ذكرت تقارير إعلامية أن الخوف من كشف مساوئ القيادة الجديدة في أوكرانيا دفع كييف إلي مفاوضات الاعتراف باستقلال منطقة الدونباس, المنطقة التي بات سكانها يسمونها نوفوروسيا( أي روسيا الجديدة). وقال المصدر وفقا لما نقلته وكالة أنباء( نوفوستي) الروسية إنه ليس متوقعا أن تنال نوفوروسيا الاعتراف الدولي ولكن لابد من الاعتراف بحقيقة وجودها علي أرض الواقع.. مضيفا أنه يجري الآن التدقيق في حدود الاعتراف. وحسب الصحيفة الوثيقة الصلة بأجهزة المخابرات الروسية أرجومينتي نيديلي, فإن الخوف من كشف المعلومات عن مساوئ أركان السلطة العليا الأوكرانية والتي جمعها جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي, هو الذي حرك العملية التفاوضية لأن تسريب هذه المعلومات إلي وسائل الإعلام من شأنه أن يمهد لتغيير السلطة في كييف. كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد أكد في تصريح لوكالة أنباء بلومبرج أمس أن روسيا تبذل كل ما بوسعها لوقف الاقتتال وإحلال السلام في جنوب شرق أوكرانيا.. مشددا علي أن روسيا لا تفعل هذا من أجل إرضاء أمريكا التي تتمني علي روسيا أن تتخلي عن دعم أهالي الشرق الأوكراني الذين تصدوا لانقلابيين استولوا علي السلطة في مدينة كييف عاصمة أوكرانيا, مدعومين من قبل الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين, وشنوا عملية عسكرية علي المحتجين في جنوب شرق أوكرانيا.. علي حد قوله. كان المحتجون قد أعلنوا قيام جمهوريتين شعبيتين في إقليمي دونيتسك ولوجانسك في منطقة يسمونها نوفوروسيا. وشنت كييف عملية عسكرية علي نوفوروسيا, ولكنها لم تتمكن من كسر مقاومة المحتجين, واضطرت إلي مفاوضة ممثلي نوفوروسيا في مدينة مينسك عاصمة بيلاروسيا, وتم الاتفاق علي وقف إطلاق النار. جدير بالذكر أن هناك معلومات غير رسمية مفادها أن كييف وموسكو بدأتا مفاوضات الاعتراف بنوفوروسيا ككيان مستقل قائم بحد ذاته مثل جمهورية بريدنيستروفييه( في الضفة الشرقية لنهر دنيستر في جمهورية مولدافيا السوفيتية السابقة) أو جمهورية أبخازيا أو جمهورية أوسيتيا الجنوبية. استعد الجيش الأوكراني والمتمردون المقربون من روسيا أمس لإبعاد قواتهما عن خط الجبهة, لكن ظروف تحقيق هدنة شاملة لا تزال تبدو غير مكتملة حتي الآن. وبعد أسبوع من توقيع كييف وموسكو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في مينسك في العشرين من الشهر الحالي مذكرة تضع حدا للمعارك, بدا الطرفان أمس الأول السبت عدا عكسيا حساسا مدته24 ساعة يفترض أن يسود خلاله صمت تام. لكن سمع دوي انفجارات صباح أمس في وسط دونتسك كبري المدن الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين المقربين من روسيا في شرق اوكرانيا, وفقا للبلدية. من جهته, أعلن الجيش الأوكراني أمس ان مجموعات مسلحة لا يمكن السيطرة عليها مستمرة في اطلاق النار علي مواقعه لكن دون سقوط اصابات. وكان الجيش اعلن السبت مقتل احد جنوده خلال الساعات ال24 المنصرمة. من جهته, قال الجنرال الكسندر لنتسوف رئيس الوفد الروسي المفاوض انه فور الحصول علي هدنة ال24 ساعة يجب ان يصل المراقبون وهم جاهزون عمليا. ونقلت عنه محطة التليفزيون قوله حددنا القطاعات حيث سيعملون في الخط الفاصل وسينتشر مراقبون من اوكرانياوروسيا وكذلك من منظمة الأمن والتعاون في المنطقة