هناك أنواع من الكتب ضرورية جدا لتفهم الحياة العصرية.. خصوصا فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية.. وفي مجتمع اصبحت فيه نسبة الطلاق بين المتزوجين حديثا من الشباب حوالي30% في السنة الأولي يصبح من المهم ان تكون هناك دراسة علمية عن اسباب هذه الظاهرة التي يترتب عليها الكثير مما يهدد سلامة المجتمع.. فإذا تناول كاتب متخصص هذا الموضوع بش0كل علمي.. اصبح الصدق جزءا من الكتاب.. اما اذا اضفنا الي ذلك انه يعرض كتابة بشكل علمي( حيث ان المؤلف استشاري في الطب النفسي) بسيط.. مستعينا بذلك بعرض حالات مما عرضت عليه في الواقع.. ثم تطعيم الكتاب بمقتطفات من الادب والشهر والامثال العامية الصادقة.. وجدنا ان الكتاب قد درس جيدا كيف يجتذب القارئ والمتلقي له.. ولعل بتبويب الكتاب وتقسيمه الي عناوين دالة قد اعطي له خصوصيته وتميزه.. يقول الكاتب الدكتور ايمن حامد: حين نتصل احيانا بأحد الاصدقاء هاتفيا قد يرد علينا الهاتف الآلي بهذه الجملة الشهيرة عفوا الرقم الذي طلبته مغلق او خارج نطاق الخدمة.. اي اننا لانستطيع التواصل معه الآن.. وهذا ايضا قد يحدث لنا مع الآخرين.. اي اننا لانستطيع التواصل معهم الآن بمعني اننا نفقد التواصل معهم.. ولكن ليس لان الهاتف مغلق ق قبل لأن عقولنا هي المغلقة.. وعواطفنا هي المعطلة.. اما لانها زائدة عن المطلوب او لانها احيانا اقل من المطلوب.. فالتواصل مع الاخرين مهارة يمكن لنا جميعا ان نتعلمها ونطبقها وننجح فيها.. سواء كان هذا في مجال العمل او مع شريك الحياة.. وهناك العديد من معوقات التواصل.. التي تجعلنا في النهاية كالجزر المنعزلة.. تعساء وفاقدين الامل في ان نستعيد علاقتنا الحميمة مع من اخترناه من دون العالم كله.. ليكون شريكا لحياتنا.. والعجيب اننا في احيان كثيرة لاندري أين تكمن المشكلة ؟ ولهذا يستعصي علينا الحل.. رغم بساطتها واهميتها في نفس الوقت. والكتاب يغوص في عمق مشاكلنا الحالية فيما يتعلق بالعلاقة بين الجنسين خصوصا في الشهور الأولي من الزواج.. وهي الشهور الحاسمة والحساسة لاستمراره فيما بعد.. والكتاب شيق.. وبسيط.. وعميق في نفس الوقت, ويكاد يشمل كل المشكلات والعوائق التي تبدو لنا تافهة لكنها تعمل بحكم التكرار والممارسة الي حفر اخادير بين الناس وبعضها تنتهي عادة اما بالانفصال الفعلي او كما يسميه الكاتب ب الطلاق العاطفي. ** الكتاب صادر عن كتاب اليوم السلسلة الطبية والتي تشرف عليها الكاتبة النشطة المثقفة نوال مصطفي, كما كتبت له التصدير بأسلوبها الرشيق والجميل الشاعرة فاطمة ناعوت علاوة علي استعانة كاتبه بأشعار صلاح جاهين ونزار قباني وامل دنقل وغيرهم.. مما اضفي عليه عبقا خاصا.. شاع في كل صفحاته.. [email protected]