فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك". قال صلى الله عليه وسلم: - (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين). فالمؤمن الحقيقى هو الذى يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إليه من الناس أجمعين، حتى والده وولده. قال ابن تيمية ومن حقه - صلى الله عليه وسلم - أن يكون أحب إلى المؤمن من نفسه وولده وجميع الخلق، كما دل على ذلك قوله سبحانه: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين) (سورة التوبة، الآية 24). وقال الشيخ السعدى رحمه الله: "هذه الآية الكريمة أعظم دليل على وجوب محبة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى تقديمها على محبة كل شىء، وعلى الوعيد الشديد والمقت الأكيد على من كان شىء من المذكورات أحب إليه من الله ورسوله وجهاد فى سبيله، وعلامة ذلك أنه إذا عرض عليه أمران، أحدهما يحبه الله ورسوله وليس لنفسه فيها هوى، والآخر تحبه نفسه وتشتهيه ولكنه يفوت عليه محبوبا لله ورسوله أو ينقصه، فإنه إن قدم ما تهواه نفسه على ما يحبه الله دل على أنه ظالم تارك لما يجب عليه". بل لا يكون المؤمن كامل الإيمان حتى يكون النبى - صلى الله عليه وسلم - أحب إليه من نفسه، فقد قال عمر بن الخطاب - رضى الله عنه) يارسول الله، لأنت أحب إلى من كل شىء إلا من نفسى، فقال النبى - صلى الله عليه: - لا، والذى نفسى بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال عمر: فإنه الآن لأنت أحب إلى من نفسى، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - "الآن يا عمر".