عادت العواصف الثلجية التي ضربت المنطقة العام الماضي لتضربها من جديد بقسوة, وأطلق عليها الأردن اسم العاصفة هدي بينما أطلق عليها لبنان العاصفة زينة التي من قوتها ألحقت أضرارا بشبكة كهرباء لبنان. كان الأردن قد تأثر العام الماضي بعاصفة ثلجية قوية غطت المنطقة أطلق عليها اسم أليكسا, عدت الأقوي منذ نحو50 عاما والأكثر انتشارا, فقد هطلت الثلوج خلالها علي أجزاء من منطقة تبوك السعودية وبعض ضواحي القاهرة. ففي بيروت تسببت العاصفة زينة في أضرار في الشبكتين الكهربائية والهاتفية في منطقة البترون بشمال لبنان, حيث غرق عدد من القري في الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وفي صيدا بجنوب لبنان, أدت العاصفة إلي توقف حركتي الملاحة والصيد البحري في مرفأالمدينة, وسط تدن في درجات الحرارة, وتساقطت الأمطار مصحوبة برياح قوية, فيما استنفرت البلدية فرق الطواريء, تحسبا لأي تداعيات للعاصفة الثلجية هدي. وفي عمان قرر رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور تعطيل الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية أعمالها اليوم نظرا للظروف الجوية السائدة حيث يترقب الأردنيون قدوم العاصفة الثلجية القطبية هدي وكانت دائرة الأرصاد الجوية الأردنية ومديريتا الدفاع المدني والأمن العام قد حذرت من نتائج العاصفة الجوية وعدم خروج المواطنين إلا للضرورة القصوي, حتي لا تتم إعاقة حركة السير وبدأ تأثير العاصفة القطبية هدي علي المملكة أمس حيث دفعت كتلة هوائية قطبية قارسة البرودة مباشرة من القطب الشمالي إلي المنطقة ويستمر تأثيرها لعدة أيام بينما حدث انخفاض حاد علي درجات الحرارة في أغلب المناطق لتصبح دون معدلاتها لمثل هذا الوقت من العام بحوالي10 درجات مئوية كما سيستمر هبوب الرياح القوية والشديدة حيث يبقي الطقس خلال ساعات الصباح والظهيرة شديد البرودة وعاصفا. وأعلن البنك المركزي الأردني أن اليوم سيكون عطلة رسمية لجميع البنوك العاملة في المملكة نتيجة الظروف الجوية المتوقعة كما اتخذت الجامعات الأردنية قرارا مماثلا بتعطيل الدوام اليوم وغدا حفاظا علي سلامة الطلبة والعاملين فيها ومن جهتها أعلنت أمانة عمان الكبري حالة الطواريء القصوي للتعامل مع الظروف الجوية المتوقعة خلال الفترة المقبلة, حيث اتخذت جميع الإجراءات والتدابير الاحترازية اللازمة وذلك من خلال تكثيف أعمال الصيانة للبنية التحتية والجسور والأنفاق أما وزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية فقد دعت المواطنين إلي عدم التهافت علي شراء السلع والخبز لأن ذلك يربك السوق ويضر بالمصلحة العامة. وفي القدسالمحتلة, سارع الفلسطينيون إلي تكديس المؤن وسط توقعات بتساقط كثيف للثلوج أمس خصوصا أنهم مازالوا يتذكرون أحداث الشتاء الماضي عندما هبت علي الاراضي المقدسة أسوأ عاصفة منذ50 عاما. وفي أنقرة اجتاحت تركيا أمس عاصفة ثلجية كثيفة قادمة من سيبيريا أدت إلي شل حركة الأفراد والقطاعات المختلفة في الدولة, فيما أصدرت هيئة الأرصاد الجوية التركية تحذيرا للمواطنين في أغلب المحافظات التركية من الظروف المناخية القاسية وذكرت محطة سي إن إن تورك أمس أنه تم إلغاء39 رحلة داخلية و5 رحلات خارجية بسبب الظروف الجوية السيئة وتراكم الثلوج علي المدرجات وتم إخطار المسافرين في المطارات الداخلية باحتمال تأخر أو إلغاء الرحلات. من جانبها, أعلنت الإمارات أمس توجيه جسر جوي لنقل مواد الإغاثة العاجلة إلي اللاجئين المتضررين من العاصفة الجوية في بلاد الشام( هدي). ووجه رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بالبدء الفوري في إنشاء جسر جوي من دولة الإمارات لنقل مواد الإغاثة العاجلة من أغطية وملابس شتوية ومواد غذائية لمساعدة آلاف اللاجئين في الأردنولبنان إضافة إلي المتضررين في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية.