كان السادات قد دعا أواخر السبعينات لقيام حزب معارضة جديد, لما اسماه وقتها بالمعارضة الصحيحة, ثم قام بما هو أكثر من ذلك إذ قال إنه لا مانع لديه كرئيس دولة من قيام حزب معارض من داخل النظام,تحدثت بالأمس عن فكرة للخروج من المأزق الذي وقع فيه البرلمان الحالي من ضعف تمثيل المعارضة وهي تكوين حزب جديد من المستقلين الذين تتسق أفكارهم معا للخروج بحزب بهذا الشكل, وربما كان الاتهام الأسرع لهذه الفكرة وهو أنه حزب سيخرج من رحم الحكومة, فلن يكون حقيقيا وأنه سيكون معارضة مستأنسة, وهنا أود أن أعرض ت فحزب العمل الاشتراكي أسسه الرئيس الراحل أنور السادات وأسند زعامته لمحمود أبو وافية, وكان السادات قد دعا أواخر السبعينات لقيام حزب معارضة جديد, لما اسماه وقتها بالمعارضة الصحيحة, ثم قام بما هو أكثر من ذلك إذ قال إنه لا مانع لديه كرئيس دولة من قيام حزب معارض من داخل النظام, وقام بتكليف محمود أبو وافية و المهندس إبراهيم شكري بتشكيل الحزب, استقال شكري من الوزارة في1978 و أعلن مع أبو وافية قيام حزب العمل الاشتراكي, و أعلن برنامج الحزب في9 سبتمبر1978 م, و كان قانون الأحزاب يشترط لقيام أي حزب جديد انضمام عشرين نائبا من مجلس الشعب إلي عضويته, و أن يتقدم الجميع بطلب التأسيس إلي اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي, و ليس أمام اللجنة في هذه الحالة غير أن توافق. و تشكل الحزب بالفعل, و صدر الترخيص بإعلان قيام حزب العمل الاشتراكي و الذي انضم إليه آنذاك عددا من المعارضين الأشداء, مثل محمود القاضي, و حلمي مراد, و أحمد مجاهد, وممدوح قناوي, و غيرهم. أشيع عن حزب العمل عندما كان في بدايات مراحل تأسيسه, أنه حزب صنعه النظام لتكميل ديكوره السياسي اللازم للديمقراطية, لكن اتضح مع الوقت أنه أشد معارضة من الأحزاب الأخري, خاصة بعد صدور جريدة الشعب الممثلة له, ودخوله في معارك سياسية نذكرها جميعا. حزب العمل الذي أسسه أبو وافية هو نموذج لما وددت أن أتحدث عنه, وأرجو أن نفتح الحوار حول الفكرة التي طرحتها بالأمس حول تأسيس حزب جديد من المستقلين في البرلمان الجديد يستطيع أن يساهم في تصحيح المعادلة السياسية ويخلق حراكا سياسيا يحتاجه الوطن.