لعنة الكونفيدرالية بدأت تطارد الفريق الأول لكرة القدم بالأهلي بعدما أهدر خمس نقاط في مباراتين متتاليتين ووصل لحالة من السوء باتت تثير شفقة منافسيه قبل أنصاره والتي كانت شديدة الوضوح أمس في مباراته أمام الاتحاد السكندري التي أقيمت بينهما في الدوري الممتاز علي ستاد القاهرة وخسرها1-4 بعد لقاء من طرف واحد بل يمكن القول إن الأهلي أفلت من فضيحة وخرج من المباراة بأقل الكوارث في ظل الأخطاء الفادحة التي ارتكبها مديره الفني والتي وصلت لحد عدم تقديره المسئولية فكانت الهزيمة الأكبر محليا منذ عام.1964 وتحول المدير الفني للأهلي الأسباني جاريدو أمس للاعب الأهم للإتحاد السكندري بعد ما فعله في الفريق بداية من التشكيل السييء.. لطريقة اللعب.. لأسلوب إدارة اللقاء للحد الذي بدا فيه غير مقتنع بأن فريقه يخسر فقط2- صفر وهي النتيجة التي إنتهي بها الشوط الأول للقاء سجلهما أوكيري ومحمد حمدي في الدقيقتين3 و47.. فراح يبحث لحسام حسن المدير الفني للاتحاد عن كل السبل الميسورة التي تصل بلاعبيه لمرمي مسعد عوض ليضيف الاتحاد السكندري هدفين في الشوط الثاني بأقل مجهود وبلا تعب أو معاناة لفيلكس ورامي عادل في الدقيقتين30 و37 لتصبح النتيجة4- صفر وكان من الممكن أن تتضاعف والسبب مدرب يبحث عن إختراعات غير مؤهل لها ولا يعرفها ولو كان لديه القليل من الإبداع لما غادر أوروبا بعدما عرف وذاق طعم التدريب في الليجا الأسبانية في سن صغيرة. جاء الشوط الأول متوسط المستوي ساده العشوائية من الفريقين رغم البداية الجيدة من الاتحاد السكندري والجرأة الهجومية للاعبيه في أول خمس دقائق, التي أسفرت عن هدف مبكر له عن طريق المحترف الإفريقي أوميدي أوكيري لكنها لم تستمر كثيرا بعدما تراجع الفريق للدفاع للحفاظ علي تقدمه دون تفكير في تطوير الهجوم عند السيطرة ولا كيفية التصرف في الكرة بعد الإستحواذ عليها سواء بشكل جماعي أو فردي في ظل ضعف القدرات المهارية والفنية للاعبيه. ولم يكن لاعبو الأهلي بأحسن حال علي الإطلاق من الاتحاد السكندري في ظل الفوضي الكبيرة التي سيطرت علي الأداء العام لهم وضعف القدرات الخاصة لغالبيتهم خاصة ما يتعلق باللعب في المساحات الضيقة والقدرة علي الإختراق فيها بالإضافة لغياب التجانس والتفاهم بينهم سواء علي المستوي الجماعي أو ما يتعلق بالخطوط مما منعهم من تنفيذ أي تكتيك أو القيام بأي مهمة من واجباتهم ووظائف المراكز بشكل غير عادي وغير مسبوق ليس ذلك فقط بل أن الأهلي إرتكب من الأخطاء خاصة في الدفاع ما يعد بدائيآ لا يجرؤ علي فعله غيرهم. وأسباب فوضي الأهلي التكتيكية والخططية وغياب الإنسجام بين اللاعبين عديدة وكثيرة منها التغييرات العديدة في التشكيل التي أجراها جاريدو في المجموعة الأساسية التي بدأت اللقاء- سواء كانت إضطرارية أو لرؤية فنية خاصة- ولكنها ليست كلها فهناك إصراره علي أن يلعب الفريق بطريقة لعب لا يجيدها ولم يحسن توظيف اللاعبين فيها ولا إقناعهم بالأسس الخاصة بها. واعتمد المدير الفني للأهلي علي طريقة اللعب الرقمية4 2 3 1 وبتشكيل مكون من مسعد عوض في حراسة المرمي وأمامه الرباعي محمد نجيب وشريف حازم وشريف عبد الفضيل ولؤي عادل.. وثنائي الإرتكاز محمد رزق وحسام غالي.. وثلاثي