بعد خروجي من الوزارة سأتفرغ لفني.. ولو اخترت منصبا سيكون مدير قصر ثقافة بهذه الكلمات استهل فاروق حسني وزير الثقافة كلمته أمس خلال افتتاح مؤتمر أدباء مصر في دورته الفضية التي تحمل عنوان تغيرات الثقافة.. تحولات الواقع, معتبرا العمل الثقافي في أقاليم مصر ومحافظاتها هو الفعل الحقيقي لأي عمل ثقافي مؤثر, وأن مؤتمر أدباء مصر هو ما يشعره بأنه بالفعل وزير ثقافة مصر علي حد قوله. كان الدكتور جمال التلاوي أمين عام المؤتمر قد أكد في كلمته أنه رغم مرور25 عاما علي انعقاد الدورة الأولي إلا أن بعض توصياته لم يتم تنفيذها بعد, مشيرا إلي أنه تم إلحاق جميع عيوب الثقافة المصرية بالمؤتمر في الوقت الذي يعد حصن المثقفين, لذلك كانت محاولات القائمين عليه لتلافي السلبيات القديمة مثل قضية الاختلاف حول المصطلحات وغيرها عن طريق دعوة الأمناء السابقين والرواد الثقافيين للاستفادة من خبراتهم, قائلا: ولعل ذلك كان وراء اختيار الشاعر محسن الخياط كأحد أهم الرواد. وأضاف التلاوي: كتب الترجمة أهم إصدارات المؤتمر هذا العام, الذي يضم مختارات لأدباء الأقاليم تمت ترجمتها للغة الإنجليزية في الوقت الذي تولي جميع مؤسسات الترجمة المصرية والعربية الاهتمام بالترجمة من الملفات الأجنبية للعربية, مضيفا أنه تم إصدار كتيب خاص بالمصطلحات ضمن إصدارات المؤتمر لتلافي مشكلة المصطلحات الدائمة التي تظهر كل عام. وجدد التلاوي رفض المؤتمر لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني, وكذلك كل أشكال الهيمنة الأمريكية في المنطقة العربية, مختتما كلمته بمطالب خمسة للأدباء من وزير الثقافة بدأها بضرورة تحويل كتب الترجمة الصادرة عن المؤتمر للمرة الأولي هذا العام إلي سلسلة ثابتة مع فتح قنوات اتصال مع دور النشر العالمية لضمان الترويج الجيد, وتوفير منح سفر للأدباء بالأكاديمية المصرية للفنون بروما أسوة بالفنانين التشكيليين, واعتماد الأمانة العامة للمؤتمر هيئة لها حق الترشيح لجوائز الدولة, وتوفير الدعم المالي لتحويل مجلة القصة من إصدار ربع سنوي إلي إصدار شهري. ومن جانبه استعرض الدكتور أحمد مجاهد رئيس قصور الثقافة أهم إنجازات الهيئة خلال العام, مؤكدا أن النشاط انطلق اقتناع أن الثقافة ليست فنون وآداب فقط, لكنها جوانب حياة, لذلك كان الاهتمام بالقضايا الآنية مثل المشاركة السياسية للمرأة وأزمة المياه التي تم تناولها, سواء بالندوات للتوعية بالحقوق والواجبات أو الأنشطة الفنية المشتركة مع دول حوض النيل, وأنشطة الطفل, إلي جانب قضية الوحدة الوطنية التي تم تناولها بورش التراث الفني والأدبي التي تقيمها مختلف إدارات الهيئة. وأشار مجاهد إلي أن إصدارات الهيئةالتي تبلغ23 إصدارا ما بين أسبوعي وفصلي وشهري انضمت إليها سلسلة وصف مصر الآن بالصور والدراسات الشعبية التي يرأس تحريرها الدكتور صلاح الراوي ومجلة نغم للموسيقي التي ترأس تحريرها الدكتورة رتيبة الحفني, وذلك إلي جانب الاهتمام بالنشر الإلكتروني, فبجانب مجلة مصر المحروسة الإلكترونية التي يترأس تحريرها الكاتب الصحفي يسري السيد, هناك عدة مواقع إلكترونية جديدة لأنشطة الهيئة ومؤتمر الأدباء. وأضاف مجاهد: تمت إقامة عدد من الأنشطة الفنية شملت الدورة الثالثة لمهرجان الموسيقي العربية بالمنيا, والدورة الثالثة لاحتفالية تعامد الشمس, ومهرجان فنون البحر الأحمر, والتحطيب, ومسرح الطفل, والإنشاد الديني, مؤكدا لإعداد لمهرجان فنون إفريقيا, ودعوة دول