كان أمس هو يوم الحرائق في إسرائيل ولبنان والضفة الغربيةالمحتلة ففيما لاتزال الدولة العبرية تسابق الزمن للسيطرة علي حريق جبل الكرمل الذي يعد الاسوأ في تاريخها اندلعت أمس عدة حرائق في شمال وشرق لبنان كما احترق50 دونما من أشجار بلدة حلحول جنوبي الضفة الغربية. وقد تحولت حرائق حيفا إلي أزمة سياسية في إسرائيل حيث طالب مسئولون بإقالة وزير الداخلية لفشله في السيطرة علي الحرائق التي تدخل يومها الخامس علي التوالي.. كما تبادل عدد من الوزراء الاتهامات بالمسئولية عن التقصير وأشار البعض باصابع الاتهام إلي وزير الداخلية والمالية. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أمس ان بلاده ليست في حاجة إلي المزيد من طائرات المساعدات للإسهام في إخماد حرائق الغابات بمنطقة جبال الكرمل بالقرب من ضواحي مدينة حيفا. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية علي موقعها الإلكتروني ان نيتانياهو قال عقب اجتماع وزاري عقد بشأن حرائق الكرمل إنه وفقا لتقييم الخبراء فإنه سوف تتم السيطرة علي الحرائق قريبا, وإننا لن نكون في حاجة إلي أي مساعدات دولية إضافية. كان مسئولو إطفاء إسرائيليون قد اعلنوا أمس ان امر إطفاء الحرائق, التي اندلعت في منطقة جبل الكرمل قرب مدينة حيفا الساحلية علي البحر المتوسط اسفرت عن مقتل43 شخصا, واصابة العشرات وإجلاء أكثر من15 ألف شخص علي الأقل, سيستغرق اسبوعا. وفي سياق متصل, اعلنت مصادر في وزارة الطوارئ الروسية أمس قيام رجال الإنقاذ الروسي بإلقاء500 طن من الماء لإخماد الحرائق المندلعة في الغابات بالقرب من ضواحي حيفا الإسرائيلية. ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية للأنباء عن المصدر قوله: انه خلال24 ساعة قامت القوات الروسية بعشر طلعات جوية تم خلالها إلقاء نحو256 طنا من الماء. وأشار المصدر إلي ان ثلاث طائرات تابعة لوزارة الطوارئ الروسية تقوم حاليا بإطفاء الحرائق قرب حيفا اثنتان منهما من طراز أيل 76 وواحدة من طراز بي .200 واعلنت الوزارة ان مروحية مي26 ستنضم إلي فريق الإطفاء الروسي. وطالبت حركة إسرائيلية تطلق علي نفسها اسم الحركة من اجل جودة الحكم, نيتانياهو بتنحية وزير الداخلية ريلي يشاي بسبب فضيحة الحرائق في منطقة جبال الكرمل. وقالت الحركة في رسالة بعثتها لنيتانياهو حسبما اورده راديو صوت إسرائيل أمس ان القصور المستمر منذ فترة طويلة هو الذي أدي إلي وقوع تقصير خطير مشيرة إلي ان المعدات القديمة الموجودة بحوزة مصلحة الإطفاء والنقص في الطاقة البشرية إضافة إلي المشاكل التنظيمية وعدم الميزانيات. كما طالب مدير عام حركة الحفاظ علي جودة البيئة الإسرائيلية ايلي سولم أمس بإقالة وزير الداخلية عقب حريق الكرمل الذي قضي علي نحو50 ألفا من الأشجار وقتل43 إسرائيليا واصاب العشرات. وأوضحت صحيفة معاريف ان سولم أشار إلي ان تعاقب الفشل وتراكمه علي مر السنوات الماضية هو السبب الرئيسي للفشل في إخماد الحريق لافتا إلي ان إسرائيل لم تكن مستعدة لكارثة من هذا القبيل وان المعدات اللازمة لم تكن متوافرة إلي جانب قلة رجال الإطفاء والإنقاذ والطواقم. وقال بما ان وزارة الداخلية هي المسئولة الرئيسية عن طواقم الإنقاذ والإطفاء وتجنيد المتطوعين, فإننا نحمل الوزير ايلي