الجو الاحتفالي الذي كان مخططا له في اليوم القومي لأطفال الشوارع تحول الي مساءلة بلغت درجة الاتهام بإهمال هؤلاء الأطفال الذين قال بعضهم إن الفتيات يتعرضن للاغتصاب ويصبحن أمهات صغيرات في سن البراءة. فقد شهدت الحديقة الثقافية بالسيدة زينب أمس ثورة أطفال الشوارع علي منظمات المجتمع المدني, ووجه الأطفال لهذه المؤسسات اتهاما بالاتجار بقضية أطفال الشوارع. وكان المؤتمر الصحفي الذي عقده المسئولون عن بعض الجمعيات بحضور نحو500 طفل يهدف الي الاشادة بدور هذه المؤسسات في رعاية الأطفال وحمايتهم من الضياع, ولكن الأطفال قاطعوا المؤتمر, وكشفوا المستور, اذ قالت ياسمين محمد(18 عاما) وهي تنتمي الي قرية الأمل الخيرية لرعاية أطفال الشوارع إن بعض هؤلاء البنات يتعرض للاغتصاب ويصبحن أمهات بلا أزواج, ولا يجدن أي نوع من الحماية, في حين تتاجر هذه المؤسسات بقضيتهن. وأضافت ياسمين: نحن مجرد وسيلة إعلامية لخدمة المؤسسة.. وقد صور عنا أكثر من برنامج تليفزيوني, وقد تعرضت للضغط الشديد من المشرفين لأقبل التصوير!. ومن قرية الأمل نفسها قال رمضان خضر سليم إنه هو وأطفال الشوارع يتعرضون لمعاملة غير لائقة في الشارع وفي الجمعيات.. يكفي أن يسمع أحدنا كلمة متسول في الشارع لتجرح كرامته ويشعر بالمهانة, ولا نطالب إلا بعمل شريف. وقال محمد مرزوق وهو من القرية نفسها الأطفال امتنعوا عن النزول وأضربوا عن العمل في أي ورش فنية اليوم يوم الطفل العالمي مؤكدا أنهم تعرضوا للسب والضرب من بعض العاملين لإجبارهم علي المشاركة في المؤتمر الصحفي. وقال هاني هلال رئيس ائتلاف حقوق الطفل إنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن الاعداد الحقيقية لأطفال الشوارع وقد قام المجلس القومي للأمومة والطفولة باجراء مسح وأعلن أن عدد أطفال الشوارع يبلغ نحو10 آلاف طفل فقط وهو رقم غير حقيقي لأن اعداد أطفال الشوارع تقدر بمئات الآلاف في مختلف المحافظات. ولم ينكر هلال أن أطفال الشوارع يتعرضون للاغتصاب والقتل وسرقة الاعضاء كما يتم أستغلالهم في توزيع المخدرات. وقال أشرف عبدالمنعم ممثل المركز القومي للأمومة والطفولة إن المركز القومي أجري دراسة ميدانية لحصر اعداد أطفال الشوارع في عام2007, وكانت نتائج الدراسة10 آلاف طفل والدراسة شملت أربع محافظات فقط هي القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية.