فى كل مرة تلقاها. تجدها مبتسمة متفائلة، تبادرك فى ود بسؤال عن "أحوال الوطن" وتفرض عليك نوعا من الأمل ينتابك حتى تتركك بنفس صافية نقية تملؤها الرغبة والحماس فى تقديم أفضل ما لديك . هذا ما تسميه “الطاقة الايجابية” حيث ترفض تماما دعاوى الإحباط واليأس. فهى لا تملك إلا أمنيات بالأمل والحب لكل شيء يحتضنه هذا البلد. ليلى علوي. لا تقف عند مجرد كونها نجمة وفنانة لها تاريخ مهم ومؤثر من الأعمال الفنية التى قدمت خلالها تنوعا واضحا فى الموضوعات التى تهم الناس وحال مجتمعها وعملت خلالها مع أكثر المخرجين فنا وعطاءً ورؤية، بل ترى أن تلك النجومية تثقل كاهلها - عن قناعة ورضا - بمسئولية. فالفن مسئولية، والنجومية مسئولية. وكلما زادت أسهمها فنا وجماهيرية زادت معها أعباء تلك المسئولية. لم يبتعد الفن كثيرا فى هذا الحوار وإنما فرض آلياته وسبل حمايته من أجل تشكيل وعى ووجدان المواطن المصرى فى كل ربوعها. كانت البداية مع المستقبل وكيف تراه. فقالت: أشعر بتفاؤل كبير تجاه مستقبل هذا البلد، أراه مشرقا وبراقا خاصة وان هناك ملامح واضحة ومتغيرات ايجابية خاصة بتطلعات الدولة والمواطنين، كما أننى متفائلة جدا بالعام 2015 على صعيد شخصي. - وما هى مساحة الأمل لديك فى غد أفضل؟ - يغمرنى الأمل تجاه المستقبل القريب وسوف نرى مصر فى مكانتها الطبيعية وسوف يشاهد العالم فصلا تاريخيا جديدا مبهرا عن المصريين. - هل هناك حراك حقيقى للمجتمع المصرى مؤخرا؟ - بالفعل هناك حراك مجتمعى ظاهر وبناء يدعو إلى تكاتف كل الناس والقوى، وأرى أن الناس بدأت بالفعل تتعجل حركة التنمية والنهوض سريعا من أى كبوات حدثت، هناك عدد كبير من الناس بدأت تضع أيديها على السلبيات التى نعيشها سواء من ناحية السلوك العام أو من ناحية الطموح وتدعيم فكرة الانتماء للوطن. - وما هى المعوقات التى ترينها مؤثرة على عملية تضميد الجراح والتنمية؟ - المعوقات لا تخرج إلا ممن يزرعون ويبثون الطاقة السلبية والتى اعتبرها بمثابة سموم لهذا المجتمع، هؤلاء يجب أن يتوقفوا لأن مصر تعود بقوة كل يوم إلى حضن أبنائها شيئا فشيئا ولا مكان لهم، أيضا أرى أن هناك معوقات مرتبطة بالظواهر السلبية العديدة مثل عدم الالتزام بساعات العمل ومدى الانجاز المتحقق، يجب التركيز على سياسة الثواب والعقاب بالنسبة للالتزام بساعات العمل بالتوازى مع مدى الانجاز الذى تم تحقيقه، أيضا هناك العديد من السلوكيات التى تهدر الوقت والمجهود بدون فائدة تعود على الناس والأفراد ويجب التخلص منها. - هل تأملين فى تأثير حقيقى لمجلس النواب المنتظر تشكيله هذا العام؟ - حقيقى أن هناك أحزابا قوية، ولكن لا احد يثق فى الأحزاب بشكل كبير، فغالبا يختار الناخبون المعارف والأقرباء وتتحكم فكرة القبلية والعائلات، لكننا نأمل فى زيادة وعى الناس بأهمية الاختيار، فى المقابل هناك بالفعل نوايا طيبة لدى الأحزاب والتكتلات لكن لا يوجد ضمانة حقيقية أو رؤية حقيقية تحوز على ثقة المواطن، لذا اطلب الجميع أنه مع البدايات الجديدة لابد وحتما من الثقة والتفاؤل والاهم الرقابة الفعالة حتى نضمن نتائج أكيدة ومرضية، وعندى أمل كبير أن الشعب المصرى يستطيع أن يقدم وجوها تستحق أن تمثله بشكل حقيقى تستشعر قضايا وهموم الناس. - وما هى التشريعات التى ترينها ضرورية للمستقبل؟ - بكل تأكيد هى تشريعات خاصة بإعطاء الفن والثقافة دورا أكبر ومساحة أهم لحمايتها وتشجيع المبدعين فى كل المجالات من طرح إبداعهم وأعمالهم وانتشارها وأيضا الاهتمام بالأقاليم البعيدة والمعزولة عن حركة التنوير وذلك فى ضوء ما أقره الدستور الذى أجمع عليه المصريون، كما من الممكن أن يكون هناك مؤتمر أو حلقة بحث لصناع وخبراء السينما ونقادها ومؤرخيها لبحث واقع السينما ومستقبلها مع غرفة صناعة السينما، ونقابات الفنانين الأخرى التى يعمل أعضاؤها فى هذه الصناعة تسفر عن عدد من التوصيات والتشريعات. - هل لغرفة صناعة السينما أو السينمائيين مخطط لطرح أفكارهم خلال المستقبل القريب سواء من خلال مجلس النواب أو الحراك المستقل؟ - قدمنا دراسة وافية لرئيس الوزراء، وأيضا تواصلنا مع وزير الاستثمار وإبلاغ رئاسة الجمهورية ومازلنا نتابع وسنظل على تواصل مع كل الجهات المسئولة فى الدولة ونطالب بتحرك سريع لأن هدفنا حماية تلك الصناعة ومواكبة كل جديد، ونتمنى أن يفرز مجلس النواب القادم عن أصوات تهتم لقضايا الثقافة والفن وسوف يكون للغرفة دور مهم ومؤثر فى صياغة التشريعات الخاصة بصناعة السينما والفن بشكل عام. - ما هى المعوقات التى تقف حائلا دون حدوث نهضة سينمائية وفنية مؤثرة؟ - مفيش مشاكل غير الحماية من القرصنة على الأفلام وحركة سريعة فى كل منافذ الصناعة والإبداع للقضاء على تلك الظاهرة. ودعم فكرة الإنتاج المشترك وتسهيل عملية التصوير الخارجى وأيضا تسهيل عملية تصوير الأفلام الأجنبية فى مصر، ذلك كله من أجل حماية الصناعة وحماية المنتج، وهنا يكمن دور الدولة الجديدة والبرلمان الجديد فى معالجة مثل هذه الأمور، أيضا هناك دور كبير ومهم يقع على عاتق كل مبدع وسينمائى لتقديم إبداعه عبر وسائط مختلفة وابتكار أفكار جديدة للتواصل مع المتلقى وإعادة تشكيل وجدان الشعب وثقافته. - هل كان للفن دور فاعل ومؤثر خلال السنوات الأخيرة؟ - طبعا الفن كان معبرا وبشكل كبير وكان له التأثير الأقوى والفعال، صحيح انه كانت هناك على سبيل المثال نوعية من الأفلام تم تقديمها وتركت اثأرا سلبية لكن أيضا كانت هناك محاولات جادة ومؤثرة من خلال شركات جديدة للإنتاج قدمت أعمالها التى مثلت تيارا مغايرا فى الإنتاج لاقت ترحيبا من الناس وتم تسويقها فى الخارج عبر الكثير من المهرجانات الدولية، إلى جانب ألوان الفنون الأخرى التى استطاعت أن تؤثر. - هل تأملين فى دور أكثر تفاعلا وتأثيرا خلال المرحلة القادمة؟ - أرى أن الفن يقف دائماً مع مصلحة الوطن ويعكس همومه ومشاكله وقضاياه وأحلامه كافة، وكل ما أستطيع أن أقوله هو أن نكون مخلصين وأمناء فى كل شيء نقدمه لبلدنا، ولدى أمل كبير فيما هو قادم فى صناعة الفن إذا اهتم القائمون على التشريعات باستشعار أهمية الفن، كذلك صناع الفن الوطنيين الشرفاء الذين لا يبخلون على الصناعة وتقديم أعمال متميزة ومؤثرة. - هل كان للإعلام والصحافة تأثير خلال المتغير الحادث فى المجتمع المصرى خلال الربع قرن الأخير؟ - بالطبع كان للإعلام والصحافة تأثير بالغ ومهم فمن خلالهما تستطيع أن ترصد الواقع بكل همومه ومشكلاته، وهناك شرفاء بهذا المجال يستطيعون التأثير على الناس، وقد كان لهم بكل تأكيد فى فترات معينة دور بالغ فى الأهمية ووطني خالص، ولا يستطيع احد أن ينكر ذلك. - كيف ترين المسئولية التى تقع عليهم خلال الفترة المقبلة؟ - للإعلام والصحافة تأثيرهما الأكيد على المجتمع، وأتمنى أن تظل الصحافة شريفة وواعية لصالح الوطن والأرض، وأن تهتم بالحقيقة وتبتعد عن التشكيك وتشارك فى بناء الحقيقة والمصداقية والانتماء للوطن.