أكد عماد جاد الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أهمية دراسة فكر الآخر بمنطق اعرف عدوك حتي نستطيع الاقتراب من ثقافته وتفكيره. وقال جاد إن اصرارنا علي الانقطاع عن الآخر الإسرائيلي في فترة الستينيات وتحريم الاتصال بكل ما هو إسرائيلي بمنطق الكائن الهلامي الذي يصوره البعض ككائن خارق يفعل كل شيء. جاء ذلك في صالون المجلس القومي للترجمة والذي عقد بالمجلس الأعلي للثقافة يوم السبت الماضي بمناسبة صدور الطبعة العربية لكتاب المرجع في علم النفس السياسي, والذي قام بترجمته كل من ربيع وهبة ومشيرة الجزيري ومحمد الرخاوي, وأشرف علي ترجمته وقدم له الدكتور قدري حفني أستاذ علم النفس السياسي. وشدد عماد جاد علي ضرورة الاهتمام بعلم النفس السياسي كونه يقدم لنا أساسا نظريا نستطيع علي أساسه تحقيق انجازات في السياسة, وقال: إن اغفال الدور المعرفي في التعامل مع المشكلات السياسية هو السبب وراء عدم قدرتنا علي تحقيق تقدم في تلك المشكلات, ولفت إلي أن إسرائيل أصبحت تستخدم علم النفس السياسي لتبرر عنفها ضد الدول المحيطة بشكل علمي ونظري يتم التسويق له في دوائر صنع القرار العالمي. وحذر جاد من اغفال هذا الفرع المعرفي المهم, ويقر أن علم النفس السياسي هو فرع معرفي نشأ عن المزج بين نظريات علم النفس والسياسة في نهاية الستينيات من القرن الماضي وقد ساهم في تطور عمليات التفاوض السياسي وإحداث تغيير في العديد من النظريات السياسية خصوصا فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي ونظريات توازن القوي. ومن جهتها, قالت الدكتورة عزيزة السيد أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة عين شمس إن المجتمع المصري غير مهيأ لقبول البحث في الظواهر السياسية, ومعظم الناس يرفضون الحديث في السياسة بسبب الصورة الراسخة في أذهانهم عن السياسة والمرتبطة بالسجون والمعتقلات. وقال الدكتور عبد الله عسكر إن علم النفس السياسي أصبح علما مهما لفهم ما حدث وما يحدث الآن, وقال إن السؤال الجوهري في علم النفس السياسي ما هو الذي يفعله الناس حين لا يفكرون بعقلانية عند اتخاذ القرارات, فعلم النفس السياسي يهتم بدراسة تأثير الانفعالات علي السلوك السياسي ويدخل البعد العقلاني في عملية التفاوض وإدارة الصراعات السياسية, وقد استخدم الإسرائيليون هذا العلم بنجاح في إدارة الصراع العربي الإسرائيلي ووضع استراتيجيات طويلة المدي, واعتبر عسكر أن ترجمة الكتاب تشير إلي محاولة لادماج هذا الفرع المعرفي في خدمة الاستراتيجية السياسية, وطالب بعض الحاضرين في القاعة بتأسيس مدرسة وطنية لعلم النفس السياسي تستطيع الخروج بنظريات أكثر ملاءمة للواقع المصري من تلك التي نستوردها من الغرب, فيما رفض فيصل يونس أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة القول إنه لا توجد لدينا جهود نظرية في علم النفس السياسي, وقال إنه توجد جهود علي درجة عالية من الجودة صحيح أنها مجهودات فردية ولكنها تمثل نواة جديدة للمستقبل.