يحسم رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ملف الاستثمار في الرمال السوداء بمصب النيل في مناطق رشيد ودمياط خلال أيام وعلمت الأهرام المسائي أن نظيف يدرس حاليا العروض الثلاثة المقدمة من شركة كريستال العالمية بعد اتفاقها مع هيئة المواد النووية علي اختيار أحد البدائل الثلاثة نظير الاستثمار في الرمال وفصل المعادن عنها والمتمثلة إما في الحصول علي نسبة من مبيعات الرمال أو الحصول علي نسبة من الأرباح أو بيع الرمال بالمتر قبل اتمام عمليات الفصل. وقال الدكتور محسن محمد علي رئيس هيئة المواد النووية إن الهيئة لم تتلق عروضا سوي من شركة كريستال العالمية بعد عرض الموضوع في مناقصة عامة وطرح كراسات الشروط. وأوضح أن التعاقد المقترح بين الهيئة والشركة تضمن بيع خمسة معادن بعد فصلها أهمها التيتانيوم والحديد الاسفنجي والنيكل والكاديوم علي أن يعطي البلازيوم المشع الذي يدخل في صناعة المفاعلات مجانا للهيئة بعد استخراجه وفصله. وأضاف أن التعاقد المقترح تضمن انشاء أول تجمع صناعي بكفر الشيخ لفصل المعادن من الرمال السوداء لمدة17 عاما علي أن يتم احلال الرمال بعد فصلها في مكانها الطبيعي بعد نهاية كل عام مشيرا إلي أن الاتفاق مع الشركة تضمن إقامة مصنع للبويات والسبائك الحديدية. وقال خبير الطاقة المصري الدكتور حامد رشدي القاضي إن الدراسات التي اجريت خلال الأعوام السابقة قدرت حجم الاحتياط من الرمال السوداء لحوالي345 مليون طن, مشيرا إلي إن نسبة الرمال السوداء انخفضت بعد بناء السد العالي مطالبا بالتدقيق في الاتفاقيات التي تتم مع الشركات الأجنبية لافتا إلي أن الصين بدأت تحد من تصدير الرمال السوداء تمهيدا لوقف تصديرها تماما. في سياق متصل توقع تقرير صادر عن الجمعية المصرية لعلوم وأبحاث الأهرام حدوث مشكلة بيئية بسبب تصدير الرمال السوداء وسوء استعمالها تتمثل في حدوث فراغ مهاري نشط اشعاعيا ويؤدي الوجود المستمر فيه إلي مخاطر بيولوجية. وطالب الدكتور أحمد نصار رئيس مجلس ادارة الجمعية صاحبة التقرير بأن يكون استغلال المشروع للرمال بشكل متدرج يضمن عدم إحداث خلل بيئي معتبرا الرمال السوداء الموجودة في مناطق رشيد من المواد الشحيحة نظرا لندرتها وأهميتها العلمية في التصنيع الاستراتيجي في الطاقة النووية واستخداماتها السلمية الحيوية في الطب النووي وحفظ الأغذية وصناعة الطائرات وأجهزة المحمول مشيرا إلي أن معدن الموناديت الموجود بالرمال السوداء المصرية يدخل في صناعة قلوب المفاعلات الذرية.