اِستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، لفيفا من وزراء وقيادات العمل والشئون الاجتماعية بالدول العربية المشاركة في الدورة الحادية والأربعين لمؤتمر العمل العربي الذي تستضيفه القاهرة. ضم اللقاء وزراء العمل بالإمارات والبحرين وتونس وجيبوتي والسودان والصومال والعراق وعُمان وفلسطين وقطر والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وموريتانيا واليمن والسعودية والجزائر، بحضور الدكتورة ناهد عشري، وزير القوى العاملة والهجرة، وأحمد لقمان، مدير عام منظمة العمل العربية. وقال السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء استعرض الموقف في سوق العمل العربية واحتياجاتها، وأوضاع العمالة العربية، مع التأكيد على أهمية خلق فرص العمل للشباب، وتحقيق معدلات نمو وتنمية متسارعة تتناسب مع النمو السكاني المضطرد في العالم العربي. كما تناول اللقاء التأكيد على أهمية تدريب العمالة العربية لرفع كفاءتها التنافسية، والحرص على تأهيلها فنيا وثقافيا ارتباطا بأسواق العمل المُستقبِلة للعمالة، وذلك بما يتماشى مع العادات السائدة في كل مجتمع وبما يناسب تقاليده المرعية. من جانبه أشار مدير عام المنظمة إلى التحديات التي تشهدها المنطقة العربية، على المستويين السياسي والأمني، وما أسفرت عنه من تناقص فرص العمل المعروضة وارتفاع نسبة البطالة في بعض الدول العربية التي تشهد مثل تلك الاضطرابات، مشيرا إلى أن نسبة البطالة في العالم العربي قد بلغت 17% بوجه عام ، بينما تسجل 28% بين الشباب، وترتفع بين السيدات لتصل إلى 54% وأشار إلى حاجة العالم العربي إلى خمسة ملايين فرصة سنوياً، وأن الوصول إلى هذه النسبة يقتضي النهوض بمعدلات النمو الاقتصادي لتناهز 7% سنوياً كحد أدنى، وهو الأمر الذي يتطلب العمل على تدشين المشروعات العملاقة، على غرار مشروع حفر وتنمية محور قناة السويس الذي يستهدف تشغيل أعداد ضخمة من العمالة المصرية. وأضاف بدوي أن الرئيس أكد أهمية إيلاء الدول العربية الاهتمام المناسب للمجالات الاقتصادية والاستثمارية والاجتماعية، جنبا إلى جنب مع الموضوعات السياسية، للنهوض بتلك المجالات وتوفير حياة أفضل لشعوب العالم العربي، أخذا في الاعتبار زيادة معدلات النمو السكاني، والذي يبلغ 2.6 مليون مواطن سنويا في مصر. وأضاف السيسي أنه من المتوقع – مع استمرار معدلات النمو السكاني الحالية – زيادة تعداد السكان في مصر خلال 15 سنة بنحو 40 مليون نسمة. وأشار إلى أن 60% من المصريين دون سن الأربعين، ورغم ما تمثله هذه النسبة من تحدٍ للدولة المصرية، إلا أنها تعد ثروة حقيقية إذا ما أُحسِن تدريبُها وإعدادها لتكون مؤهلة للانخراط في المشروعات العملاقة التي تدشنها مصر في المرحلة الحالية. يذكر أن القاهرة ستستضيف الدورة 41 لمؤتمر العمل العربي تحت رعاية الرئيس السيسي، وذلك خلال الفترة من 14 إلى 21 سبتمبر حيث يتضمن جدول أعمال المؤتمر، ضمن أمور أخرى، موضوعات التعاون العربي لدعم التشغيل، وتطوير التدريب والتأهيل المهني للنهوض بالتنمية البشرية، وتعزيز القدرات التنافسية، فضلا عن سبل توفير الحماية الاجتماعية للعاملين.