كشفت جولة لالأهرام المسائي في مستشفي فارسكور العام بدمياط, عن تدني مستوي الخدمات المقدمة للمرضي والإهمال الجسيم داخل المستشفي. وسجلت كاميرا الأهرام المسائي وجود القطط في غرفة العناية المركزة المزعومة, وأكياس النفايات الخطرة داخل غرف الكشف, بينما يصر وكيل وزارة الصحة بدمياط علي أن وجود القطط أمر طبيعي لأن المستشفي مفتوح, مؤكدا في الوقت ذاته, أن القطاع الصحي يشهد طفرة كبيرة, ولكن هناك من يركز علي السلبيات فقط, حسب قوله. منذ اللحظة الأولي لدخولك المستشفي, وفي طريقك للعيادات الخارجية ستجد نفسك مضطرا للعبور في مياه الصرف الصحي ووسط القمامة التي تمتليء بها طرقات المستشفي, ويعاني المرضي لاجتياز هذا المستنقع بمحاولة العبور علي بعض البلاطات المخلوعة من الأرضية لتجنب الوقوع في مياه الصرف الصحي. بعد تجاوز مياه الصرف والعبور في اتجاه الباب الخلفي ستجد مقلبا للقمامة يحيط بالسور الخلفي, حيث يتم حرق القمامة بصورة يومية ويتصاعد الدخان الي داخل المستشفي ليصبح جزءا لا يتجزأ مما يتجرعه المرضي, لكن الأبرز حضورا في المشهد هي القطط التي تلهو داخل المستشفي وتنام علي أسرة المرضي, إضافة الي الجولات الحرة للفئران. المشهد المرعب بحق هو تناثر الأكياس الحمراء في غرف الكشف والعمليات, تلك الأكياس التي تجمع فيها المخلفات الخطرة من وحدات غسيل الكلي والكبد وعيادات الأسنان التي من المفترض التخلص منها بالحرق في أماكن خاصة نظرا لخطورتها الشديدة. وصحبنا أحد العاملين بالمستشفي( رفض ذكر اسمه) لمشاهدة أحد المباني الثلاثة بالمستشفي الذي يتم ترميمه حاليا علما بأن المبني تم إنشاؤه من عام واحد فقط وكان بحالة جيدة جدا بينما المبني الرئيس للمستشفي قديم جدا ومتهالك وصدر في شأنه أكثر من قرار إزالة. وفي قسم الاستقبال شاهدنا مشادة بين أحد المرضي ويدعي إبراهيم عبدالوهاب وبين إحدي الممرضات حيث حضر إبراهيم إلي المستشفي لتغيير الضمادات علي جرح في ساقه ورفضت الممرضة استقباله لعدم وجود أطباء لأنهم غادروا المستشفي وأن تلك هي مواعيد انصرافهم وقالت له روح العيادة الخارجية فتوجه إبراهيم إليها لتجيبه الممرضة هناك بأنه( مفيش شاش ولا قطن والدكتور مشي) وتطلب منه الذهاب إلي أي مستشفي أخر, وكان ذلك في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا. التقينا الدكتور محمد الشيطي استشاري أمراض النساء والتوليد بالمستشفي الذي تبني رصد المخالفات ومظاهر الإهمال الجسيمة علي صفحته الشخصية علي الفيس بوك كما تقدم بعدة شكاوي لمحافظ دمياط اللواء محمد عبداللطيف منصور ووكيل وزارة الصحة الدكتور حمدي حواس ضد مدير المستشفي مفادها أن مدير المستشفي تعمد الإضرار بصحة وحياة المرضي. دخلت المريضة( ت. م) للمستشفي يوم2 أكتوبر وتم تحويلها من مستشفي فارسكور إلي مستشفي دمياط التخصصي بالإسعاف والسبب أنه لاتوجد آلات معقمة ولا توجد ملابس معقمة رغم موت الجنين وتسمم الحمل, وحسب رواية رئيس قسم النساء والتوليد فإن مدير المستشفي علق علي تلك الواقعة أنه كان ينبغي عليه أن ينتظر التعقيم نصف ساعة, ويمضي الشيطي قائلا: فلماذا لم ينتظر مدير المستشفي ويتحمل هو المسئولية رغم إخباره رسميا علي تذكرة المريضة بالعرض علي مدير المستشفي للعلم واتخاذ اللازم نظرا لخطورة الحالة وكل ما فعله سيادته هو أن يغلق مكتبه ويركب سيارته ويغادر المستشفي ولم يرد علي هاتقه المحمول مما اضطرني لنقل المريضة بالإسعاف إلي مستشفي دمياط وكيس الدم معلق في يدها والكيس الآخر في كولمان مع الطبيب النوباتجي وقمت بالتنسيق مع أطباء مستشفي دمياط التخصصي لتنزل المريضة من سيارة الإسعاف إلي الأسانسير ومنه إلي سرير العمليات لتبدأ العملية فورا. توجهت الأهرام المسائي إلي الدكتور حمدي حواس وكيل وزارة الصحة بدمياط والذي بدأ حديثه تعقيبا علي ما رصدناه بالمستشفي بأن وجود القطط بالمستشفي أمر طبيعي لأنه مستشفي مفتوح!