عادت إلي المسرح السياسي مؤشرات فعلية علي تمسك الولاياتالمتحدة بطابع الجدية لجهود التسوية الفلسطينيية الإسرائيلية في إطار جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط حيث أبدت واشنطن اتجاها لإعادة تحريك الحوار بين الأطراف المباشرة و إدخال ما يمكن من تعديلات علي إطار الحركة السياسية الذي تمثل في المفاوضات المباشرة لصالح ما تسميه واشنطن النهج الأمريكي الجديد و هو ما تبشر به الإدارة من خلال جلسات الإعداد الحالية التي تتم بين وزيرة الخارجية الأمريكية منفردة مع كل من رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض و كبير المفاوضين الفلسطينيين والسيد صائب عريقات و كذلك اسحق مولخو كبير المفاوضين الإسرائيليين في واشنطن. تضافرت هذة التحركات مع التمهيد لجولة يقوم بها جورج ميتشل مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط اعتبارا من يوم الإثنين القادم للمنطقة و كذلك مؤشرات علي إعداد السيدة كلينتون لنهج جديد للحركة من خلال أفكار أمريكية يتم عرضها قريبا في منتدي علني تتناول رؤيتها لاسلوب الحركة بين الأطراف المباشرة في المنطقة, توافرت حولها بعض الشواهد ومنها: * الارتكاز علي مسألتي الحدود و الأمن بما قد يقود إلي إقامة دولة فلسطينية بشكل سريع. * تأكيدات البيت ألأبيض بأن الرئيس أوباما سيظل ملتزما بعملية السلام رغم الصعوبات المثارة و علي رأسها مسألة الاستيطان. * إشارة الإتحاد الأوربي إلي اتجاه وزراء خارجيته خلال مؤتمرهم القادم في بروكسل إلي تبني مشروع إعلان يكتفي بالمطالبة بإحراز تقدم سريع نحو إقامة دولة فلسطينية. * قيام إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي خلال لقائه مع بان كي مون بإبداء أهمية تجاوز عقبة الاستيطان و المضي قدما نحو المفاوضات المباشرة حول القضايا الجوهرية وأمله التوصل لصيغة تعكس هذا الهدف خلال الأسابيع القادمة ومن جانب إسرائيل فقد يكون الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لها هو تجاوز عقبة الاستيطان وهو مفهوم يمكن أن يكون سلبيا تماما إذا نظرت إليه بمعني التغاضي الأمريكي والدولي عن هذه المسألة لصالح وجهة النظر الإسرائيلية و هو الأمر الذي قد يشكل محورا للبس جديد في المفاهيم ولاسيما مع الجانب الفلسطيني إذا لم توضع الأمور في تحديد أكثر انضباطا. و إذا نظرنا من ناحية أخري فإن التوضيحات الأمريكية قد اشارت إلي أمر آخر تمثل في إظهار واشنطن من خلال ما ذكره' ديفيد كراولي' متحدث الخارجية الأمريكية بأن مجموعة الحوافز التي طرحتها واشنطن علي إسرائيل لم تعد محل نقاش حاليا لأن الولاياتالمتحدة لم تعد تسعي لوقف أو تجميد بناء المستوطنات إنما تتحرك في اتجاه مختلف. و هو ما قد يشير إلي وجود أفكار أمريكية يمكن أن تتغلب او تجب مسألة الاستيطان في حالة الاتفاق علي دائرة أوسع يمكن أن تتغلب علي التجاوزات الإسرائيلية المحتملة في هذا المجال. والموقف الحالي وهو مازال تحت البلورة النهائية من جانب الإدارة الأمريكية لاشك سوف يأخذ في اعتباره المواقف المطروحه من الأطراف المباشرة مع ما نرجوه من التوصل إلي صيغة يمكن أن تجب عناصر الخلاف وصولا إلي نطاق أوسع يؤدي إلي حلول تلقائية لما يمكن أن يطرح من خلافات من جانب بعض الأطراف, وفي المعتقد أيضا أن واشنطن تتفادي بقدر الإمكان أن يصبح لكل طرف في المنطقة ما يشبه' الفيتو' الذي يستطيع من خلاله أن يعيد الامور في المنطقة إلي نقطة الصفر او قريبا منها, وهو الامر الذي قد تجيب عنه مجمل الاتصالات والاتفاقات التي يدور حولها النقاش خلال هذه الفترة والتي تمهد ايضا لعودة المبعوث الامريكي جورج ميتشل لمواصلة جهوده مع الاطراف في المنطقة وبما قد يفيد معه عدم استباق الاحداث والتطورات خاصة مع ضيق الفترة الزمنية المعدة لإنجاز هذه التحركات.