يشاي المسئولية الكاملة عن هذا الفشل ونطالب باقالته من منصبه. من ناحيته, عقب ايلي يشاي علي ذلك بالقول انا شخصيا اؤكد تأييدي الكامل لتشكيل لجنة تحقيق في الحريق تبحث عن المتهمين الحقيقيين.. يبدو لي ان قوات الإنقاذ والإطفاء الإسرائيلية غير مستعدة لمواجهة حرب قادمة أيضا. وطرأ تحسن إيجابي في اليوم الرابع للحريق حيث أكدت مصادر في الشرطة الإسرائيلية ان حدة الحريق آخذة بالتلقص وان هذا الأمر يبدو جليا واضحا خاصة عقب وصول الطائرات الأمريكية العملاقة التي باشرت باخماده. وتواصل قوات الإطفاء الأمريكية الإسرائيلية والأجنبية مساعيها المكثفة للسيطرة علي حريق تلال جبل الكرمل. ويشارك في جهود السيطرة واخماد هذا الحريق المندلع منذ يوم الخميس الماضي450 من رجال الإطفاء وأكثر من ألف شرطي وألف جندي.. كما تشارك34 طائرة إطفاء من مختلف دول العالم في مساع إخماد الحرائق. وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية امس ان رجال الإطفاء اعلنوا ان الحريق الذي اندلع في مكاتب هيل فرنش التابعة للأمم المتحدة في القدس أمس تحت السيطرة. وأضافت الصحيفة علي موقعها الإلكتروني ان الحريق بدأ في منطقة التخزين للمبني واصيب احد رجال الإطفاء بجروح طفيفة جراء سقوطه من الطابق الثاني من المبني ونقل لتلقي العلاج الطبي.. وأشارت إلي ان التحقيق في الحادث مازال جاريا. وأعلنت وزارة المالية الإسرائيلية تخصيص ميزانية تبلغ نحو60 مليون شيكل الدولار يساوي3.6 لإعادة منطقة جبل الكرمل وحيفا شمالي إسرائيل وذلك عقب تدمير نحو45 ألف دونم جراء الحريق الذي مازال مشتعلا. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية التي عقدت في مدينة طيرة الكرمل بشكل استثنائي ان حكومته ستعمل علي تأسيس نظام جوي لإخماد الحرائق في الأراضي الإسرائيلية, مشيرا إلي ان حكومته ليست الوحيدة التي تستعين بمساعدات أجنبية لإخماد الحرائق الهائلة. من جهته, أعلن وزير الرفاه الاجتماعي الإسرائيلي إسحاق هيرتسوج ان وزارته ستركز جهودها علي تأهيل المنطقة التي تضررت اجتماعيا. وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت آحرونوت إلي إن الحكومة بحثت أيضا تشكيل لجنة خاصة للوقوف علي احتياجات المواطنين الذين شردتهم نيران الحريق وحرقت منازلهم حيث ستعمل علي توفير السكن المؤفت لهم. وأكدت الحكومة الإسرائيلية انها ستعمل علي تعويض كل المتضررين جراء الحريق الذي اسفر عن مقتل43 إسرائيليا وجرح عشرات آخرين. وقد فجر الحريق الذي مازال مشتعلا وتحاول فرق الإطفاء الإسرائيلية والأجنبية السيطرة عليه أزمة داخل الحكومة. حيث تبادل عدد من الوزراء الاتهامات بالمسئولية عن التقصير في اخمادها فيما أشار البعض باصابع الاتهام إلي وزيري الداخلية والمالية. وفي أنقرة أكدت مصادر دبلوماسية تركية أمس انه يجب علي إسرائيل ان تستجيب لمطالب تركيا الخاصة بهجومها علي اسطول الحرية لغزة في مايو الماضي حتي تعود العلاقات الثنائية إلي مجراها السابق. وأضافت المصادر انه لايجب ان يتوقع احد من إسرائيل ان تقدم اعتذارا قانونيا وسياسيا, لكنها تعمل الآن علي إيجاد صيغة مناسبة لاعتذار إنساني أو بمعني آخر تقديم اعتذار لأسر الضحايا التسع الذين استشهدوا في الهجوم الإسرائيلي وتعويضهم ماديا.