عبدالحكيم قاسم تحولت ندوة أيام عبدالحكيم قاسم التي أقامتها لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة أمس الأربعاء إلي احتفالية كبري احتشد فيها مبدعو ونقاد مصر إضافة إلي أقارب المبدع الكبير الذين حضروا خصيصا من قريته البندرة بمحافظة الغربية, كما تحولت الندوة التي قسمت إلي جلسات علي مدار اليوم إلي سلسلة من النداءات بضرورة طبع أعماله الكاملة التي اعترف الجميع بأنه ظلم بشدة, ولم تحظ إبداعاته بالانتشار والشهرة علي المستوي الجماهري, وإن كان المبدع الكبير قد حظي باهتمام نقدي واسع, بالإضافة إلي العديد من الرسائل العلمية التي قدمت عن أعماله.قدم للندوة الدكتور عماد أبو غازي أمين عام المجلس الأعلي للثقافة, مؤكدا ريادة عبدالحكيم قاسم ومرحبا بابنه المبدع الكبير إيزيس في أولي الجلسات التي رأسها الأديب خيري شلبي مقرر لجنة القصة الذي أكد في كلمته أن عبدالحكيم قاسم هو أول غرس مورق في حديقة الستينيات وهو صاحب أول تجربة حديثة بمعني الكلمة في الرواية العربية في روايته أيام الإنسان السبعة, مؤكدا أنها رواية ليست بالقليلة صادفها سوء حظ بصدورها في نفس توقيت صدور رواية الطيب صالح موسم الهجرة للشمال, وأن أيام الإنسان السبعة تزن الكثير من الأعمال مثل موسم الهجرة وغيرها, حيث استخلص عبدالحكيم قاسم من كوتشينة الزمن7 ورقات تلخص ما يقرب من قرن من الزمان من تاريخ الريف المصري, مشيرا إلي الجانب الصوفي في شخصية عبدالحكيم, وأكد أن قاسم كانت كل إبداعاته مميزة وكان يتطور من عمل إلي آخر, وقال إن هذه الندوة محاولة من لجنة القصة لإعادة الاعتبار لعبدالحكيم قاسم. وقد أبكت إيزيس ابنة الكاتب الكبير الحاضرين ببكائها عند سردها ذكرياتها وذكريات أهل قريته عن والدها وتوقفت عن الكلمة أكثر من مرة مشيعة جوا من التأثر, بالإضافة إلي هذا الجو الحميمي الذي أضفاه أقارب قاسم, مؤكدة في كلمتها إضافاته لقريته, حيث كون فرقة مسرحية لأول مرة فيها وأقام مكتبة يمكن للجميع الاستعارة منها, كما حث أبناء القرية في أحد الاحتفالات بثورة يوليو علي تأجير الدراجات للذهاب إلي القاهرة لحضور الاحتفالات اعترافا بفضل الثورة علي الفلاح. بينما رأس الجلسة الثانية الناقد الدكتور عبدالمنعم تليمة الذي أكد أن عبدالحكيم قاسم جاء بعد جيل ركز علي التوهج الوجداني فكان ضمن جيل عنوانه الكبير هو نجيب محفوظ وهو جيل التصوف الشعبي المصري وكانت روايته المهدي من أبرز المنتجات الفنية التي برز فيها النسيج القبطي المسلم والمسيحي. وأكد الدكتور سامي سليمان أن الدراسات حول أيام الإسان السبعة التي تصل إلي30 دراسة وأن هناك شبه اعتراف بأن هذه الرواية علامة من العلامات الفارقة, سواء من ناحية طرائق التشكيل الجمالي أو اللغة, مشيرا إلي أن دراسة الدكتور مصطفي الضبع عن المكان في السرد التي تعرضت في ثلثها الأخير لدراسة تطبيقية كاملة عن أيام الإنسان السبعة وهي علامة علي الثراء الشديد لهذه الرواية, كما تعرض لما قدمه الدكتور عبدالمحسن طه بدر من قراءة نقدية للعمل, مشيرا إلي بعض المنزلقات في تلك القراءة واختلافه في الرأي معه, وكذلك ما قدمه الناقد محمد بدوي تحت عنوان الرواية الحديثة في مصر, مؤكدا أن بدوي كان بإمكانه اكتشاف آليات التشكيل في الرواية علي نحو أوسع مما قدمه. بينما قدم الدكتور يسري عبدالله منسق عام الندوة قراءة