استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي, أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة عددا من وزراء وقيادات العمل والشئون الاجتماعية بالدول العربية المشاركة في الدورة الحادية والأربعين لمؤتمر العمل العربي الذي تستضيفه القاهرة. بحضور الدكتورة ناهد عشري وزير القوي العاملة والهجرة, وأحمد محمد لقمان مدير عام منظمة العمل العربية. وصرح السفير إيهاب بدوي, المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, بأنه تم أثناء اللقاء استعراض الموقف في سوق العمل العربية واحتياجاتها, وأوضاع العمالة العربية, مع التأكيد علي أهمية ايجاد فرص العمل للشباب, وتحقيق معدلات نمو وتنمية متسارعة تتناسب مع النمو السكاني المضطرد في العالم العربي. كما تناول اللقاء التأكيد علي أهمية تدريب العمالة العربية لرفع كفاءتها التنافسية, والحرص علي تأهيلها فنيا وثقافيا ارتباطا بأسواق العمل المستقبلة للعمالة, وذلك بما يتماشي مع العادات السائدة في كل مجتمع وبما يناسب تقاليده المرعية. وعلي صعيد العلاقة بين الاستقرار السياسي وتحسين بيئة العمل, تطرق الاجتماع إلي أهمية دور مصر القيادي علي المستوي العربي, اتصالا برفض الشعوب العربية لظاهرة الإرهاب والتطرف, وإمكانية تحويل هذه الحالة إلي طاقة دافعة نحو مزيد من العمل والإنتاج, لاسيما أن مكافحة هذه الظواهر البغيضة لا تقتصر فقط علي الشق الأمني, ولكن تشمل أيضا البعد التنموي. من جانبه أشار مدير عام منظمة العمل العربية إلي التحديات التي تشهدها المنطقة العربية, علي المستويين السياسي والأمني, وما أسفرت عنه من تناقص فرص العمل المعروضة وارتفاع نسبة البطالة في بعض الدول العربية التي تشهد مثل تلك الاضطرابات, مشيرا إلي أن نسبة البطالة في العالم العربي قد بلغت17% بوجه عام, بينما تسجل28% بين الشباب, وترتفع بين السيدات لتصل إلي54% منوها إلي حاجة العالم العربي إلي خمسة ملايين فرصة سنويا, وأن الوصول إلي هذه النسبة يقتضي النهوض بمعدلات النمو الاقتصادي لتناهز7% سنويا كحد أدني, وهو الأمر الذي يتطلب العمل علي تدشين المشروعات العملاقة علي غرار مشروع حفر وتنمية محور قناة السويس الذي يستهدف تشغيل أعداد ضخمة من العمالة المصرية. وأضاف بدوي أن الرئيس السيسي أكد أهمية إيلاء الدول العربية الاهتمام المناسب للمجالات الاقتصادية والاستثمارية والاجتماعية,جنبا إلي جنب مع الموضوعات السياسية, للنهوض بتلك المجالات وتوفير حياة أفضل لشعوب العالم العربي, أخذا في الاعتبار زيادة معدلات النمو السكاني, والذي يبلغ6 ر2 مليون مواطن سنويا في مصر. وأضاف الرئيس السيسي أنه من المتوقع مع استمرار معدلات النمو السكاني الحالية أن يزيد تعداد السكان في مصر خلال ال15 سنة المقبلة نحو أربعين مليون نسمة, مشيرا إلي أن60% من المصريين دون سن الأربعين, وعلي الرغم مما تمثله هذه النسبة من تحد للدولة المصرية, إلا أنها تعد ثروة حقيقية إذا ما أحسن تدريبها وإعدادها لتكون مؤهلة للانخراط في المشروعات العملاقة التي تدشنها مصر في المرحلة الحالية. فيما قالت ناهد العشري وزيرة القوي العامكلة والهجرة ان اللقاء تناول العديد من الموضوعات علي رأسها قضية البطالة واسبابها وتدريب العامل المصري علي المهنة التي يتطلبها سوق العمل في الدول الطالبة. وأضاف ان الرئيس ركز علي أهمية الاعداد الجيد للعامل المصري وتثقيفه حتي يمكن ترشيحه لسوق العمل المرشح له, مشيرا إلي اهمية تدريبه علي المهنة التي سيعمل عليها قائلا: تعليم جيد وتوعية جيدة تساوي فرصة عمل لائقة.