بعد انتصار المسلمين علي الفرس زاد حنقهم عليهم, وحاولوا استمالة قبائل العرب التي لم تسلم والدهاقين للمحاربة في صفوفهم. إلا أن خالد بن الوليد لم يترك لهم هذه الفرصة فسار علي رأس جيش قوي ذي عدة وعتاد عالي الإعداد, كما أعد كمينين لهم عند الغرب من( الولجة) بعد أن استبقي بعض جيشه علي البلدان التي تم فتحها, وتردد النصر بين الفرس والمسلمين حتي إذا ظن الفرس أنهم كادوا ينتصرون علي المسلمين, ظهر عليهم الكمينان, فهربوا مدبرين وقد تخففوا من سلاحهم وعتادهم. فكثر القتلي والأسري في الفرس, كذلك كثرت الغنائم للمسلمين. ثم جاءت المعركة الحاسمة حينما أعد( الشاهنشاه) جيشا كبيرا لمواجهة المسلمين ليقضي علي الهزائم المتتالية للفرس في ذات السلاسل, والمذار والولجة بقيادة( بهمن بن جاذوية), وقد عمد( بهمن) إلي القائد( جابان) بقيادة الجيش وأمره أن يسير إلي( أليس) وذهب إلي( المدائن) لمقابلة الشاهنشاه وليطلب منه مدد آخر من الجند. كما أوصت القائد الذي وجهه إلي أليس ألا يكتم بجند المسلمين قبل أن يصله المدد خوفا من الهزيمة إلا أن خالد أسرع بضرباته بالسيف في ركاب أنصارهم من العرب الموالين لهم والحق بهم هزائم منكرة قبل وصول المدد إلي المدائن فلاذوا بالفرار وضربت أعناق كثير من الجنود الفرس حتي اصطبغ نهر الفرات بالدماء منهم, كما كثر عدد الأسري في يد المسلمين ولكنهم عاملوهم بالحسني الزاما بالمبادئ الإسلامية وأعقب انتصار المسلمين في معركة( أليس) تسليم إدارة الحيرات, بلد النعمان بن المنذر, والنابغة الأبياتي, مما كان له صدي بين قبائل العرب في الجزيرة العربية لأنها كانت احدي عواصم البيان العربي حينئذ. وأعقب انتصار المسلمين هناك أوامر الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلي خالد بن الوليد بعدم التغلغل في بلاد الفرس حتي تنضم إليه الجيوش المحاربة بقيادة عياض بن غنم حتي لا يكون خالد بن براثن الفرس داخل بلادهم كذلك حتي لا تداهمهم جيوش الروم من الجانب الآخر. وقد كانت أسباب النصر كثيرة, منها الاستفادة من حسن التخطيط الحربي, والمفاجأة للعدو حتي لا يستعد وعدم التوغل بالجيوش المنتصرة في قلب الدولة المهزومة حتي لا يحدث ما لم يكن في الحسبان,