بالاضافة الي ممثلين عن المتمردين. لكن الناطق باسم الجيش الأوكراني اندريه ليسينكو تحدث عن وجود مجموعات غير خاضعة لاية سلطة, وتتصرف كما يحلو لها ولقد قصفت مواقعنا للتو. واذا ثبت الهدوء علي الصعيد العسكري, فان التسوية السياسية للنزاع ما تزال متعثرة مع رفض الانفصاليين الذين يسيطرون علي منطقة بطول230 كلم وعرض160 كلم علي الحدود مع روسيا عرضا قدمته كييف بمنحهم وضعا خاصا. و أفادت تقارير صحفية في ألمانيا بأن رئيس الأركان الأمريكي مارتين ديمبسي أبدي تشككا حيال قوة التدخل السريع التي يعتزم حلف شمال الأطلسي( ناتو) تشكيلها للعمل في شرق أوروبا. وقالت مجلة دير شبيجل الألمانية الصادرة اليوم إن ديمبسي قال خلال اجتماع عقد في منتصف سبتمبر الجاري لرؤساء أركان الدول الثمانية والعشرين الأعضاء في الحلف إن قدرة نشر القوة في غضون48 ساعة مسألة غير واقعية. وتابع ديمبسي حديثه قائلا إن الجنود يتعين عليهم في هذه الحالة أن يبيتوا وهم مرتدون لزيهم. وفي سياق متصل, أضافت المجلة أن رؤساء أركان آخرين أبدوا تشككهم حيال إمكانية أن تضم القوة عدة الآف من الجنود. وذكرت المجلة أن تلاسنا وقع بعد ذلك بين ديمبسي والجنرال فيليب فريدلاف قائد قوات الناتو في أوروبا. ونقلت المجلة عن فريدلاف قوله إن ديمبسي عليه أن يتوجه بالنقد إلي وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاجل اللذين شاركا في التصديق علي الخطة. يذكر أنه في ظل الصراع الدائر في أوكرانيا, كان زعماء دول الناتو قرروا في قمتهم التي عقدت مطلع الشهر الجاري في بريطانيا خطة تحرك تتضمن تأمين الدول الأعضاء الواقعة في شرق ووسط أوروبا والتي تتخوف من تهديد روسي. كما تتضمن هذه الخطة تكوين رأس حربة تضم من ثلاثة آلاف إلي خمسة آلاف جندي ينتظر أن يتم نشرهم في إحدي الدول الأطلسية في غضون فترة تتراوح بين يومين إلي خمسة أيام. وكشف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن القيادة الأوكرانية قررت تعليق اتفاق إقامة منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي. وقال لافروف,في تصريح للقناة الخامسة في التلفزيون الروسي, أمس,أوردته وكالة أنباء نوفوستي, في إشارة إلي اتفاق روسياوأوكرانيا والاتحاد الأوروبي علي تأجيل البدء بتنفيذ اتفاقية مشاركة أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي, الاتفاقية التي يفترض أن تصبح أوكرانيا بموجبها عضوا مشاركا في الاتحاد الأوروبي, في شقها الخاص بإقامة منطقة تجارة حرة, حتي1 يناير2016, إن قرار الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا بالامتناع عن تنفيذ هذه الاتفاقية التي يجب أن تصبح نافذة المفعول منذ1 نوفمبر2014, قبل نهاية عام2015 في ما يخص ما تنطوي عليه من مخاطر علي الاقتصاد الروسي, هو نفس الشيء الذي قرره الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش قبل10 أشهر. وأعلن يانوكوفيتش وقتذاك رغبته في تأجيل توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي, معتبرا أن الاتفاقية التي تم إعدادها ستضر بالاقتصاد الأوكراني في حال أصبحت نافذة المفعول في وقت قريب. وما لبثت أن نظمت المعارضة المطالبة بضم فوري لأوكرانيا إلي الاتحاد الأوروبي, مظاهرات احتجاجية انتهت إلي إسقاط حكومة الرئيس يانوكوفيتش والإطاحة برئيس الجمهورية يانوكوفيتش.