فجرت زيارة وزير الآثار الدكتور محمد الدماطي الأخيرة لبورسعيد ردود أفعال عنيفة داخل الشارع البورسعيدي المنقسم علي نفسه إزاء العديد من القضايا المتعلقة بالآثار خاصة بالمنطقة السياحية الواقعة في نطاق قاعدة ديلسبس المطلة علي المدخل الشمالي للمجري الملاحي لقناة السويس. حيث جددت الزيارة مخاوف القوي الوطنية من اتجاه الحكومة لإعادة تمثال الفرنسي فرديناند ديليسبس للقاعده الخالية, واصرار محافظة بورسعيد علي اعادة بناء المتحف القومي في موقعه الحالي رغم فشل تجربته الاولي والتي استمرت لأكثر من15 عاما متواصلة وانتهت بهدمه بعدما لم يتجاوز عدد زائريه عدة مئات معظهم من طلبة مدارس بورسعيد ولم يدخله سائح واحد من سائحي السفن السياحيه القادمة لميناء بورسعيد الملاصق للمتحف نظرا لارتباطهم بالرحله المعتاده لزيارة معالم القاهرة والمتحف المصري بالتحرير وخان الخليلي وعودتهم في نفس اليوم للحاق بسفنهم قبل مغادرة الميناء. وقال البدري فرغلي عضو مجلس الشعب السابق ان وزير الاثار ومحافظ بورسعيد وكل قيادات الوزارة والمحافظة كانوا مطالبين أولا وقبل فتح ملف المتحف القومي من جديد والتفكير في إعادة بنائه.. مراجعة الملف الاصلي للمتحف ومحاسبة المتورطين في مخالفاته الانشائية والتي أدت في النهاية لهدمه بعد سنوات قليلة من افتتاحه علي الرغم من كونه مبني ارضيا فقط وليس مكونا من عدة طوابق وكان مطلوبا محاسبة المسئولين عن اهدار الملايين التي جري صرفها علي بنائه قبل إعادة مأساة بنائه مرة ثانية في موقعه الحالي والذي يعد من أغلي قطع الاراضي الواقعة في نطاق بورسعيد ومصر بأسرها وينبغي التعامل معها علي هذا الاساس لتعظيم استفادة بورسعيد وأبنائها من أي مشروعات ستقام عليها مستقبلا وأضاف أن إعادة بناء المتحف ومايتطلبه من تكلفة لن تقل عن100 مليون جنيه يعد واقعة اهدار مال عام جديدة خاصة بالنظر لعدم جدوي اقامته وايراداته المتوقعه والتي لن تزيد باي حال من الاحوال علي5 او10 آلاف جنيه علي الاكثر وفي احسن الاحوال واتحدي ان يكون ايراده خلال سنوات تشغيله قد تخطي تلك الايرادات باي حال من الأحوال. وقال البدري إن الأمر يمتد ايضا للاستفهام عن اصرار المحافظة والوزارة والحكومة علي اعادة تمثال ديليسبس لموقعة ومايمثله ذلك من تحد للارادة الوطنية للغالبية العظمي من أهالي بورسعيد ممن شارك اباؤهم واجدادهم في اسقاط التمثال عقب خروج آخر جندي محتل للمدينة في23 ديسمبر عام1956 ردا علي الفظائع والمذابح الانجليزية والفرنسية بالمدينة والتي اسفرت عن ابادة الالاف من مواطني بورسعيد وحرق حي المناخ بالكامل وهدم وتدمير الجانب الاكبر من منازل ومباني حي العرب.. وللمتشدقين بالتاريخ المدافعين عن حق ديليسبس في العوده لقاعدته علي اساس كونه مهندس مشروع حفر القناه نؤكد ان اسقاط تمثاله من علي قاعدته واقعة لاتقل اهمية وتاريخا لدي اهالي المدينة مع الوضع في الحسابات موت100 ألف مصري اثناء الحفر علي يد مهندس المشروع ديلسبس والذي حوكم في نهايات عمره بتهم النصب والتزوير امام محاكم بلاده. ويقول محمد القلعي( المخرج التسجيلي) إن أي محاولة لاعادة ديليسبس لقاعدته لن تنجح علي الاطلاق وستنتهي نفس نهاية محاولة فرض تمثال الملك فؤاد علي قاعدته المواجهة لمبني المختلط بمدخل بورفؤاد حيث لم تستغرق مهمة الاطاحة به واسقاطه من جانب أهالي بورسعيد حينذاك سوي72 ساعه فقط واضاف ان التاريخ سيذكر أن المهندس المصري حسين القلعي كان احد مهندسي مشروع حفر القناه الي جانب ديليسبس والمهندسين الفرنسيين بالمشروع وانه راح ضحية لتجاهل دوره في المشروع من جانب ديلسبس الذي أراد أن يكون المشروع فرنسيا خالصا وحان الوقت لرد اعتبار القلعي وانصافه في كتب التاريخ المصرية والسعي بقوة لمواجهة أي محاولة لاعادة ديليسبس لقاعدته والتي يستحقها بالفعل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر صاحب قرار التأميم الذي اعاد ولاية مصر علي القناه عام1956 في المقابل طالب محمود الزيات( محام) باعادة تمثال ديليسبس لموقعه للاستفادة من تلك الخطوة في تنشيط السياحة ببورسعيد والاعتراف بفضله التاريخي في انجاز مشروع القناه والذي يعد احد الاسس الرئيسية في الايرادات السيادية لمصر منذ افتتاح القناة عام1869 مشيرا إلي صعوبة تغيير التاريخ ونسبة مشروع القناة لغير صاحبه الذي قام علي انشائه.