الهجوم عبد الله السعيد ومحمود تريزييجيه ووليد سليمان.. وعماد متعب رأس حربة وحيد. ولا أحد يعرف من أين جاء جاريدو بكل هذه الجرأة ليلعب بهذا التشكيل الذي إستبعد فيه لاعبين دون مبرر وأتي بآخرين لم يكونوا في حساباته لفترات طويلة وإستبعدهم من التشكيل في مباريات عديدة وقريبة حتي أنه أطاح بكل إنسجام للفريق وفي كل خطوطه في الوقت الذي لم يكن هناك أو توجد حاجة لما فعله فالسؤال الذي يبقي لغزآ لماذا أطاح بقلب دفاعه الأساسي سعد الدين سمير ولماذا أعاده للملعب في الشوط الثاني وما مبررات تعامله مع رمضان صبحي بهذا المنطق إلا إذا كان يريد سحب كل ما لديه من ثقة. والغريب أن جاريدو إضطر مع بداية الشوط الثاني تحت ضغط النتيجة وتقدم الاتحاد بهدفين مقابل لا شييء للدفع بثلاثة لاعبين مرة واحدة كان من المنطق أن يكونوا في التشكيل الأساسي هم رمضان صبحي وصلاح الدين سعيدو وسعد الدين سمير مما دفعه لتغيير طريقته الرقمية من4 2 3 1 إلي3 1 4 2 باللعب برأسي حربة وبعودة حسام غالي لقلب الدفاع وأصبح تشكيل الأهلي يتكون من مسعد عوض في حراسة المرمي وأمامه الثلاثي حسام غالي وسعد الدين سمير ولؤي عادل.. ومحمد رزق.. ومحمود تريزيجيه ورمضان صبحي ووليد سليمان وعبد الله السعيد.. وصلاح الدين سعيدو وعماد متعب. صحيح أن جاريدو حاول صناعة كثافة هجومية بأقصي ما يملكه من قوة ولكن كانت العشوائية أكثر وتضارب الواجبات بين اللاعبين كبير وغير عادي زاد من الفوضي خاصة وأن التشكيل لم يكن موجودآ من الأساس ولا أحد من اللاعبين تدرب علي مثل هذا التشكيل الذي كان أشبه بمفاجأة للاعبين أنفسهم الذي إجتهدوا وحاولوا تعويض ما بخل عليهم به. والمشكلة لم تكن في الواجبات ولا في طريقة اللعب بقدر ما كانت في مجازفة الأهلي الهجومية علي حساب الجوانب الدفاعية بما لا يتماشي مع أسس الكرة الحديثة الي جانب إنعدام مسئولية وغياب خبرة من المدير الفني الأسباني الذي كاد يدخل التاريخ أمس للمرة الثانية بإعتباره صاحب أكبر وأقسي هزيمة يتعرض لها الأهلي محليآ علي ملعبه ولكن من حسن حظه أن الاتحاد لم يطمع ولا يطمح في كتابة التاريخ وإستغلال سوء مستوي الكبير. وفي المقابل فإن حسام حسن المدير الفني للإتحاد لعب بطريقة اللعب الرقمية التي إعتادها كل المديرين الفنيين الذين يلعبون خارج ملعبهم أمام الكبيرين الأهلي والزمالك وإعتمد علي4-3-2-1 وبتشكيل مكون من علي فرج في حراسة المرمي وأمامه الرباعي محمد سمير ورامي عادل ورمزي خالد وفتحي مبروك.. وأسامة بوغنيمي وعامر صبري وخميس حسني.. ومحمد فاروق بنزيمة ومحمد حمدي.. وأوميدي أوكيري. وبدأ الأهلي المباراة شديد الإرتباك بفضل مديره الفني وتشكيله الغريب وسيطر الاتحاد وامتلك الشجاعة والجرأة الهجومية ووصل لمرمي الأهلي ووضح أن خط دفاعه سيكون في أسوأ أيامه ومبارياته وحالاته فلا يوجد رابط بين مجموعة الدفاع سواء علي المستوي الفردي أو الجماعي ولا بين خطوطه ولا في القدرة علي تحديد مناطق الدفاع ولا كيفية غلق المساحات ولا التعامل مع الزيادات. والمشكلة كانت في دفاع خط وسط الأهلي الذي لم يدافع ولم تكن له أدوار واضحة محددة في كيفية الضغط والدفاع سواء بسبب قصور فني يتحمله المدير الفني الأسباني