أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس- مجددا- تمسك الجانب الفلسطيني بخيار السلام والمفاوضات, مشددا في الوقت نفسه علي ضرورة تحديد مرجعية واضحة لعملية السلام تقوم علي أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ووقف كل النشاطات الاستيطانية في الأرض الفلسطينية بما فيها النمو الطبيعي. وجاء تأكيد الرئيس خلال استقباله أمس في مقر الرئاسة في رام الله توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط. واطلع أبو مازن مبعوث الرباعية- كما ذكر هنا- علي آخر تطورات عملية السلام وسبل الخروج من المأزق الذي وصلت إليه بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان.في غضون ذلك أكد نائب وزير الخارجية الصيني تساي جون أن بكين مستعدة لتجديد اعترافها بالدولة الفلسطينية في حال صدور قرار من مجلس الأمن أو من الأممالمتحدة. وقال تساي- في تصريح له أمس' إن الصين تعد من أولي الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية حيث كان ذلك إبان الستينيات من القرن الماضي'. وتأتي تصريحات المسئول الصيني في معرض توضيحه للموقف الصيني حيال مشروع القرار الذي يعكف السفراء العرب لدي الأممالمتحدة علي وضع اللمسات الأخيرة عليه تمهيدا للتقدم به إلي مجلس الأمن الدولي, بشأن النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية الذي أوصل المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلي طريق مسدود وبشأن الاعتراف بإعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد.علي صعيد متصل أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيليةتعليمات إلي مبعوثيها في جميع أنحاء العالم بضرورة القيام بأنشطة دبلوماسية عاجلة لإحباط الجهود الفلسطينية لاستصدار قرار من الأممالمتحدة بالإعتراف بإعلان قيام دولة فلسطين من جانب واحد, وممارسة ضغوط دولية ضد إسرائيل لوقف بناء المستوطنات. وأفادت برقيات دبلوماسية أمريكية سربها موقع ويكيليكس بأن الولاياتالمتحدة لم تكن متفائلة بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط, وأن' الهوة شاسعة بين أقصي ما يمكن أن يقترحه رئيس وزراء إسرائيلي والحد الأدني الذي يمكن أن يوافق عليه رئيس فلسطيني'. وجاء في إحدي البرقيات أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو' مهتم بالقيام بمبادرات تدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس' أبو مازن' لكنه لن يوافق علي التجميد التام لأعمال البناء الإسرائيلية في الضفة الغربية التي يعتبرها أبو مازن شرطا ضروريا للالتزام'. وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس العالم الاسلامي والفاتيكان بالتحرك لحماية القدسالمحتلة والمقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة, وأدانت تصعيد الاحتلال ممارساته وانتهاكاته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني. ميدانيا اعتقلت سلطات الاحتلال أمس يهوديا متطرفا عند باب الغوانمة أحد بوابات المسجد الأقصي عندما حاول اقتحام الحرم القدسي الشريف. وشهد شارع المجاهدين في البلدة القديمة في القدسالمحتلة حالة استنفار واسعة في صفوف شرطة الاحتلال قبل اعتقال اليهودي المتطرف حيث لوحظ انتشار العديد من أفراد الشرطة في نقاط مختلفة في شارع المجاهدين وقيامهم بعملية تفتيش واسعة للمستوطنين الذين يرتادون هذا الشارع. من ناحية أخري حذرت حركة فتح أمس حركة حماس من المساس بحياة مناضليها وكوادرها وقياداتها..معتبرة أن تمادي حماس في إعتداءاتها وإنتهاكاتها لحقوق المواطن الفلسطيني قد بلغت حدا لايمكن لأحد التنبؤ بعواقبه. وطالبت فتح في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة اليوم بإطلاق سراح أسامة الفرا عضو المجلس الثوري للحركة وكل الكوادر والمناضلين المخطوفين تحت إرهاب سلاح حماس علي خلفية إنتمائهم للحركة. وأوضح بيان فتح أن مسلحي حماس قد احتجزوا الفرا إثر استدعائه أمس الاول ومازال محتجزا في أحد مراكز ميليشياتها المسلحة. وأشارت إلي أن القيادي الفرا كان هدفا لحماس حيث تم اختطافه لمدة ثلاثة اشهر متواصلة قبل أن تعود لاختطافه في حملة اعتقالاتها التي إستهدفت كوادر ومناضلين وقيادات في الحركة في قطاع غزة. واعتبرت فتح أن أفعال حماس الإجرامية ستكون لها انعكاسات سلبية جدا علي الروابط الاجتماعية للمواطنين في القطاع, مشددة علي أن عواقب الأفعال التي تقدم عليها حماس لا يمكن توقع طبيعتها وردود الأفعال عليها. وأهابت فتح بالقوي والشخصيات وفصائل العمل الوطني إعلان موقف واضح وصريح من حملة الاعتقالات التي يبدو أن حماس قد صعدتها مع اقتراب موعد انطلاقة الثورة الفلسطينية.