أزعجني مشاهدة مقطع من فيديو لطلاب أحد المعاهد الأزهرية, وهو يرفع علما أصفر,غيرالعلم المصري في طابور الصباح, مما أدي إلي اشتباك بين قلة من الطلاب المتطرفين فكريا,والغالبية من الطلاب الغيورين علي علم مصر. وإذا كانت هذه الحالة فردية, وحالات مماثلة لها في المدارس المصرية,المملوكة لقيادات إخوانية, فلماذا لانفكر في إجرءات احترازية, كما فعلت المملكة العربية السعودية خيرا, عندما حصرت المدارس الإخوانية,وبدأت في متابعتها ميدانيا,تمهيدا لإغلاقها, علي اعتبار أن الجماعة إرهابية,ووجود مدارس لقيادات هذه الجماعة يشكل خطرا علي الأمن القومي. والحاصل أنه منذ ثورة30 يونيه الشعبية العائلية المجيدة مايلي: في أغسطس2013, أعلن وزير التربية والتعليم عن إغلاق المدارس الإخوانية,المخالفة للقانون,مع استبعاد أي قيادة تعليمية, تم تعيينها بالوساطة والمحسوبية الإخوانية, باستثناء من يتميز بالكفاءة والوطنية,ومع ذلك يشتكي لي بعض المدرسين من مجالس إدارات هذه المدارس,التي ينتمي معظم أعضائها الي الجماعة الإخوانية أن منهج الإخوان يعتمد علي فكرة الانتخابات القائمة علي التربيطات والشللية,علي مستوي الجامعات والنقابات ومجالس إدارة هذه المدارس, مما أدي إلي أن غالبية المجلس من أقارب ملاكها ممن أفرزتهم الانتخابات,والدليل علي ذلك, مدارس المرشد الأسبق لهذه الجماعة, والتي تديرها نجلته وفاء مشهور,عضو مجلس الشوري في عهد الإخوان. أن هذه المدارس, تكرس للطائفية, وعدم متابعتها,والأشراف الحكومي عليها, سيؤدي إلي تخريج أجيال متطرفة فكريا, خاصة أن إيراداتها كما ثبت من نتائج بعض الدراسات,تمثل مصادر تمويل للجماعة في عملياتها الإرهابية, فضلا عن أنها تشكل خطراعلي الأمن القومي المصري. هل ننتظر حتي تخريج أجيال تتشرب الفكرالمتشدد, منذ نعومة أظافرها ؟, لقد أغفلنا المراقبة والمتابعة والإشراف الحكومي علي هذه المدارس منذ عهود سابقة, مما ترتب علي ذلك تخريج بعض الطلاب ممن التحقوا بالجامعات بأنواعها, منساقون, وليس لهم إرادة, يشاركون في المظاهرات, ولديهم عقيدة, أن ممارسة العنف جائزا, طالما أنه في مواجهة السلطة, وحين يلتحق بعضهم بكلية الشرطة, يكونون خلايا نائمة, علي الرغم من أن أباءهم وأمهاتهم ليسوا إخوانا, ولكنهم ينتمون فكريا إلي الإخوان مثل الضباط الملتحين. مطلوب متابعة ميدانية من القائمين علي أزهرنا الشريف علي المعاهد الأزهرية, في المراحل التعليمية المختلفة, ومنع نشر أفكار حسن البنا, الذي كان يتظاهر بالولاء للملك والطاغية( لعبة المصالح المشتركة مع السلطة), حتي لايتخرج الطلاب من هذه المعاهد, ويلتحقون بجامعة الأزهر, وبداخلهم الوحشية التي نراها اليوم من خلال تعديهم علي العمداء واقتحامهم جامعتهم, وهجومهم علي فضيلة الإمام شيخ الأزهر. نحن نؤيد المدارس الإسلامية الموجودة في دول كثيرة, شريطة أن تلتزم بالعقيدة الواضحة,وتتفق مع الشريعة الإسلامية, التي هي المصدرالرئيسي للتشريع, كما ورد في دستور مصر,الذي هوالعقد المكتوب,ولكننا نرفض المدارس الإخوانية التي تتاجر بالدين,والتي تمارس تعليما خفيا يعتقد بعقيدة المرشد. إنني أدعو إلي تزويد أعضاء مجلس ادارة كل مدرسة بأساتذة جامعة من كليات التربية, شريطة عدم انتمائهم الإخواني, ويمكن تنفيذ ذلك علي مستوي كل محافظة, بها كلية تربية, ويمكن أن يتابع هذه المدارس, عمداء كليات التربية الجدد, وبعض رؤساء الأقسام التربوية علي أن يكون العمل تطوعيا. وكل التحية إلي أولياء الأمور ممن قاموا بتحويل أبنائهم من بعض المدارس, التي رفضت تحية العلم المصري,وحولت نشيد: بلادي بلادي, الي جهادي جهادي, أمام عيون بعض القيادات التعليمية, وكأننا لسنا في مصر, وفي هذا السياق, فعلت خيرا وزارة التربية والتعليم, حين أصدرت مرسوما وزاريا لجميع المدارس لإيقاف هذه المهزلة, ولكن مطلوب من الوزارة تشكيل لجان متابعة يومية وأسبوعية وشهرية,تشرف علي هذه المدارس وإذا كان القانون, لايسمح للوزارة بالإشراف الأكاديمي والمالي والإداري, فلماذا لايعدل القانون حفاظا علي مستقبل أجيال مصر. أستاذ العلوم التربوية بكلية البنات جامعة عين شمس