جاريدو أو لوجود حسام غالي الذي بات العبء الكبر ومصدر سعادة كل منافسيه مثلما هو سبب شقاء الأهلي ومن قبله المنتخب الوطني فهو لاعب إنتهت صلاحيته بالفعل تمامآ مثل عماد متعب فلا لياقته ولا حركته ولا أسلوب أداء اللاعب تؤهله لأن يصنع الفارق للأهلي. وما بين جاريدو وكبار الأهلي شقي الفريق وذاق من كأس الذل والهوان بل والقهر ولحق به العار بعدما ضربه الاتحاد في كبريائه وأصابه في سمعته وتاريخه بما لا ينسي ولن يشطب علي الإطلاق والسبب مراهقات فنية وتكتيكية يصر عليها مديره الفني وعشوائيات في الاختيار فمن يمنحه الثقة اليوم يسحبها منه غدا ومن يختاره في مباراة يطيح به من أخري والسبب تبقي معرفته حصرية عليه لا يعرفها غيره إذا كانت لديه مبررات من الأساس منطقية. ولم تمض أكثر من ثلاث دقائق حتي نجح الاتحاد السكندري بسهولة ويسر في ضرب دفاع الأهلي المهزوز غير القادر علي الاحتفاظ بالتمركز الجيد المناسب لمراكز لاعبيه التي لم يعتادوا اللعب فيها من الأساس وينطلق رمزي خالد من الناحية اليمني ويلعب عرضية يحاول محمد نجيب تشتيتها برأسه فيهيأها رائعة لتمر بالعرض من مدافعي الأهلي يجدها أوميدي أوكيري داخل المرمي الخالي من حارسه وممن يدافع عنه مسجلآ الهدف الأول. ولم تكن للأهلي أية ردة فعل بعد الهدف بل علي العكس بدا لاعبو وكأن الأمر لا يعنيهم ولا يهمهم في شيء رغم حالة الحذر الشديد التي سيطرت علي الاتحاد السكندري ودفعتهم للدفاع بكل خطوطهم والإعتماد علي الهجمات المرتدة.. والحقيقة أن ما عاني منه لاعبو الأهلي لم تكن اللامبالاة بقدر ما فقر شديد وقلة حيلة في الملعب فهم لا يعرفون ماذا يفعلون ولا كيف يهاجمون ولا أيضآ يدافعون وعلي مدار30 دقيقة كاملة لم تكن لهم ردة فعل حتي الدقيقة31 التي شهدت محاولة من محمود تريزييجيه عندما رواغ وإخترق وإنفرد بعلي فرج الذي خرج لملاقاته وأنقذ الكرة بإقتدار وكرة ثانية من عرضية لمحمد رزق لعبها عبد الله السعيد برأسه إرتطمت بالقائم الأيمن لعلي فرج.. وبإستثناء هذه الكرة لم تكن هناك فرص للأهلي إلا مجموعة من الكرات العرضية التي تألق علي فرج في إلتقاطها بإقتدار وكفاءة غير عادية. والمثير أن الخطورة كانت كلها للإتحاد السكندري وبسيناريوهات طبق الأصل وبشكل بدائي يثير الشفقة علي الأهلي وخط دفاعه العاجز عن مواجهة مثل هذه الهجمات المرتدة البدائية للإتحاد حتي أن علي فرج نفسه حارس مرمي الفريق لم يجد ما يمنعه من تقمص شخصية صانع الألعاب وأرسل تمريرة لمحمد بنزيمة مرت من المدافعين وإنفرد اللاعب بالمرمي.. بعدها إنفرد اللاعب نفسه وسدد فوق العارضة بقليل و الكرة نفسها لاحت لأوكيري حتي جاءت الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع لينفرد محمد حمدي ويسدد في المرمي مسجلآ الهدف الثاني للإتحاد السكندري لينتهي الشوط الأول2- صفر. ولم يجد جاريدو أمامه في الشوط الثاني إلا أن يسحب محمد نجيب وشريف حازم ومعهما شريف عبد الفضيل لكنه بدل من أن يصلح أفسد وبدلآ من أن يعالج فزاد من المرض فكيف له وبأي منطق فني أن يعيد حسام غالي البطيء غير القادر علي اللعب كقلب دفاع لمواجهة مرتدات الاتحاد السكندري السريعة وكيف أتته الجرأة ليلعب بلاعب إرتكاز واحد وما المنطق