ركبت سيارة أجرة تاكسي من النوع الجديد الأبيض الذي يعمل بالعداد من العجوزة حتي هيئة الكتاب بكورنيش النيل, وهو مشوار لايتجاوز أجره عشرة جنيهات حسب العداد ولكن العداد وصل إلي ثلاثين جنيها وبالعداد وأيضا كيف حدث ذلك؟ إنه المرور أو بالأحري إشارات المرور تلك التي يتحكم فيها جنود مستجدون يعملون حسب هواهم.. أوحسب انفعالاتهم.. فقد يمكث فتح إشارة خمس دقائق كاملة وربما اكثر ودون مبرر حقيقي وهكذا يضاف إلي تكدس العربات في الطريق عشوائية الإشارات أيضا مما يهدر كثيرا من الوقت.. مع مايصاحب ذلك من ضيق وانفعالات لدي البعض وبلادة ولامبالاة من البعض الآخر الذي اكسبه التكرار اليومي نوعا من اليأس جعله لايحس بالزمن. فإذا انتقلت من الشارع إلي الدواوين الحكومة ولا أقول المكاتب نظرا لأنها لم تتطور في الحقيقة مع الزمن وجدت الزمن الراكدينتظرك هناك حيث تنتقل الأوراق من مكتب إلي مكتب في انتظار التوقيعات ربما لأيام وأحيانا لشهور الآن بالأسلوب الغيبي الذي لايعتمد العمل أساسا للإنتاج بقدر مايعتمد الحظ والذي تحولت فيه أشياء كثيرة إلي الشكل الظاهري.. إلي الشكل دون الجوهر. * لقد توصل الغرب إلي الفيمتو ثانية بينما نحن مازلنا نعمل بالفيمتو سنة إنه ليس فارقا في التوقيت بقدر ماهو فارق في أسلوب الحياة.. في فهم الحياة.. في معايشة الحياة.. في إعطاء الحياة والأخذ منها..والفرح بها ولها هل أفلح زويل وفاروق الباز ومجدي يعقوب وغيرهم لأنهم أنقذوا أنفسهم وذهبوا إلي الغرب حتي يتمشي توقيتهم الذهني مع توقيت هناك فنجحوا وأبدعوا. لاشك أن في هذا كثيرا من الصحة.. فالوقت هو العمر.. هو المساحة المتاحة أمامنا لإنجاز مايمكن إنجازه.. والرجل المسئول.. هو في رأيي إنسان آثر الكسل ليس أكثر.. جلس تحت الشمس قد يكون صاحبها قد رحل أو مات أو تخلي نهائيا عن أوراقه مضحيا بها في سبيل الحفاظ علي عقله. إن التوقيعات الكثيرة هذه لاتدل علي الطمأنينة بقدر ما تدل علي عدم الثقة في الإنسان المصري ومعاملة علي أنه خادع أو غشاش.. ولطالما تساءلت لماذا لايحل الحاسب الآلي محل كل هذه العدد الكبير من الموظفين الذين يتربصون بأي ورقة بحثا عن مشكلة تعطل سيرها! *لا أذكر من الذي قالإن الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا. لعله تشرشل رئيس وزراء بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية.. وهذه الكلمات يبدو أنها حقيقية اذ اعتبرنا أنفسنا من الشرقيين حسب التصنيف الحديث الشرق أوسطية فالغرب يكفر بالأسلوب العقلي.. العلمي.. القائم علي ثلاثية التجربة المشاهدة فالنتيجة بينما نحن نفكر بالأسلوب العاطفي أو غير علمي أو كما نحن في مفترق طريق.. واكتفي بمديره أمامه والنطق بكلمة واحدة مدي الحياة لله وأحيانا كلمتين لله يامحسنين.. أي أنه ألغي من الزمن من حسابه لحساب الكسل.. * إن البطل الحقيقي هو الذي سينقذ مصر من تسكع الزمن في شوارعها ومكاتبها وعقول أهلها لينقلهم من الماضي إلي الحاضر حيث سينشطون وينتقلون هم بأنفسهم إلي المستقبل. [email protected]