حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى أوروبا من خطر الإرهاب وأكد صحة التقديرات المصرية إزاء التطورات التى تشهدها المنطقة خصوصا فيما يتعلق بأهمية وجود تحالف دولى شامل لمكافحة الإرهاب. جاء ذلك خلال استقبال السيسى لوزير الدفاع الفرنسى جان ايف لودريان حاملا رسالة من الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند والذى أكد أن بيان مؤتمر باريس أظهر صحة الرؤية المصرية تجاه الإرهاب. ونوه السيسى إلى ضرورة عدم اقتصار المواجهة على تنظيم بعينه أو القضاء على بؤرة ارهابية بذاتها، ولكن من الأهمية بمكان أن يمتد ليشمل كل البؤر الإرهابية سواء فى منطقة الشرق الأوسط أو فى إفريقيا فى إطار استراتيجية شاملة. وتم خلال اللقاء استعراض مجمل العلاقات الثنائية بين الدولتين وسبل تغزيزها فى جميع المجالات بما فى ذلك مجال مكافحة الإرهاب، كما تم تبادل وجهات النظر حول عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الأوضاع فى الشرق الأوسط خاصة التطورات التى تشهدها كل من العراق وسوريا وليبيا. وحسب بيان لرئاسة الجمهورية، فقد استهل وزير الدفاع الفرنسي، اللقاء بالتأكيد على الأهمية التى توليها بلاده لعلاقاتها مع مصر، سواء على المستوى الثنائى أو فى إطار الدور الإقليمى لمصر فى منطقة الشرق الأوسط أو القارة الإفريقية، مدللا على ذلك بزيارته تلك التى تأتى بعد أقل من شهرين من زيارة وزير الخارجية الفرنسى فى 19 يوليو 2014. وأشار الوزير الفرنسى إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، منوها إلى ما يحمله الرئيس فرانسوا أولاند من تقدير للرئيس السيسي. كما أعرب عن تطلع أولاند للقاء الرئيس السيسى على هامش فعاليات الدورة 69 من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك. وصرح السفير إيهاب بدوى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي، طلب من لو دريان نقل تحياته للرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند وتطلعه للقائه المرتقب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك الأسبوع المقبل، مؤكدا أن مصر تبادل فرنسا ذات الاهتمام بتنمية العلاقات الثنائية المتميزة على الصعيدين الرسمى والشعبي، ومعربا عن اهتمام مصر بتعزيز التعاون مع فرنسا فى جميع المجالات ولاسيما فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف. وحذر الرئيس السيسى من مخاطر انتشار النزعات المتطرفة فى منطقة الشرق الأوسط وكذا فى إفريقيا، والتى ستمتد لا محالة إلى أوروبا، وخاصة دول شمال. وأعرب الوزير الفرنسى عن تقدير بلاده للجهود المصرية فى التوصل للهدنة الأخيرة فى غزة مثمنا الدور المصرى الهام فى تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة. من جانبه أشار الرئيس السيسى إلى ضرورة البناء على هذه الهدنة التى كان قد سبق التوصل إلى مثلها من قبل إلا أن هذا لم يحل دون تكرار التصعيد وإعادة تدمير غزة من عدة سنوات، معربا عن أهمية العمل على تحقيق السلام العادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولاسيما وأن التجربة اثبتت أن فى استمرار القضية الفلسطينية دون تسوية يزيدها تعقيدا وكلفة لكلا الطرفين، فضلا عن محيطهما الإقليمي، مشددا على أن تجاهل تسوية القضية لعقود طويلة كان له اسهامه على مستوى انتشار الإرهاب فى المنطقة.