تنبهت أذن عرفة الثلاثيني لرنة هاتفه المحمول, فأسرع بالرد مجيبا بكلمات مختصرة تمام.. طلبك موجود.. تحت أمرك في أي وقت.. أنهي عرفة تاجر المخدرات حديثه لأحد عملائه الممتد لعشر دقائق, الذي طالبه بكمية كبيرة من نبات البانجو المخدر, و اتفقا سويا علي ثمن وموعد ومكان تسليم البضاعة, هكذا كانت تجري حياة عرفة تاجر المخدرات. احترف عرفة تجارة السموم, وحقق من ورائها أموالا كثيرة حتي ذاع صيته في أرجاء مدينة الخصوص, وتحديدا بعزبة الحسيب, محل إقامته, والتي اتخذها وكرا لتجارته المحرمة, فرصدته الأجهزة الأمنية التي سجلت في أرشيفه الجنائي العديد من قضايا المخدرات. رفض عرفة العدول عن حياة الإجرام بعد خروجه من السجن وعاد لتجارة المخدرات التي استهوته وسيطرت عليه, باحثا عن المال بأي طريقة. قرر التاجر توسيع نشاطه في المخدرات ليعوض الأيام التي قضاها خلف القضبان من خلال الاستعانة بآخرين يساعدونه في ترويج وتخزين سمومه. فبحث كثيرا عمن يساعده في تجارته الآثمة, ويكون محل ثقته, ويأتمنه عليها, وطال بحثه بين معارفه وعملائه إلي أن عثر علي ضالته ووجد في ناديه السيدة الخمسينية أحد عملائه ضالته, والتي اعتادت الحصول علي مواد مخدرة منه, وإعادة توزيعها علي المدمنين والعاطلين, ونال العرض ترحيبا كبيرا من التاجرة.. اتفق الاثنان علي تكوين عصابة للاتجار في المواد المخدرة بمختلف أصنافها, حيث استطاعت نادية استقطاب فتاتين سبق اتهامهما في جرائم نشل بعدما أغرتهما بالمال الوفير الذي يعود عليهما من بيع السموم, ولاقت الفكرة قبولا لديهما. نفذ رباعي الشر مخططهم وبدأوا في توسيع تجارتهم واستطاعوا تحقيق مبالغ طائلة وانتفخت جيوبهم بالمال الحرام وذاع صيتهم من جديد. وكانت معلومات سرية قد تجمعت أمام اللواء عرفة حمزة مدير المباحث الجنائية بالقليوبية عن قيام تشكيل عصابي مكون من عاطل وثلاث نساء تخصص في الإتجار بالمواد المخدرة بمنطقة الخصوص, وهم عرفة إبراهيم33 سنة, ونادية زكي59 سنة, ونجلا إبراهيم23 سنة, وإبنة عمها عزة عادل27 سنة, وجميعهم مقيمون بعزبة الحسيب بالخصوص. وبتكثيف التحريات حول المتهمين تبين أن الأول سبق اتهامه في3 قضايا مخدرات, والثانية سبق اتهامها في8 قضايا نشل ومخدرات, ومسجلة شقي خطر, والثالثة سبق اتهامها في6 قضايا نشل, والرابعة سبق اتهامها في جريمتي نشل, ومطلوب التنفيذ عليها في3 آخرين. وبعرض المعلومات علي اللواء محمود يسري مدير أمن القليوبية, أمر بسرعة تشكيل فريق بحث ضم العميد هشام خطاب مفتش الأمن العام وإرسال مجموعات سرية لجمع المعلومات اللازمة لوضع خطة الضبط. تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة, برئاسة المستشار مؤمن سالمان المحامي العام لنيابات شمال بنها, وإعداد العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من محل سكن المتهمين, ووكرهم, والأماكن التي يترددون عليها, أسفرت عن ضبطهم جميعا في أثناء استقلالهم سيارة تحمل لوحة برقم321 ه س ن ملك المتهم الأول, وبحوزتهم فرد خرطوش و4 طلقات وكمية من نبات البانجو المخدر وزنت1.500 كيلو جرام, وكمية من مسحوق الهيروين وزنت70 جراما و130 قرصا مخدرا و21 هاتفا محمولا. وبمواجهتهم أمام رجال المباحث بما أسفرت عنه التحريات والضبط, اعترفوا بصحتها, وأقروا بتكوينهم تشكيلا عصابيا تخصص في الاتجار بالمواد المخدرة, فتم تحرير المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق.