الكوابيس... هي أكثر ما يزعج الأطفال في سنهم الصغيرة و هي في الكثير من الأحيان ناتج ما قد يتعرضون له من عقاب علي يد والديهم أو تعرضهم لمواقف مخيفة أو مشاهدتهم مشاهد مرعبة في الأفلام. الغريب و الجديد في الوقت ذاته أن مؤلف روايات الرعب الشهير تشارلي هيجسون قد اعتمد علي هذا المبدأ في تناول رواياته و جعلها سببا و محورا ضروريا في تربية صغار السن و المراهقين علي السواء; فهو حاليا بصدد كتابة الجزء السابع من سلسلة قصص الرعب الأكثر قراءةTheEnemy أو العدو و هي السلسلة التي قرر الاستمرار في كتابتها بعدما رأي تأثيرها علي ابنه الصغير سيدني و الذي أصابته سلسلة الروايات بالرعب الشديد حيث طرق عليه الباب في الرابعة فجرا في أحد الأيام و الدموع تملأ عينيه و العرق يتصبب منه خوفا مما جاء في الروايات...حينها أصر هيجسون علي استكمال كتابتها حتي وصل إلي الجزء السادس من هذه السلسلة و التي حققت نجاحا كبيرا و جاءت ضمن الروايات الأكثر مبيعا. هيجسون يقوم حاليا بكتابة الجزء السابع من سلسلة العدو المرعبة و الذي يعتمد علي معركة كبيرة بين الأطفال و مخلوقات السايكوس و هو جزء يعتمد علي درجة عالية من الخيال و درجة أعلي من الرعب من الأجزاء السابقة عليها و يقول هيجسون عن رواياته: صحيح أن الأطفال و المراهقين قد يحلمون بسببها بكوابيس لكنها كوابيس آمنة تعلمهم ما هو الخوف و هذا بدوره يعلمهم كيفية التعامل معه. هناك سياسيون كما يقول هيجسون- يطالبون بعدم مشاهدة أفلام الرعب أو لجوئهم لألعاب الفيديو العنيفة و المرعبة و عليهم قراءة كتاب مفيد و هذا يعكس من وجهة نظره- جهل هؤلاء بالاتجاهات الحديثة في أدب الأطفال فالعنف لم يعد مشكلة علي الاطلاق في الوقت الراهن خاصة و أن تلك الأفلام و الروايات القائمة عليهم تعلم الأطفال كيف يواجهون الخوف. الناشرون عادة ما يخشون من قبول طباعة مثل تلك القصص خوفا من ردود الأفعال العكسية من الوالدين أو المعلمين أو أمناء المكتبات في الدول التي تتيح مثل تلك الروايات في المكتبات العامة لكن ذلك غير موجود علي أرض الواقع لأن الأطفال في الحقيقة يحبون قراءة مثل تلك الكتب و هذا ما يحتاجه الناشرون لقبول طباعة الكتب أن يحبها الجمهور المستهدف و هم الأطفال والمراهقين و هو الحاصل بالفعل. أحب هيجسون الذي عشق الرعب منذ مراهقته أن يحاول كتابة أشياء مخيفة أكثر قائلا أن الرعب شيء رائع جدا للأطفال لأنه من الممكن الحديث عن موضوعات عميقة جدا بنوع من الخيال سيجدون أنفسهم يتعاملون مع الموت أو المرض أو التغيير و لكن لن يتعاملوا مع مخلوقات كالزومبي مثلا. و بالنسبة للكوابيس يقول المؤلف: لابد للأطفال من أن تتعامل معها فهي التي ستعلمهم ما هو الخوف و كيف يتعاملون معه و في الوقت ذاته لابد و أن يكون في حياتهم ما يخافون منه لأنه الواقع.