دفعت الظروف "نادرة" الشهيرة بلقب "أم على" لدخول عالم الاتجار بالمواد المخدرة فبعد وفاة زوجها تاجر المخدرات سعت للتعرف على تجار السموم لكى توفر الهيروين الخام لطرحه فى الأسواق بين المدمنين للتربح من ورائه. واصلت "أم على" نشاطها الإجرامى على طريق بورسعيد الدولى الذى تستقبل فيه عملاءها القادمين من المحافظات المجاورة خاصة القاهرة الكبرى والغالبية العظمى منهم أولاد الذوات وتضخمت ثروتها ولم تفطن إلى أنها قد تقع فى قبضة الأجهزة الأمنية التى استهدفتها بالفعل ومكثت خلف القضبان الحديدية عشر سنوات بتهمة ترويج المخدرات. وعندما خرجت من محبسها وقت اندلاع ثورة 25 يناير وما واكبها من انفلات أمنى ساعدها على أن تعود مرة أخرى لمزاولة تجارتها المحرمة وتواصلت مع عصابات التهريب الدولية التى تغرق الأسواق بالهيروين لجلب بضاعتها بكميات وفيرة لمواجهة زيادة الطلبات عليها من زبائنها الذين يترددون عليها نهاراً وليلاً لمنحهم احتياجاتهم من البودرة. وكان اللواء أحمد الخولى مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قد عقد اجتماعاً تنسيقياً مع وكيليه اللواءين حاتم مطر وأحمد عمر فى حضور اللواء محمد ثروت مساعدهم لمنطقة القناة وسيناء لفحص المعلومات الواردة إليهم بشأن نشاط عدد من أوكار بيع المواد المخدرة يتردد عليها المدمنون. تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد فهمى رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ضم وكيليه العميدين محمد سلامة وهشام الزغبى والعقداء وجيه دعبس وعصام جبر ومفيد فوزى وحافظ مهران والمقدم على عبدالنبى مفتشى المنطقة. ودلت تحرياتهم أن نادرة الشهيرة بلقب "أم على" 55 سنة سبق اتهامها فى قضية مخدرات عام 2001 وحكم عليها بالسجن 10 سنوات وعقب خروجها لم تفكر فى إعلان توبتها وتنتبه لأسرتها وإذا بها تعود لنشاطها وتتوسع فى دائرة تعاملاتها مستفيدة بالإقبال غير الطبيعى للمدمنين لشراء الهيروين الذى تخصصت فى بيعه، وأضافت التحريات أن المتهمة شديدة الحذر فى تعاملاتها مع زبائنها ولا تتحرك قبل أن تتلقى اتصالات هاتفية على أثرها يتم الاتفاق على موعد ومكان تسليم بضاعتها لهم حتى لا ينكشف أمرها. وبعرض التحريات على النيابة تم استصدار إذن لضبط تاجرة الكيف وأعد مفتشو مكتب مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء الخطة اللازمة لاستهدافها والتى تمثلت فى الاستعانة بإحدى السيدات للتعامل معها وأغرتها هاتفياً برغبتها فى الحصول على كمية كبيرة من البودرة بدعوى وجود مناسبة خاصة لديها وسال لعاب المتهمة ووعدتها بتوفير احتياجاتها وعقب تحديد الموعد وأثناء إخراج بضاعتها لمنحها للمصدر السرى انقض عليها ضباط مكافحة المخدرات وعثروا معها على ربع كيلو هيروين واقتادوها وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات. وبمواجهتها بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترفت بالاتجار فى المواد المخدرة بقصد التربح منها وبعرضها على محمد هاشم وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معها تحت إشراف محمود محسن رئيس نيابة القنطرة الذى أمر بحبسها أربعة أيام على ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لها فى الميعاد.