من غير المقبول أن يتجرأ أحد علي اللجنة العليا للانتخابات, فاللجنة العليا للانتخابات لا بد أن توضع في مكانتها اللائقة بها كمؤسسة مسئولة عن الانتخابات في مصر, لها قيمتها وقدرها ومكانتها اللجنة العليا للانتخابات هي التجربة الأولي في مصر للإشراف علي العملية الانتخابية وتنظيمها, وقواعدها تنص علي أنها هي الأعلي وأنها تتمتع بالاستقلال والحيدة, وتضم من بين أعضائها كبار المستشارين والقضاة الحاليين بحكم مناصبهم, وكبار أعضاء الهيئات القضائية السابقين وشخصيات عامة مشهود لها بالحياد والنزاهة ولا ينتمون لأي حزب سياسي ويختارون بواسطة مجلسي الشعب والشوري لهم كامل احترامهم وتقديرهم بغض النظر عن مواقفهم, فهذه القامات القضائية الكبيرة الأساس فيها هو إنفاذ العدل وإحلاله وإعمال القانون والدستور, وإذا ما كان لأي حزب أو أي طرف من الأطراف أي ملاحظة علي اللجنة العليا للانتخابات, فيجب أن توضع هذه الملاحظة في الشكل والمكان والإطار الذي يحترم ويقدر هذه اللجنة, ويحترم قيمتها, وقيمة قيم العدل الممثلة في أعضائها, فالقانون ينص علي ضرورة التزام أجهزة الدولة بمعاونة اللجنة في مباشرة اختصاصاتها وتنفيذ قراراتها وتزويدها بما تطلبه من بيانات أو معلومات, كما أن لها أن تستعين في هذا الشأن بمن تراه من الباحثين أو الخبراء حتي تتمكن من إرساء قيم العدالة وتأدية دورها المنوط بها ؟ هذا هو الأساس الذي ينبغي أن يوضع في الاعتبار, وهو التأكيد علي مفهوم قيمة اللجنة العليا للانتخابات في التعامل معها, فنحن جميعا يجب أن نتعامل معها بالشكل الذي يحافظ علي قيمتها وهيبتها ويحافظ عليها, ويعلي من قيمتها. [email protected]