أي خلق الضحك عبر حركة جسم الإنسان وعلاقتها بالآلة أو بقوانين الطبيعة, حيث نري الممثل في علاقته مع الآلة( السيارة السلالم الكهربية.. الخ) أو قوانين الطبيعة( السقوط من ناطحة سحاب والتعلق بساري علم تركيب هوائي علي سطح المنزل ضد حركة الريح.. الخ) أما شابلن فبالرغم من وجود بعض تلك العناصر في أعماله, إلا انه كان يميل كثيرا إلي النقد الاجتماعي في أفلامه, حتي الأولي منها, مثل معالجة مشكلة إدمان الخمور أو الصراع الاجتماعي بين الغني والفقير, ويصل به الأمر إلي معالجة مشاكل المجتمع الصناعي الرأسمالي في فيلم مثل العصور الحديثة أو مشكلة الحروب في أفلام مثل كتفا سلاح او الديكتاتور وقد بدأ شابلن في إخراج أفلامه بنفسه وهو مازال يعمل في كيستون ولكنه مع انتقاله للعمل مع شركة اساناي تمت له السيطرة الكاملة علي أفلامه, سواء من ناحية الإنتاج أو الإخراج, وكان ذلك في عام1915, ومع شركة اساناي قدم شابلن العديد من الأفلام التي بدأت تكرس شهرته, ليس في أمريكا وحدها, ولكن في العالم أجمع, فلعب دور ملاكم في فيلم البطل, مع شخصية عاطل يبحث عن أي دخل لتعطله عن العمل, فقد كان حسه الاجتماعي واضحا منذ البداية, ويتضح ذلك من مشاهد بيت المتشردين الذي كان يقطن فيه بطله العاطل عن العمل, وان كان المشهد كوميديا حيث نراه يصارع البراغيث قبل النوم. ومع فيلم المتشرد أخرج شابلن للنور شخصية المتشرد الشهيرة, لتكون السمة الغالبة لمعظم أفلامه التالية بملابسه الشهيرة وكذلك قدم شخصية رجل الشرطة وموظف البنك والبحار وغيرها من الشخصيات ولكن من أهم أفلام تلك الفترة فيلم في ليلة الاستعراض الذي سخر فيه من عالم الفرق الاستعراضية, الذي يعرفه تماما منذ أن كان عضوا في فرقة فريد كارنو الاستعراضية فنجده يسخر من حركات قائد الاوركسترا والراقصة البدينة التي تقدم احدي الفقرات علي المسرح ويرش الماء علي النار التي يولدها الساحر في فقرته. في هذا الفيلم أدي شابلن شخصيتين: رجل غني سكير وشحاذ متشرد يتشابه سلوكهما الفوضوي في قاعة الميوزك هول بالرغم من الفارق الاجتماعي الكبير بينهما وكانت تلك أول مرة يظهر فيها ممثل بدورين في فيلم واحد وان كان بناء الفيلم الدرامي لا يلعب علي تيمة التشابه بين الشخصين( ولم يكن شابلن يلجأ الي تيمات ضعيفة كتلك من أجل إثارة الضحك) انتقل شابلن إلي العمل مع شركة موتشيوال مقابل670 ألف دولار وذلك في الفترة من مارس1916 إلي سبتمبر1917, فقدم شخصيات عديدة منها:- رجل إطفاء, عامل في محل أقمشة, عامل آلة عرض في السينما كما في شارلو خلف الشاشة, وكذلك شخصية المرابي في فيلم محل الرهونات.. وها هو يقدم شخصية جرسون يلبس قبقاب تزحلق في فيلم حلبة التزحلق فيسخر من رواد مطعم للأغنياء شهير حيث يقدم معركة بين الجرسونات في تصميم إخراجي كان الأول من نوعه ليوضح أن تلك الأماكن الفخمة بها قدر من القذارة لا يختلف عن قذارة الأماكن الفقيرة. أما في فيلم المصحة فيعالج شابلن مرة أخري مشكلة إدمان الخمور والتي كان تعرض لها في فيلم الساعة الوحدة صباحا وهو الذي لجأ فيه إلي أسلوب لم يكن معتادا عليه وهو أسلوب الكوميديا الميكانيكية الذي اشتهر به باستر كيتون فنحن نري شابلن في حالة سكر شديدة يحاول دخول منزله ولكنه يكتشف عدم وجود المفتاح معه فيدخل من الشباك وهنا يبدأ عذابه حيث يحاول صعود السلم الكهربي الموجود داخل المنزل عكس اتجاه الحركة ولكنه يفشل بالطبع فيلجأ إلي أدوات تسلق الجبال محاولا الصعود ومع ذلك يفشل أيضا وهنا يصعد إلي الدور الثاني متسلقا شماعة الملابس ليصل إلي غرفة النوم والتي بها سرير يغلق بمجرد أن يجلس عليه سلسلة من المشاهد الكوميدية تقوم علي علاقة شابلن بالمعدات الميكانيكية. الفيلم لم يكن يعجب شابلن ولم يعد مرة أخري إلي هذا النمط لذا فهو مع فيلم المصحة يعود إلي كوميديا السرد الدرامي حيث نجده مخمورا يذهب إلي صالة الألعاب بحقيبة مملوءة بزجاجات الخمر التي يصادرها منه مدير الصالة ويعطيها إلي احد العاملين للتخلص منها فلا يجد سوي المغطس ليفرغ به الزجاجات وعندما يدخل شابلن الي المغطس لمعالجة جسمه بالماء الساخن يشرب من مياه المغطس فيزداد سكرا ويحدث فوضي داخل المصحة.