بالأفكار السوداء الكاذبة المعادية، ليعملوا في خدمة القتلة بدلاً من أن يقفوا في جبهة شعبهم ضد كل معتد يريد بأهله شراً..!! انتصر الفيتناميون لأنهم لم يعتمدوا علي جيش نظامي، أو شرطة تنظف صفوفها كل فترة من هؤلاء «اللابدين في الظل» يمارسون في الخفاء ما لا يمارسونه في العلن. تجييش الشعب هو الحل، أوَلم يعلمكم طول الصراع بالجيش والشرطة أن لا غني في هذه الحرب عن أفكار وشجاعة أبناء الوطن الذين نجبرهم علي إطلاق اللحي والنوم علي كراسي المقاهي إتلاف وقت وطاقة الأمة في المخدر والضياع؟!! محمد ناجي.. وداعاً !! الأربعاء: رحل محمد ناجي، رحل الروائي الفذ والرجل النبيل، رحل دون أن يعرفه الكثيرون منا، فلم يكن من هؤلاء الذين يدورون لبيع سلعتهم الأدبية أو السياسية ويروجون لها علي مقاهي منتصف المدينة، مات في الغربة في سكنه إلي جوار المستشفي لينتقل إليه في حالة الطارئ الصحي المحتمل، سنوات طوال وهو قابع هناك في باريس يقاوم وحشة الغربة بالكتابة، منذ كتب رائعته (خافية قمر) استمر ناجي في العطاء الروائي مبتدعا أشكالاً جديدة وعوالم ملكة لم يعرف طريقها أحد، أحياناً يخيل لك أنه شاعر، عظيم يختبئ خلف جدران الأبنية الروائية ليعطي الشعر جلالاً أو يهب الرواية سحر الشعر.. لا يكتب عنه أحد، ولا يرد اسمه في كشف الروائيين حين نسرد الأسماء. كانت المهاتفات لا تنقطع بيننا، وكان يئن من ثقل ثمن المكالمة ويرجوني أن أحولها إلي رسائل S.M.S وكنت أشكو له جهلي وعدم معرفتي بهذه الوسائل التي لا تغني ولا تُشبع أمثالنا. وحين نال جائزته في العام الماضي وقفت البيروقراطية سداً أمام إرسال مكافأته التي سيسدد بها بعضاً من تكاليف علاجه للمستشفي لولا تدخل د. محمد صابر عرب لتذليل الأمر. رحل الكاتب النبيل قليل الحظ «محمد ناجي» في الغربة، كان أول خبر أتلقاه في هذا الصباح وكم كان خبراً قاسياً، وسيعود جثمانه من باريس إلي مصر معشوقته، إنه نداء لإخوانه المثقفين الذين نسوه في خضم الأحداث السياسية وبعده عن العين علي رأي المثل الشعبي. وداعاً «محمد ناجي» فقد أفقدتني جزءاً مهماً من أُنس أيام بلا أنس!! يوم الخوارج المزعوم !! الخميس: يخضعون القرآن لأغراضهم الدنيوية الدنيئة، ويحملون المصاحف دون أسنة رماح كأنهم يطالبون بحكم الإسلام كما يفعل أصدقاؤهم وبقية فصائلهم في داعش والقاعدة والنصرة وحماس يمارسون رقة لا حدود لها، رقة دينية إسلامية في قطع الرقاب، فيصبغون المصاحف بدماء الطيبين المسالمين من أبناء شعبنا، وبدماء من غرر بهم الأبالسة الذين لا هّم لهم إلا تقويض الصرح الوطني العظيم وهدم مصر وجعلها يباباً ورمالاً لتصبح علي هيئة الجزيرة العربية قديماً فهم غير قادرين علي المواءمة بين الدين السمح الجميل الذي نزل لهداية المسلمين، وبين تطويعه للحياة الحديثة ما يوقعهم في تناقض أصبح خطراً علي الدين نفسه بالإساءة لسمعته في الدنيا، وتصديره كدين قتل يحرسه القتلة الأشرار شاربو الدم وماضغو الكبد وذابحو رقاب الأهل والغرباء، دين السبايا والتجارة فيهن، دين الفجور باسم جهاد النكاح ونكاح الجهاد وقتل كل من صادفهم من المسلمين إذ لا مسلمين غيرهم، وكل ما اعتبرناه ديناً إسلامياً من قبل أثبت هؤلاء القتلة الفجرة أنه لم يكن إسلامياً ولم يكن كل أهالينا الطيبين الذين قضوا نصف حياتهم في المساجد غير مسلمين، وماتوا كفاراً أشراراً، وسوف يحشرون يوم القيامة ويساقون إلي جهنم التي تنتظرهم بسبب إسلامهم الذي يشبه ماء البئر الذي كلما شربت منه عطشت، لا سبايا ولا جز رءوس ولا دماء فكيف يكون إسلامهم إسلاماً؟! أما إسلام اليوم «الموضة» فهو أن تغرق «سيفاً» بدماء المسلمين، وتضرب بآلات الموت