المرأة كالرجل في كل شيء هي الإنسان والجمال والعطاء كما قد تكون الإرهاب والجريمة والقتل! من نساء الخوارج إلي حياة بومدين وشقيقة محمد مراح الإرهابيين الفرنسيين يمكننا أن نذكر الكثير. بومدين الفرنسية المغربية الأصل, كانت وراء زوجها الإرهابي الفرنسي من أصل سنغالي, أميدي كوليبالي, الذي قام بعمليتين: واحدة قتل فيها شرطية فرنسية الخميس الماضي خارج باريس, والثانية احتجز بها بعد ساعات عددا من زبائن وعمال متجر يهودي بالعاصمة الفرنسية, قيل ليطالب الشرطة بفك حصارها عن مطبعة تحصن بها شريكاه الشقيقان الجزائريا الأصل, سعيد وشريف كواشي, ومعهما امرأة أخري رهينة, تمهيدا للمطالبة بمنحهما ممرا آمنا مع شريك سلم نفسه بعد تنفيذه معهما الهجوم علي مجلة شارلي إيبدو الأربعاء الماضي. قد تتولي المرأة مهمام تنظيمية خطيرة في بعض التنظيمات, كالتمويل والتجنيد, كما كانت هيلة القصير السعودية التي اتهمت قبل أعوام بتمويل القاعدة في جزيرة العرب, وزوجة سعيد الشمري التي هربت من أهلها بطفليها لتلحق بالقاعدة في اليمن, وتزوجت بعد زوجها اثنين, وكانت سببا لخلافات بين عناصر القاعدة هناك قبل شهور ليست بعيدة! كانت المرأة في فرقة الخوارج القديمة الأبرز دون نساء كل الفرق, برزت فيهم نساء مقاتلات كغزالة الشيبانية زوجة شبيب الخارجي( بين عامي76 و77 هجرية) وكانت معروفة بعنادها وقوتها فقد نذرت بعد مقتل زوجها أن تحارب الحجاج قاتله وأن تخطب في مسجد الكوفة, ووفت بوعدها, وهي التي قال فيها الشاعر الخارجي عمران بن الحطان ساخرا منه الأبيات المشهورة التي يعرفها الكثير منا: أسد علي وفي الحروب نعامة.. فتخاء تنفر من صفير الصافرهلا برزت إلي غزالة في الوغي.. بل كان قلبك في جناحي طائر وبرزت داعيات وفقيهات أخريات من الخوارج, وهو ما يعني أن التنظيمات المتشددة تجذب نساء كما تجذب رجالا, وقد ثبت في الحالة الفرنسية أن شقيقة محمد مراح الذي قتل عددا من أفراد الشرطة في باريس قبل سنتين كانت وراءه شقيقته التي سافرت لسوريا فيما بعد, وهكذا كانت حياة بومدين وراء زوجها أميدي كوليبالي, كما كانت هيلة القصير وكما كانت غزالة.. الخوارج والخارجيات في كل عصر.. ما يستفزني ويستثيرني شخصيا هو استحلال القتل, فالقاعدة وداعش سنتا سنة لم يعرفها الغلاة قديما وجديدا, لم يعرفها الخوارج, هي ابنة عصرنا وهي العمليات الانتحارية والقتل للمجهول وعدم التحرز في التترس والفتك.. يعني يقتل مائة فيهم عشرة برءاء وهو يعرف براءتهم لا يبالي.. ويقر كل منظري الجهاديين القاعدة وداعش من قديمهم لحدثاء أسنانهم في داعش أن العمليات الاستشهادية كما يسمونها وهي الانتحارية كما نسميها حديثة لم يعرفها السلف ولا النص ولا التاريخ الإسلامي! ان استحلها رجل بلا قلب فكيف تستحلها امراة المفترض أنها اصل الرحمة والعاطفة, إنها الأم والإنسانة والعطاء لا أخذ الأرواح وشهوة الانتصار.. عودة لحادث شارلي إبدو العنيف الذي لم تر فرنسا الحديثة وربما القديمة شبيها له, القتلة نزعت من قلوبهم كل رحمة فعادوا بعد أن غادروا مسرح الجريمة من جديد ليقضوا علي الحارس المسلم برصاصة! قيل اثنان شقيقان وقيل أكثر, كانت حياة عدناني وراء كوليبالي وأخري وراء المتهمين المجرمين في حادث شارلي إبدو, وهو الحدث الذي و لاشك سيؤثر علي كثير من التطورات في توجهات فرنسا والعالم, فقد استغله اللوبي الصهيوني هناك وقال هذا جزاء اعتراف البرلمان الفرنسي بالدولة الفلسطينية, وذهب نيتانياهو يوم01 يناير في زيارة لباريس تحمل التعزية ولكن تحمل الاستخدام والتوظيف لصالحه فقد كرر ما قاله ممثلو اليهود الفرنسيين, ودعاهم أن وطنهم الأول هو إسرائيل في إشارة أن فرنسا وأوربا لم تعد آمنة! توابع كثيرة وخطيرة يأتي بها الموتورون الكارهون الغادرون بأوطانهم ومواطنيهم بعد أن تسولوا اللجوء والجنسية أرهبوا الناس! أي غدر يا من ماتت قلبها!