أنا شاب و لكنى أعيش بقلب عجوز فقد كتبت على الأقدار أن أن اعيش مأساة أكبر من قدرتى على التحمل. و لولا أن قلبى مفعم بالإيمان و أقدرنى الله على الصبر لكانت نهايتى أقرب لى من الأمل. كانت أحلامى بسيطة تنحصر فى الزواج و تكوين أسرة صغيرة و مثل أى شاب حرثت الأرض شقاء و كدا كى أدبر نفقات الزواج و تحقيق الحلم الذى كان أشبه بالمستحيل و لكنى فى النهاية استطعت الوصول إلى ما أريد و تحقيق هدفى فى الاستقرار و بعد أن تزوجت رزقنى الله بثلاث بنات و كانت الدنيا جميلة فقد أحسست أن السعادة و الرضا بالمقسوم هما أساس الحياة بينى و بين زوجتى التى شاركتنى أيامى بحلوها و مرها فأنا رجل بسيط لا أملك المال و ليس لى دخل ثابت غير أنى أعمل باليومية لأدبر لأسرتى الصغيرة ما يقتاتون به و لكنها الأيام أرادت لى أن أمر بمحنة و اختبار صعب كان على أن أتجرع مرارته صابرا محتسبا عند الله شقائى. بدأ سيناريو الألم و الشقاء معى عندما توفى أبى و ترك لى أمى مريضة بتضخم فى القلب و أخ مريض من ذوى الاحتياجات الخاصة ووجدتنى محمل بمسئولية على كاهلى لا مفر منها و لم أكل بأمى و لا بشقيقى و لكن جهدى المتواضع فى العمل بالأجر اليومى لم يكن يكفى كل النفقات من معيشة و علاج و لأن نفقات علاجهما باهظة أعجزتنى الحاجة عن عن تدبيرها أحسست أن الدنيا قد أظلمت فى وجهى و لم يعد أمامى باب أطرقه إلا باب رحمة الخالق عز و جل من خلال جريدتكم الغراء. و رغم خجلى من السؤال أناشد أصحاب القلوب القلوب الرحيمة مساعدتى؟ جمال منصور. القاهرة