د. محمد الطيب: القول بالدولة الدينية لا يمكن قبوله تاريخيا عبد القادر الوزيري: الأولي بعالم الدين الاحتفاظ بدينه ثابتا بعيدا عن الأمور السياسية ما هي علاقة الدين بالسياسة والعكس, وهل يمكن أن يعمل علماء الدين بالسياسة أم لا؟! وهل هناك ما يسمي بالدولة الدينية التحقيق التالي يجيب عن تلك الأسئلة, ويحدد كمفاهيم, ويلقي الضوء علي وجهات النظر حول هذه القضية التحديات طرح في هذه الآونة من الأهمية خاصة مع منادات البعض بالدولة الدينية. في البداية يري الشيخ عبد القادر الوزيري إمام وخطيب بأوقاف الجيزة أن هناك رأيين الأول يري أنه لا سياسة في الدين, ولا دين في السياسة, لأن الدين من دان لفلان أي أطاعه في كل شيء, فهو طاعة لله عز وجل, وهو رسالة السماء إلي ربوع الدنيا لنشر الفضيلة والخير والرحمة والسلام, وأن السياسة هي فن الممكن والمستحيل وبين فعل الممكن والمستحيل يكون الكر والفر والخداع والمكر والغش. وربما الكذب, ولأن الدين يدعو إلي يقظة الضمير وإعلاء قيمة الحق والخير والعدل, والسياسة تستلزم غياب الوعي والتنازل عن القيم من أجل المصالح الشخصية, ولأن الدين يدعو إي مصلحة الفرد والجماعة, والسياسة تدعو إلي الأنانية وحب الذات والفردية, ولأن الدين في حراسة السماء فهو ثابت لا يتحرك بقيمه وأخلاقياته, والسياسة متغيرة دائما, ولأن الدين جعل لإصلاح السياسة وكل شيء في المجتمع, والسياسة إذا دخلت علي الدين أفسدته, والأولي لعالم الدين الاحتفاظ بدينه ثابتا بعيدا عن السياسة لضمان استقامة الحياة وإشاعة الفضيلة بين البشر, ولا يمكن للدين أن يسيطر علي السياسة, فهي علاقة القيم والأخلاق وعلاقة اللاقيم واللاأخلاق. ويقول الوزيري إن الرأي الثاني يري أن السياسة من أصل الدين استنادا إلي عمل النبي صلي الله عليه وسلم بها, وكان سياسيا بارعا غير أن النبي صلي الله عليه وسلم لا يتمثل به أحد في كمال وجمال أخلاقه التي طالما أمتدحها القرآن الكريم في قوله تعالي وإنك لعلي خلق عظيم, ولأن النبي صلي الله عليه وسلم كان صاحب رسالة قبل أن يكون صاحب سياسة فهو صلي الله عليه وسلم استمد سياسته من رسالته, وليس العكس مما جعل سياسته خادمة لرسالته, وليس العكس, وما جعل سياسته أيضا مستمدة من قيمه وأخلاقيا وأخلاقيات رسالته فالنبي صلي الله عليه وسلم مع عمله بالسياسة لم تغير فيه شيئا بل كان يتصف بالصادق الأمين, ولا يستطيع أحد أن يكون مثله صلي الله عليه وسلم في هذا الأمر. فالإنسان يحتاج إلي الدين بركائزه الأربعة العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات, فإذا فسدت عقيدته فسدت باقي الركائز, وهذه هي علاقة الدين بالسياسة, وعن علاقة السياسة بالفلسفة فلقد حاول بعض الفلاسفة والساسة وإيجاد معادلة بين السياسة والأخلاق, ولكنهم فشلوا لأن الفرق بينهما كبير لأن السياسة تقوم علي التحايل والأخلاق أقرب الأبواب إلي الفضيلة وبالأخلاق يكون الترفع الإنساني. ويقول الدكتور محمد الطيب خضري عميد كلية الدراسات الإسلامية بكفر الشيخ: من الأمور الثابتة في الشريعة الإسلامية أن الدين له قواعد وأصول فرضها الله عز وجل علي الأمة الإسلامية هذه القواعد متعلقة بذات المسلم, وليست متعلقة بالأمور التي تعتري حياة الإنسان فمثلا السياسة كقضية مثيرة مجموعة أمور لا دخل للدين فيها بأي حال من الأحوال فكان صلي الله عليه وسلم يسوس أصحابه جميعا, ومع ذلك كان صلي الله عليه وسلم إذا أراد الخروج في غزوة إلي مكان ما موه إلي غيرها حتي لا يعلم الأعداء عنه شيئا, والسؤال هل هذا يعد كذبا أم لا؟ الجواب أن الولي الأمر أن يسوس المجتمع الذي يحكمه بما يترأي له مع مصلحة المجتمع الذي يحكمه والذي يعيش فيه. إذن لا سياسة في الدين ولا يمكن أن يكون هناك دين في سياسة, وهذا أحد الصحابة الكرام بعد أن أعلن إسلامه للرسول صلي الله عليه وسلم يطلب من الرسول صلي الله عليه وسلم أن يقدم للإسلام شيئا أثناء محاصرة الأحزاب للمدينة المنورة فقال له النبي صلي الله عليه وسلم, فذل عنا ما استطعت فقال يا رسول الله ألا يعد هذا كذبا؟ فقال له النبي صلي الله عليه وسلم: الحرب خدعة إذا لا دين في السياسة أما علاقة الدين بالسياسة فهي علاقة الأشخاص القائمين علي أمور الناس, وهي علاقة شخصية بين العبد وربه, ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يطلع علي حقيقتها إلا الله. إذا لم تكن هناك دولة دينية علي مر الزمان لأنه لا دين في السياسة, والقول بالدولة الدينية أمر لا يمكن قبوله تاريخيا بأي حال من الأحوال.