الذي هداه ليكون محمود تريزييجيه أشبه بمدافع أيمن ويبعده عن الثلث الهجومي في وقت هو مصدر الخطورة وفي أشد الحاجة له في هذه المساحة من الملعب وما تلك وجهة النظر التي جعلته يبقي علي عماد متعب ويخفف من قدرات الفريق الدفاعية لهذا الحد.. والمحصلة أنه قدم لحسام حسن أقصي ما يتمناه. ورغم كل التعديلات فلم يكن للأهلي أي خطورة علي مرمي علي فرج بإستثناء ضربة رأس لصلاح الدين سعيدو أنقذها علي فرج في الدقيقة السادسة في المقابل كانت ضربات الاتحاد مؤثرة وشديدة الخطورة علي مرمي مسعد عوض بل زادت طموحات حسام حسن في المزيد من الأهداف وهو ما دفعه لإشراك لاعبه المحترف فيلكس الذي لم يكد يشارك حتي تلقي عرضية من أوكيري مرت من الجميع ليسددها بسهولة في المرمي مسجلآ الهدف الثالث للأهلي وسط ذهول الجميع ولكن كانت الصدمة الأكبر في الدقيقة37 عندما نفذ أسامة بوغنيمي ضربة حرة لعبها داخل منطقة الجزاء لم يكلف أحد من لاعبي الأهلي مشقة القفز لها وتشتيتها باستثناء سعد الدين سمير في الوقت الذي قفز لها ثلاثة لاعبين من الاتحاد سبقهم للكرة جميعآ رامي عادل نسددها في المرمي مسجلآ الهدف الرابع للإتحاد وكاد لاعبو الاتحاد يسجلون المزيد من الأهداف لولا أن نشوة الفوز الكبير والنتيجة المذهلة أصابتهم هم أيضآ بحالة من الدهشة فراحوا يهدرون الفرصة تلو الأخري ليضيعوا علي أنفسهم فرصة دخول التاريخ من أوسع أبوابه حتي نجح صلاح الذين سعيدو في النهاية إستغلال عرضية من محمد رزق سددها برأسه داخل المرمي مسجلآ هدف الأهلي الوحيد لينتهي اللقاء4-.1 /////////////// المدرب الإسباني: نحن جميعا شركاء في الخسارة نحن جميعا شaركاء في هذه الخسارة.. ولن أهرب من المسئولية.. كلمات لخص بها خوان جاريدو المدير الفني للفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي خسارته الأكبر هذا الموسم. وقال جاريدو: لن أترك المسئولية ولن أهرب, بل سأستمر في التحدي هنا ونحن جميعا جهازا فنيا ولاعبين مسئولين عن هذة الخسارة. ويكمل جاريدو: أتقبل كل الانتقادات التي سأتعرض لها, واعترفبأن هناك قرارات خاطئة أتخذتها, ولكني لن أقف الان للحديث عن الماضي بل أعد جماهير الأهلي بالتعديل ويتابع المدرب الاسباني: فريقي سيبدأ من اليوم صفحة جديدة كبطل لمصر وأفريقيا يعمل بكل جدية ويعالج اخطاءه سريعا حتي يستعيد توازنه في أسرع وقت وأؤكد للجماهير انها ستشاهد شكلا جديدا تماما في المباريات المقبلة. وعن اسباب الخسارة الكبيرة قال جاريدو: لم يكن الدفاع جيدا وقدم اسوأ عروضه هذا الموسم والاهداف الاربعة من اخطاء مباشرة خاصة الهدفين الاول والثاني اللذين منحا الاتحاد ثقة كبيرة جدا واضعفا من فرصتنا في الشوط الثاني ويضيف المدرب الأسباني: سأجلس مع اللاعبين وسأنقل لهم بشكل صريح اخطاءنا جميعا ويجب ان يتفقوا معي علي إننا في حاجة الي شكل جديد, خاصة اننا فقدنا5 نقاط في مباراتين فقط وعلينا ان نعود سريعا للإنتصارات للتقدم في جدول ترتيب الدوري واشاد جاريدو بمستوي الاتحاد السكندري وأكد انه سيحلل لماذا تفوق عليه منافسه من أجل العودة إلي الانتصارات والفوز في كل المباريات المقبلة وتقديم ارادة جديدة للجماهير خاصة وان مشوار الدوري الممتاز لايزال طويلا. ت