لم تتوقف الجريمة عن كونها حادث سرقة اقترن بجريمة قتل، ولكن ما وصلت إليه من بشاعة فى تنفيذها يفوق العديد من الجرائم التى وقعت بمحافظة الفيوم. فعندما يكون الجانى شديد الخطورة لايتوقف دائما للوصول لهدفه، فتتبلد مشاعره ويصل به الأمر لارتكاب أبشع الجرائم من أجل سرقة "توك توك". شاب فى مقتبل العمر لم يتعد العشرين من عمره، يعمل سائقا على "توك توك"، ليحصل فى نهاية اليوم على حفنة قليلة من الجنيهات يسد بها رمقه وماتبقى يساعد به أسرته، يكافح ويعمل لأوقات متأخرة من اليوم رغبة فى الحصول على بضعة جنيهات لا أكثر. وفى أحد الأيام قاده حظه التعيس إلى إثنين من البلطجية، رغبتهم فى السرقة تفوق رغبتهم فى الأكل والشرب، لسد جوعهم وعطشهم، فالسرقة عندهم مثل الطعام والشراب. اتفق البلطجية مع الشاب على أن يوصلهما إلى قرية "سيلا" بمركز الفيوم، وفى الوقت الذى كان الشاب يحمل نية طيبة تجاه البلطجية، ويبحث عن لقمة عيشه، كان البلطجيان يحملان الشر والغدر فى نفوسهما تجاه الشاب وسرقة لقمة عيشه "التوك توك"، وإتخذا قرارهما أنهما لن يعودا سوى بغنيمتهما المحرمة. واستدرجا الشاب لأحد المناطق النائية فى طريق قرية "سيلا"، وأخرجا "سكينا"، وهددا الشاب إما التوك توك أو حياته، وهنا شعر الشاب أنه يفقد رزقه، وماجت نفسه أن بأفكار سوداء سريعا وكيف ستعيش أسرته دون الجنيهات التى يتحصل عليها يوميا، فاختار أن يدافع عن "التوك توك مصدر رزقه"، توسل إليهما أن يتركاه، ولكن أمام قلوب متحجرة يعيش فيها الاجرام ويتكاثر كالمرض الخبيث، لم تجد أى المحاولات. وقرر الشاب أن يكمل ما بدأه يدافع ويقاوم، ويطلب النجدة لإنقاذه من مجرمين فقدا كافة مشاعر الانسانية، فكان رد الفعل سريعا ومروعا وأكثر عنفا وهمجية، فما كان من الإثنين البلطجية إلا أنهما نحرا رقبة الشاب كما تذبح الشاة، وبكل دم بارد ألقوه على الطريق وتركاه مع الموت وحيدا، وفرا هاربين. وكانت قرية سيلا الفيوم قد شهدت جريمة قتل بشعة عندما قام اثنان من البلطجية بذبح شاب ومقيم بعزبة "جويلى" التابعة لقرية "العدوه"، بمركز الفيوم، بغرض سرقة "توك توك" كان يقوده الضحية. تلقى اللواء الشافعى حسن، مدير أمن الفيوم، إخطارا من العميد حسين حربى مأمور مركز الفيوم، بقتل محمد سعيد على "17سنة" وسرقة التوك توك الذى كان يعمل عليه. وكشفت التحريات الأولية التى أجراها المقدم مصطفى حسن رئيس مباحث قسم الفيوم، تحت إشراف اللواء محمد الشامى مدير إدارة البحث الجنائى بالمحافظة، إلى أن اثنين من البلطجية قد طلبا من الطفل توصيلهما إلى قرية سيلا وفى الطريق قاما بذبحه وسرقة التوك توك الذى يقوده، وفروا هاربين، وتكثف أجهزة البحث الجنائى جهودها للقبض على المتهمين. وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق، وقررت ندب الطب الشرعى لتشريح جثة الشاب، وبيان أسباب الوفاة، وسرعة انتهاء المباحث من تحرياتها حول الواقعة، وضبط الجناة.