يصل الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء اليوم إلي المحطة الثانية والأخيرة فرنسا في رحلتة الأوروبية التي استغرقت4 أيام استهلها أمس بزيارة إلي إيطاليا والفاتيكان. ومن المقرر أن يكون في استقبال الرئيس السيسي لدي وصوله مساء اليوم إلي باريس عدد من المسئولين الفرنسيين والسفير إيهاب بدوي سفير مصر لدي فرنسا و اعضاء السفارة المصرية. ويلتقي الرئيس السيسي غدا الاربعاء بمقر الرئاسة بقصر الاليزيه نظيره الفرنسي فرانسوا أولاند حيث يعقد جلسة مباحثات مغلقة يعقبها اجتماع موسع يضم وفدي البلدين, و ذلك عقب مراسم استقبال رسمية يستعرض خلالها الرئيس حرس الشرف الفرنسي. كما يلتقي الرئيس السيسي أيضا, وزير الخارجية لوران فابيوس, ووزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه ورئيس الجمعية الوطنية كلود بارتولون وكبار المسئولين لبحث دفع العلاقات المصرية الفرنسية وتبادل الآراء حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتتصدر القضايا الإقليمية و الملف الاقتصادي و التعاون العسكري و العلاقات الثنائية أجندة اجتماعات الرئيس مع المسئولين الفرنسيين, وكذلك الملفات الاقليمية وعلي رأسها الأوضاع في ليبيا و سبل دعم الحكومة الليبية لاستعادة الاستقرار والسلام, وجهود مكافحة الإرهاب في المنطقة, والقضية الفلسطينية ودفع عملية السلام, والأوضاع في سوريا والعراق, والجهود المبذولة لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي والأوضاع في منطقة القرن الإفريقي. وبحسب مصادر مطلعة, سيستعرض الرئيس السيسي مع المسئولين الفرنسيين تطورات الأوضاع الداخلية في مصر ونجاحها في معركتها وحربها ضد الإرهاب. وكذلك سيشدد الرئيس علي إلتزام الدولة المصرية بسرعة الانتهاء من الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق وإنتخاب البرلمان مطلع العام المقبل. كما سيبحث الرئيس استكمال البنية الأساسية لمشروع مترو الأنفاق, وعرض خطط الدولة للنهوض بمعدلات النمو الاقتصادي خلال العام المقبل, فضلا عن استعراض مناخ الاستثمار الواعد وحاجة مصر إلي تنفيذ مشروعات ضخمة تستوعب الطاقة العاملة المتوفرة لديها خاصة من الشباب. ومن المقرر أن يستعرض أيضا الاجراءات التي اتخذتها الدولة لتشجيع الاستثمارات الأجنبية وتذليل أية عقبات قائمة وتهيئة المناخ المواتي لها من تأمين كامل وتشريعات تحفظ للمستثمرين حقوقهم وأموالهم. كما يتناول الفرص الاستثمارية المتوفرة في مصر خلال المرحلة المقبلة خاصة في مشروع تنمية قناة السويس بالإضافة لمناقشة العقبات التي تقف أمام زيادة حجم الصادرات المصرية لأوروبا والتي لاتتناسب حاليا مع القرب الجغرافي والسياسي بين مصر وأوروبا ومن المقرر أن يوجه الرئيس السيسي الدعوة للرئيس أولاند وكبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات بحضور قمة مصر الاقتصادية خلال شهر مارس القادم في مدينة شرم الشيخ. كما يعرض الرئيس أيضا علي المسئولين الفرنسيين الاهتمام المصري الكبير بتشجيع السياح الفرنسيين لزيارة مصر مع نجاح الاجراءات التي اتخذتها الدولة لفرض الأمن بالمناطق الأثرية ودعوة فرنسا الي توسيع نطاق التحرك أمام السياح من رعاياها ليشمل الأقصر وأسوان. وسيقوم الرئيس غدا بحضور اجتماع المجلس الرئاسي المصري الفرنسي للأعمال المشترك, وذلك بمقر جمعية أرباب الأعمال الفرنسيين( ميديف) والتي تعد أكبر منظمة أعمال في فرنسا. ويضم الوفد المصري لمجلس الأعمال المصري الفرنسي برئاسة فؤاد يونس عددا كبيرا من رجال الأعمال المصريين من أعضاء المجلسين منهم محمود القيسي رئيس الغرفة المصرية الفرنسية وعمر مهنا رئيس الغرفة الأمريكية الأسبق وباسل الباز وألفريد اصيل ودينا تاوضروس وأحمد حلمي وأشرف راشد. ومن جانبه أكد فؤاد يونس رئيس الجانب المصري بمجلس الأعمال المشترك أهمية زيارة الرئيس السيسي الي باريس, مشيرا إلي أن فرنسا تعد شريكا استراتيجيا لمصر. وأوضح يونس أن المجلس يهدف خلال تلك الزيارة إلي الترويج ودعوة للمشاركة في مؤتمر مصر للتنمية والاستثمار المزمع عقده في مارس المقبل بين مجتمع الأعمال الفرنسي وخاصة بين الشركات العملاقة التي تمتلك سمعة وباعا كبيرا في عدة مجالات من أهمها النقل واللوجيستيات, ومترو الأنفاق, والزراعة والطاقة والطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة النووية. ومن جانبه, أكد باتريك لوكاس الرئيس المشارك للمجلس الرئاسي المصري الفرنسي للأعمال أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الاجتماع الاقتصادي لرجال الأعمال المصريين والفرنسيين خلال زيارته لباريس إنما تعكس الثقة المتبادلة بين البلدين والرغبة المشتركة في مضاعفة التعاون في المجالين التجاري و الاستثماري. ووصف لوكاس زيارة الرئيس السيسي و الوفد المرافق له- الذي يضم وزراء و رجال أعمال مصريين- بأنها في غاية الأهمية حيث إنها تأتي بعد بدء عودة الاستقرار لمصر في أعقاب الأحداث التي شهدتها في السنوات الماضية, مؤكدا أن الظروف حاليا مواتية لعقد لقاءات تشارك فيها الأوساط الاقتصادية من الجانبين لعرض الأوضاع الحالية في مصر علي مستوي السياسات و الإصلاحات.