في بنية الزمن في أيام الإنسان السبعة, مؤكدا أن قاسم جعل من المكان الروائي نقطة انطلاق لنصه الإبداعي. وأكدت د. أماني فؤاد في دراستها عن المجموعة القصصية ديوان الملحقات أن عبدالحكيم قاسم استطاع أن يجعل القارئ يقبض علي لحظة مستقبلية لم تحدث, حيث الحدث محور القصة هو مجرد بداية لكن بغية الكاتب هي ما بعد الحدث وهو اختيار لمناطق قلقة تتسق مع رؤية عبدالحكيم قاسم الذي استطاع كمبدع قراءة المستقبل متصديا للمناطق المتوترة في التجربة الإنسانية. مشيرة إلي الملامح الصوفية في سري بالليل وهي الملامح التي تتجلي في رؤيته للاتصال الوثيق بين الخلائق والموجودات, ومؤكدة مخالصة الفلسفة للتجربة الصوفية عند عبدالحكيم قاسم وتشابهها مع تجربة أبو حيان التوحيدي في القرن الرابع الهجري, وأن لغة عبدالحكيم قاسم في القصص التي تناولت التجربة الصوفية تختلف عن لغته في القصص الأخري. بينما أكد الدكتور خيري دومة أن قاسم استخدم الحملة الاسمية وأنه كان قصاصا له روح وعيني شاعر مستشهدا بقصة البيع والشراء علي اللغة الشعرية في إبداعات قاسم, مؤكدا أنه في حالة استخدامه الجملة الفعلية يكون الفعل مضارعا وهو ما يرتبط بالتعميم والثبات المرتبط بالجملة الاسمية, وهو ما علق عليه تليمة بأن التشكيل اللغوي عندعبدالحكيم قاسم كان تحديا. بينما علق الروائي فؤاد قنديل بأن ما رآه اليوم من رؤي نقدية حول إبداعات قاسم يؤكد أن النقد بخير مداعبا المنصة بقوله بخير ولو مؤقتا. وأكد سعيد الكفراوي أن عبدالحكيم قاسم كان كاتبا قليل الحظ في حياته وبعد وفاته, وفي مداخلته أكد جابر عصفور أن أيام الإنسان السبعة هي عمل تكوين, حيث يتحدث الروائي عن تكوينه ونشأته وأن الرواية تتحدث عن القرية, مطالبا بتأمل رواية المهدي التي انتهت فيها الجماعة الصوفية التي كانت في أيام الإنسان لتأتي مكانها جماعات متطرفة لا تقبل التسامح, مشيرا إلي أن الروايتين موصولتان تؤكدان التحول الذي حدث في القرية المصرية. وتحدث د. حسين حمودة في الجلسة التي رأسها الكاتب الروائي يوسف القعيد عن رؤيته النقدية لرواية قدر الغرف المقبضة, مؤكدا أن هذا العمل يلوح فيه العالم كله وكأنه زنزانة هائلة, مشيرا إلي أوجه التشابه بين البيت الكبير عند نجيب محفوظ وعند قاسم كما أوجد التشابه نفسه بين مشهد الخروج من السجن في اللص والكلاب والمشهد نفسه في هذه الرواية, مؤكدا أن الرواية لا تصغي إلي بيت ناظم حكمت أسوأ شيء أن نحمل بداخلنا السجن. بينما أكد الدكتور مصطفي الضبع علامة الصوت السردية في قصص الصوت وطبلة السحور والأشواق والأسي, مطالبا بطبع الأبحاث لتكون عدة لمن يريدون الكتابة عن المبدع الكبير, ومطالبا أيضا المجلس الأعلي بأن تكون هناك مواقع فرعية لكتاب مصر الكبار من خلال موقع المجلس الإلكتروني ليتعرف شباب هذا الجيل عليهم. وتحدث د. عادل عوض عن الرحلة في سرد عبدالحكيم قاسم شاملة الارتحال والمغامرة والارتحال والبحث والغرابة. وأكد الناقد والقاص محمود عبدالوهاب أهمية طباعة الأعمال الكاملة للكاتب الكبير, حيث قامت الهيئة المصرية العامة للكتاب بطبع الأعمال الكاملة لكتاب أقل قيمة وهم أحياء ولم تكتمل أعمالهم بعد, في حين تم إهمال كاتب بحجم عبدالحكيم قاسم. أدار جلسة الشهادات الروائي فؤاد قنديل, وتحدث فيها جار النبي الحلو وخيري شلبي وسعيد الكفراوي ومحمد شعير ويوسف القعيد.