في مشهد جنائزي مهيب ودع البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والآلاف من الأقباط بأسيوط والصعيد جثمان الأنبا ميخائيل مطران أسيوط الملقب بأسد الصعيد وشيخ مطارنة مصر وذلك بالقداس المقام بكنيسة الملاك بأسيوط ثم شيعوه إلي مثواه الأخير بدير السيدة العذراء بدرنكة. حيث ترأس البابا تواضروس الثاني صلاة القداس التي شهدت حضور اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط واللواء طارق نصر مدير الأمن وعدد من رجال الدين الإسلامي وآلاف الأقباط من جميع أرجاء محافظات الصعيد وسط إجراءات أمنية مشددة. وقال البابا تواضروس الثاني خلال عظته التي ألقاها إن الأنبا ميخائيل الذي نودعه اليوم عاش عمرا طويلا لم ينس يوما واحدا فيه أنه راهب وكان يتمتع بالجراءة وصوتا للحق علي المستويين الكنسي والاجتماعي, ولذلك أنعمت عليه السماء بنعم كثيرة عرفها شعب أسيوط, وشعب الكنيسة المصرية كله. ولفت إلي أن الأنبا ميخائيل عاصر7 بطاركة متتاليين من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية, علي مدار93 عاما عاشها في خدمة مستمرة, تجلت من ان رسم أسقفا علي يد البطريرك الراحل يوساب الثاني, عام1946, حيث كان عمره وقتها26 عاما, ومنذ ذلك الحين بذل مجهودا كبيرا في الخدمة وكان عونا للبطاركة الراحلين مثل البابا يوساب الثاني والبابا كيرلس السادس, والبابا شنودة الثالث, وأبرزها هو وجوده ضمن الوفد الكنسي الذي استقبل رفات القديس مار مرقس الرسول من إيطاليا إلي مصر, بالإضافة إلي أعماله الكثيرة داخل نطاق خدمته بأسيوط مثل تعمير الكنائس وتكريس الخدام, وأيضا تولي رئاسة دير أبي مقار. ونعي محافظ أسيوط نيافة الأنبا ميخائيل مؤكدا دوره الوطنيفي نشر روح المحبة والتسامح وعدم الفرقة باعتباره نموذجا للوطنية المخلصة ورمزا من رموز الوطن المخلصين وأشار المحافظ إلي أن الأنبا ميخائيل كبير المطارنه استطاع بحكمته أن يقود كنيسة الأرثوذكس وأقباطها فيفترة من أصعب فتراتها حتي وصل بها إلي بر الأمان مشيرا إلي أن أقباط مصر ومحافظة أسيوطقد خسرا اليوم نبراسا للسلام ورجلا حكيما مخلصا لبلده قدم الكثير طوال الفترات الماضية.