الأمريكية وأنت تثقل جيوبك «الزاهدة» بملايين الدولارات نظير قتلنا و«طربقة» بلادنا فوق هاماتنا، فنحن خاملون، ميتون، لا نخرج للجهاد ضد أنفسنا وضد أهالينا الطيبين الذين يجب علينا هدم دولتهم فوق رءوسهم والسطو علي مقاليد الحكم وتحويل مصر إلي «سلخانة» كما نري في العراق وسوريا وليبيا.. وهلم جرا. سوف يحملون كتاب الله نُصرة له في مواجهة الكفار، والله من فعلتهم براء، سوف يحاولون الخداع بلعبة «الخوارج» القديمة، ولكنهم سوف يحاربون الهواء، عرفتهم مصر جيداً، وشعب مصر ذكي علي حد علمي، يتعلم من تجاربه، وتجربتنا مع الإسلام السياسي في مصر طعّمتنا ضد كل أنواع الانتهازية التي تتستر بالدين وتمارس عهرها الجنسي والسياسي في الخفاء حيث لم يعد ثمة خفاء. ارفعوا مصاحفكم، واستعملوا الجهلاء والبلهاء واملأوا جيوبهم بالمال، وسوف تتأكدون هذه المرة 28 نوفمبر أن حكايتكم قد انتهت وأغلقنا دفاترها للأبد، لن تنفعكم حماس الغادرة، ولا أميركم الجديد، لا قاعدة ولا داعش ولا واغش.. كلٌ إلي فناء، ليأخذوا «يومينهم» ليصبحوا بعدها سطراً أسود في كتب التاريخ، يعلّمون الشعوب حتمية فصل الدين عن الحياة السياسية للشعوب!! فلتخرجوا بمصاحفكم لتعرفوا بالضبط قيمتكم وحجمكم الهزيل في بلادنا، لقد قرأ الشعب المصري أهدافكم النفعية علي صفحات ضمائركم السوداء، وإذا ما حاولتم إثارة الأغبرة والأدخنة لطمس إنجازه الثوري واختياره قيادته فأنتم الخاسرون، وإن غداً لناظره قريب!! فرقعة هنا وطرقعة هناك، وسوف يسمونها مجداً، هذه هي نصرة كتاب الله والمسافة بعيدة بعيدة بين ورق الكتاب الكريم كأداة وبين محتوي هذا الورق الذي تبتعد المسافة بينه وبين حاملي المصاحف كل يوم أبعد من اليوم الفائت بكل أنواعهم إخوان، سلفيون، قاعدة، داعش، حمساويون، وكل هلاهيل المنافقين من أهل النفاق والشقاق والاشتياق وممن يسدلون غطاء الدين علي أفعالهم الشنعاء، التي تغضب الأرض والسماء، ذلك الواغش القادم من قاع التخلف يحلم بأن يحكمنا علي طريقة حكمه لقطعانه وسوقهم أمامه إلي مذابحهم تحت لافتة «ذبحنا لكي ينفرد الإسلام بأرض الله ولا يصبح علي سطحها غيرهم».. هذا هو «الهبل» بعينه، قواكم الله علي قهرنا وعلمنا وفننا وثقة شعبنا فينا، وحلمنا العظيم بغد عظيم لأمتنا تستحقه ونسعي نحن لتحقيقه بعد أن نزيح من طريقه وطريقنا كل أكداس الظلمات والجهل والفكر الدموي الذي جئتم به!! الإسرائيليون يقتلون المسلمين علي أبواب الأقصي بضراوة وأنتم تقتلون المسلمين الآمنين في بلادهم بشراسة.. هل صدق «نيتشه» حين قال: (كل الثقافات السامية قائمة علي الوحشية). ركام رفح الجمعة: حين أري آثار نسف الأبنية والمنازل أكثر من سبعمائة مبني حتي كتابة هذه الكلمات تشغلني جداً قضية رفع الركام التي تشكل تلالاً من الأتربة والطوب وأعمدة الخرسانة التي لاتقل فوضاها خطراً عن البيوت التي سترت تحتها وتحت أجنابها الأنفاق التي كلفتنا كثيراً من الجنود والمدنيين، وأظن أنه إذا لم يرفع هذا الركام الذي يحجب الرؤية ويشحنها بالفوضي وتفيد «العدوّ» كثيراً إذا لم نبادر برفعها، ولكن هذا الرفع سوف يكلفنا كثيراً إلي جانب الملايين التي صرفت لأصحاب المنازل من إخوتنا سكان الجانب الشرقي من سيناء، كلما نظرت إلي تلال البيوت التي هدمت وظلت مكانها دوران وأكثر من دورين إلي جانب الأشجار التي انتزعت فشكلت ما يشبه السواتر لكل من أراد أن يتسرب إلينا بشرّ..!! ربما لو لم يكن مشروع قناة السويس الجديدة قد استوعب كل تلك البلدوزرات والجرارات وآلات الحفر والهدم لانطلق العملان في نفس الوقت الهدم وحمل الركام ولكني أتساءل: إذا ما استطاعوا رفعها إلي أين من الممكن أن يذهبوا بها..؟!