لم تعد نتائج الانتخابات مريحة في الفترة الحالية, ولم تعد الأمور تسير علي ماكانت عليه عادة, فقد تغيرت ظروف كثيرة أدت إلي نتائج مثيرة في العراق مثلا, علي نحو أدي إلي عدم تمكن كل الأطراف من تشكيل الحكومة لأكثر من8 شهور ولم تعد الانتخابات تعني الكثير في لبنان الذي تفرز انتخاباته نتائج محددة سلفا إلي حد ما, وفقا لنسب سكانية, لايريد أحد أن يراجعها لفترة طويلة, حتي لاتختلط المعادلات, وحتي في الولاياتالمتحدة, يفوز الحزب الديموقراطي بالرئاسة, وأغلبية المجلس في الكونجرس, قبل أن يتغير الوضع تماما, ليعود الجمهوريون إلي الكونجرس مرة أخري, ويبدأ البيت الأبيض في إعادة حساباته السياسية. بالطبع, فإن كل تلك الحالات تختلف عن الحالة المصرية, فلم تكن انتخابات مصر تفرز مثل تلك التعقيدات, علي الرغم من أن البرلمانات المتتالية منذ نهاية السبعينيات, كانت تسير في اتجاهات تتفاوت بشدة, وفق تعقيدات الحياة السياسية في ذلك الوقت, لكن ماحدث مؤخرا في الجولة الرئيسية من انتخابات2010, أن وضعا مختلفا من نوع ما قد حدث, وهناك تفسيرات مختلفة له, لكن أيا منها لايصب في خانة التلاعب كما يحب البعض أن يتصور, فقد كشفت الحياة السياسية عن وجه صعب, تمثل في عدم قدرة الأحزاب المدنية المعارضة علي الفوز بعدد كبير من المقاعد, لكن لم يكن سوي النتيجة رقم اثنين. إن النتيجة رقم واحد, هي أنه بقدر كبير من التنظيم, والتخطيط داخل الحزب الوطني, تم التمكن من إلحاق هزيمة كبري بحركة الإخوان, التي هزمت سابقا في الكويت والأردن لأسباب قريبة مما جري لها في مصر, بعد أن تمت دراسة ماحدث في الانتخابات السابقة, وتم التعامل تنظيما لتنظيم, لكن يبدو أن النتيجة التي خرجت عن الانتخابات ليست مريحة لكثيرين, مما أفرز محاولات ممارسة الضغط السياسي الحالي, باتجاه ماتم الحديث عنه طويلا من قبل وهو إفساد المباراة قبل أن تنتهي, وهي مسألة أخري يمكن تفهمها قليلا, في ظل النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات, وهو ماقد يقود حتما, بغض النظر عن الصواب والخطأ أو الحق وعدم الحق, إلي البحث عن صيغة مرنة بصورة ما, للتعامل مع الموقف الحالي, بشكل معقول. [email protected]