بالأمس القريب بالتحديد في السادس والعشرين من شهر يوليو4102, عقد اجتماع القمة الإفريقية ال32 في مالايو عاصمة غينيا الاستوائية تحت شعار الزراعة والأمن الغذائي+ في إفريقيا, وذلك بحضور السيد رئيس الجمهورية ممثلا لمصر في القمة ولا شك أن اختيار هذا الشعار للقمة يبرز أهمية الزراعة والأمن الغذائي في تأمين مستقبل القارة الإفريقية والأجيال القادمة من سلع استراتيجية, وهي السلع الغذائية وتقودنا الأهمية الاستراتيجية لموضوع الأمن الغذائي إلي وضع مفهوم معين للأمن الغذائي. فيمكن تعريف الأمن الغذائي بأنه قدرة الدول أو المناطق أو الأسر داخل تلك الدول, والتي تعاني من عجز في الغذاء أن تواجه مستويات الاستهلاك المستهدفة من سنة إلي أخري.. ووفقا لهذا المفهوم فإن الأمن الغذائي ينظر إليه علي أنه مشكلة تتعلق بالمدي القصير, وليس بالمدي الطويل. ومن ثم فإن مشكلة الأمن الغذائي تتعلق بالتقلبات الحادثة في المدي القصير في إنتاج الغذاء والتقلبات الحادثة في أسعار السلع الغذائية.. وتؤدي هذه التقلبات مجتمعة إلي حدوث تقلبات في الدخل ومن ثم استهلاك الأفراد والأسر في المجتمع, وهو ما يعرف بخطر العجز الغذائي. ووفقا لطبيعة هذا الخطر في العجز الغذائي فإنه يمكن تحقيق الأمن الغذائي إذا ما أمكن التخفيف من حدة التقلبات في الدخل ويمكن أن يتم ذلك من خلال توفير أصول عالية السيولة مثل مخزون من الغذاء نفسه أو احتياطات من النقد الأجنبي أو الأرصدة النقدية التي يمكن أن تستخدم في تمويل شراء الغذاء في الفترات العجاف. والوسيلة الثانية التي يمكن بها تحقيق الأمن الغذائي هي الحصول علي القروض اللازمة لشراء الاحتياجات المطلوبة من الغذاء, وعادة يتم ذلك علي حساب القروض الموجهة للاستثمار. وقد تلجأ الحكومات لتحقيق الأمن الغذائي إلي سياسة عزل الأسعار المحلية عن الأسعار العالمية, ويعني ذلك أن عبء التقلبات في الدخل الناشئة عن التغير في شروط التجارة يقع علي عاتق الموازنة العامة للدولة. وعادة ما تعمل الحكومات علي تأمين الاحتياجات الغذائية للمجتمع في المدي الطويل من خلال برامج السياسة الزراعية في مجال التوسع الأفقي في الإنتاج وبرامج التوسع الرأسي أي زيادة إنتاجية المستخدمة, وذلك باستخدام أساليب تكنولوجية متقدمة في إنتاج التقاوي عالية الإنتاج ومعاملات زراعية جيدة ترفع من إنتاجية الرقعة المزروعة. وبصفة عامة فإن القمة الإفريقية الثالثة والعشرين تلقي الضوء علي الخطر القادم الذي يواجه مستقبل القارة الإفريقية, وهو الخطر الغذائي. خبير الاقتصاد والتمويل والاستثمار