رصدت الأهرام المسائي كارثة ببني سويف وقعت تفاصيلها علي مرأي ومسمع من جميع الأهالي, والأغرب أنهم راضون سيبونا بل وطلبوا أن يتركهم المسئولون في حالهم, وقالوا نتعالج ليس أمامنا بديل آخر. تبدأ الحكاية عندما شاهد مراسل الجريدة بحي البشري الشعبي بمدينة بني سويف رجلا وامرأة ينتميان لإحدي دول شرق آسيا يرتديان البالطو الأبيض ويخرجان من شنطة سيارتهما جميع الأدوات الطبية الخاص بالأسنان ويجلسان المريض علي كرسي خشبي أمامهم ويجرون له جميع العمليات والتركيبات الخاصة بالأسنان مقابل مبالغ رمزية. في البداية تقابلنا مع الحاجة أم محمد52 عاما مقيمة بحي البشري وهي في غاية السعادةبعد أن دفعت50 جنيها عقب فصال كبير مع الطبيبين المزيفين التي قالت: قام الطبيب بتاع الصين بتركيب ضرسين لي مقابل هذا المبلغ في ربع ساعة دون ألم أو جلسات طويلة, حيث حاولت أن أقوم بهذا التركيب بإحدي العيادات الخاصة وكانت أقل قيمة طلبها مني طبيب1000 جنيه كتكلفة لتركيب الضرسان فلذلك جاء الطبيب الصيني بمثابة رحمة للفقراء خاصة من الذين وقعت أسنانهم ولا يستطيعون تحمل نفقات العلاج المكلف عند أطباء مصر. وأضاف ب س م62 عاما مقيم بذات الحي يعمل نجارا بأن الصينيين وضعا عجينة لونها مائل للحمرة علي سلك وضعاه علي أسناني السليمة وثبتا عليه تلك العجينة بعد أن شكلاها بمقاس أسناني وأنهيا معاناتي من ألم ضروسي الذي بدأ منذ سنوات في دقائق معدودة وبضمان25 عاما علي حد قولهم. والغريب في الأمر عندما سألنا الأهالي عن عدم خوفهم من انتقال الأمراض بسبب الأدوات المستخدمة من مريض لآخر ردوا قائلين إن الطبيب الصيني معه مادة السبرتو التي تقتل الأمراض بينما تعالت أصوات آخرين قائلين: إحنا عندنا الكبد هيجلنا إيه تاني وكانت الإجابة كالصاعقة وعندما توجهنا إلي الطبيب الصيني وسألناه عن إمكانية تركيب طقم كامل رد قائلا سأعطيك هاتف صديقي يأتي الي المرضي بالطلب لإجراء التركيبات الكاملة مقابل200 جنيه فقط وأنت وشطارتك وأكمل أنه يقوم بجولة مكوكية في صعيد مصر لعلاج الفقراء. حاولت تصوير الطبيب الصيني وزوجته فهددني بأنه سيطلق عنان الأهالي ضدي فعدلت عن التصوير خشية الفتك بي. من جانبه أكد الدكتور جابر صالح رئيس وحد العلاج بالإنترفيرون والسوفالدي بمستشفي بني سويف العام أنه في حال صح الأمر فإنها بمثابة الكارثة الكبري علي صحة الأهالي بالمحافظة, مشيرا إلي أن ما يجري يتسبب في نقل الفيروس الكبدي بي وسي بجانب الزهري والسيلان وفي حال استخدام تلك الأدوات خارج مصر فستجلب معها الإيدز لأن الكحول وجميع المطهرات لا تقتل تلك الفيروسات الفتاكة ولا حتي حرارة النار العادية, لذا يجب أن يقوم الأهالي بالإبلاغ عن أماكن وجود هذين النصابين والقبض علي أمثالهما لمحاكمتهما بتهمة ممارسة مهنة دون ترخيص, وانتحال صفة طبيب. وأضاف صالح أننا في حالة حصار الأمراض الكبد ولكن ما يحدث من قبل الصينيين سيتسبب في كوارث صحية بمصر وعلي مديرية الصحة أن تتبني سياسة تثقيف الأهالي ضد ما يقوموا به لأن ذلك بمثابة تناول السم بأيديهم. وقال اللواء زكريا أبو زينة مدير البحث الجنائي أن تلك مسئولية الصحة والأهالي قليلو الوعي, وأن مديرية أمن بني سويف لم تتلق حتي الآن أي بلاغ من متضرر للتحرك كما أن مديري الصحة هي المسئول الأول عن تلك الكارثة.