حوض النيل للمشاركة, إلي جانب تطوير الأنشطة الحالية ونوادي المسرح والعلوم والتكنولوجيا, والاهتمام بالتمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة, وتأسيس الجائزة الأدبية التي قررها وزير الثقافة للأدباء وقميتها250 ألف جنيه, حيث تم تشكيل لجنة عليا برئاسة الدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومي للترجمة, وعضوية كل من الأديب خيري شلبي, وجمال الغيطاني في فرع القصة, وكلا من الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي, وسيد حجاب في فرع الشعر, ويجري حاليا وضع الأطر والمحددات الخاصة بكل منها. وأعلن مجاهد أنه تم شراء5 سيارات وأتوبيسين للهيئة بموافقة رئيس مجلس الوزراء بمبلغ مليون جنيه, قائلا: هو المبلغ نفسه الذي كان يتكلفه تأجير وسائل نقل لأنشطة الهيئة سنويا, مختتما عرضه بالتصديق علي التصميم الهندسي لمجمع السامر الثقافي الذي وصفه بأنه سيكون صرحا للثقافة الجماهيرية, وأن البدء في التنفيذ سيتم قريبا. وشهد المؤتمر تكريم كل من الأديبة فوزية مهران عن الأديبات, والمترجم طلعت الشايب, والشاعر محمد فريد أبوسعدة, والشاعر محمد كشيك عن محافظة القاهرة, والناقد الدكتور شاكر عبدالحميد, والشاعر الراحل محمد صالح عن الراحلين, وتسلم جائزته نجله عبدالحكيم محمد صالح, بالإضافة إلي يوسف أبو القاسم الشريف عن أدباء الوجه القبلي, ومحمد الدسوقي عن أدباء الوجه البحري, وعن الإعلاميين الإعلامي أحمد المريخي. وتم منح درع الهيئة العامة لقصور الثقافة للدكتور أحمد زايد رئيس المؤتمر, وتكريم الفائزين بجوائز الأبحاث وهم: سيد الوكيل, ومحمد حامد السلاموني, ومحمد الراوي, وسمير الفيل. وقد وافق فاروق حسني وزير الثقافة علي عدد من مطالب الأدباء خلال حواره معهم, الذي أكد خلاله أنه لا تصل إليه أي شكوي تتعلق بمرض أي أديب إلا ويتدخل لدي الجهات المسئولة للعلاج, سواء داخل مصر أو خارجها, كما وافق الوزير علي منح للأدباء منحة مدتها شهر بالأكاديمية المصرية للفنون بروما, ووعد بدعم تحويل كتب الترجمة إلي سلاسل ثابتة من اللغة العربية للغات الأجنبية, والتنسيق مع مساندين أجانب, والتعاقد مع دور نشر كبيرة بالخارج, كما وعد كذلك بدراسة المقترح الخاص بأن يكون للمؤتمر حق الترشيح لجوائز الدولة, وفي هذا الصدد أشار حسني إلي أنه لا يقبل أن يحدث أي تدليس في اختيار الفائزين بجوائز الدولة, وأنه لا يملك حق الدعوة علي التصويت علي أي اسم حيث لا يملك سوي صوته فقط, وأن التصويت يتم بشكل سري. ونفي حسني ما تردد عن إلغاء الأوسمة معلنا الإعداد لعيد المبدعين الذي سيحضره الرئيس مبارك للاحتفال بالفائزين بجوائز الدولة علي مدي السنوات السابقة. وجدد حسني دعوته التي هوجم بسببها من قبل الخاصة بإنشاء لجنة دينية بالمجلس الأعلي للثقافة تضم كتابا ومفكرين أقباطا ومسلمين وممثلين من الأزهرة والكنيسة تكون مهمتها دراسة كيفية إعادة السلوك الحقيقي للشعب المصري بعيدا عن التطرف, ولمواجهة الفكر السلفي الذي انتشر وتسلل للبيوت والمدارس, وذلك عن طريق خطة قومية حقيقية تحمل رؤية وخطط وفلسفة وتوقيتات محددة تمثل رد فعل للتعريف بصحيح الدين الحق, وتنتصر للعقل علي أن تكون البداية من الأطفال الصغار, في إطار خطة لتحويل الوحدة الوطنية إلي مشروع قومي لكل المصريين. واختتم حسني حواره بالإعلان عن مشروع لإقامة عدد من دور العرض السينمائي في المحافظات لخدمة قضايا المجتمع, ومساندة صناعة السينما.