مع اقتراب الاحتفال باليوم العالمي للطفل يثور سؤال مهم وهو هل نال الطفل المصري الحقوق العشرة التي حددتها الاممالمتحدة عام1959 ام انه مازال يعاني من التخبط والحرمان الفكري والثقافي؟ وحول هذا التساؤل يتحدث من خلال هذا التحقيق عدد من المبدعين وكتاب الاطفال فكانت لهم عدة اراء ايجابية ومطالب محددة لينال الطفل المصري حقوقه التي كفلها له اعلان الاممالمتحدة لحقوق الطفل. في البداية قال الكاتب عبدالتواب يوسف ان الأممالمتحدة أهدت للطفل عشرة حقوق وكان أول هذه الحقوق حقه في التفكير والتعبير واعتقد أن هذا حق مهدر فيكفي كلمة اخرس التي يسمعها الطفل إذا تحدث أو بطل كلام أنت بالع راديو.. هذه كلمات كلها تدل علي عدم فهم ووعي الآباء والأمهات تجاه أولادهم وتحول بين الطفل والتعبير عما بداخله ناهيك عن كمية المتناقضات التي يواجهها الطفل كأن ترسم له المعلمة شارعا نظيفا مليئا بالأشجار في حين يري هو الشارع عكس ذلك.. من المهم أن ينشأ الطفل دون خوف من أي شيء ويكون له الحق في إبداء رأيه بحرية كاملة هنا فقط يأتي الإبداع سواء كان موسيقيا أو رسما أو تأليفا.. لابد من التعامل مع الطفل بشكل ودي ومفتوح وهذه ابسط حقوقه أما الكاتب يعقوب الشاروني فيري ان أهم حق من حقوق الطفل هو القضاء علي الأمية التي انتشرت لتصل إلي تسعة وعشرين ونصف في المائة أضاف الأطفال في المرحلة الابتدائية لا يجيدون القراءة ولابد من معالجة هذه المشكلة التي باتت تهدد التعليم بمصر لأن الاهتمام بالطفل بات ظاهرا من خلال مكتبة الأسرة ومشروع القراءة للجميع ولكن ما الفائدة والطفل بالأساس لا يجيد القراءة.. كيف له ان يستفيد من هذه المشروعات الموجهة له بالأساس.. اعتقد لابد أولا من القضاء علي الأمية والتسرب من التعليم.. واستكمل الشاروني حديثه فقال كذلك أسلوب التربية في البيت لابد أن يتغير لأن العنف والضرب لا يمكن أن يصنعا مبدعا ومبتكرا ولابد أن يشارك الطفل في القرارات التي يأخذها الآباء ليتكون لديه الشعور بالتعاون والمشاركة والحوار المتبادل. بينما ركز محمد كشيك مدير عام إدارة الجمعيات الثقافية علي ضرورة الاهتمام بالطفل وقال أن من ابسط حقوقه حصوله علي إبداع راق وفن جميل ولهذا أسسنا عام2006 الفرقة القومية لأغاني الأطفال أردنا من خلالها تقديم أغنية تتناسب مع الطفل الذي يشكل ثلث عدد السكان بمصر والذي يواجه منذ زمن طويل ثقافة غير مسئولة تتعلق بحقوقه والتي أهمها حقه في الاستماع والاستمتاع بأغنية جميلة تبث روح التفاؤل وتعمق المشاعر الجيدة لديه.. للأسف الشديد أطفال مصر أصبحوا ضحايا للأغاني التافهة الموجودة علي الساحة الآن والتي تربي المشاعر السلبية لديهم وتحطم قيم الطفولة عندهم وتسلب طفولتهم مبكرا فبراءة الطفل لم تسلم من الاتجار بها ولابد من وجود متخصصين يتحملون المسئولية تجاه ابداع الطفل. ويقول عمر حسني رئيس تحرير مجلة قطر الندي يحتاج الطفل لمن يستطيع الكتابة له بشكل جيد واعتقد ان لدينا عددا من الكتاب الجيدين في هذا المجال ولكن للأسف الإبداع الآن صار عليه عدد من المحاذير والخطوط الحمراء التي لا يجب أن يتجاوزها الكاتب وأصبح الكاتب موجها من جهات كثيرة تفرض عليه نوعا معينا من الكتابة للطفل.. والإبداع إذا وجه يفقد الكثير ولهذا ابتعد عدد كبير من كتاب الأطفال عن الكتابة للطفل بسبب كم المحاذير التي يتلقونها وصار لا يتصدي للكتابة في هذا المجال إلا المبدعون الأقل موهبة واقل قدرة علي تقديم إبداع حقيقي للطفل.. نريد مساحة من الحرية أكثر في الكتابة للطفل حتي نرتفع بذائقته الأدبية مع وجود مسرح حقيقي للطفل نستطيع من خلاله توجيه وتشكيل عقله وأعتقد هذه ابسط حقوقه.