في الوقت الذي تم فيه إنشاء مستشفيات جديدة منذ نحو15 عاما تسمي مستشفيات التكامل الصحي داخل القري والريف بمحافظة المنوفية لتخفيف الضغط عن المستشفيات المركزية التي أصبحت غير قادرة علي استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضي وتقديم خدمات أكثر تطورا, الا أنه وبعد الانتهاء من جميع أعمال الانشاءات وشراء الأجهزة الطبية فوجئ المواطنون بعدم تشغيلها بكامل طاقتها واقتصار خدماتها علي بعض الأغراض الخاصة بالتطعيمات وتنظيم الأسرة الأمر الذي أدي الي تزايد الضغط علي المستشفيات المركزية محدودة العدد والسعة بشكل مخيف يهدد بانهيار الخدمات الصحية داخل المحافظة واهدار الملايين في عملية الإنشاءات وتلف الأجهزة التي أكلها الصدأ. يقول عبد اللطيف علي موظف من قرية سبك الأحد إن مستشفي التكامل الصحي بالقرية تم الانتهاء منه منذ أكثر من12 عاما وحتي الآن لم يقدم أي خدمات ملموسة للمرضي, والعجيب أنه يحتوي علي جميع الأجهزة التي أوشك عمرها الافتراضي علي الانتهاء وهي مازالت داخل كراتينها يحاصرها الصدأ والتآكل, فلا تعمل المستشفي سوي بقسم صحة المرأة وتنظيم الأسرة فقط. وتساءل طارق عبد الحميد موظف عن السبب وراء عدم تشغيل مستشفي التكامل الصحي بساقية أبوشعرة بكامل طاقته حتي الآن, وقال إنه من المفترض أن يخدم تلك المستشفي6 قري وأكثر من10 عزب صغيرة, وهذا يعني حرمان أكثر من200 ألف نسمة من حقهم المشروع في الخدمات الطبية, حيث تعتبر تلك المنطقة من أكثر المناطق بعدا عن المستشفي المركزي, الأمر الذي يزيد من صعوبة نقل المرضي من ذوي الحالات الحرجة والحوادث, مشيرا إلي أن المبني مكتمل الانشاءات والتشطيبات ومزود بكافة الأجهزة الطبية الحديثة, ولكن به نقص صارخ في الأطباء فلا يوجد به التخصصات الضرورية, وحتي الآن مازال مرفوعا من الخدمة الا في حالات بسيطة جدا مما تسبب في معاناة الأهالي من النقص الحاد في كل الخدمات الصحية, مطالبا بتشغيلها حتي يستفيد الأهالي من الأجهزة والمعدات الطبية ولا تضيع الملايين التي تم إنفاقها عليها ويتم اهدارها. من جانبه أعلن الدكتور أحمد شيرين فوزي محافظ المنوفية عن تحويل مستشفي التكامل الصحي بقرية زوير إلي مركز التدخل المبكر والتأهيل للإعاقة لحصر ذوي الإعاقة علي مستوي المحافظة والاكتشاف المبكر لهم وكيفية التعامل معهم مجتمعيا وأخلاقيا. وأوضح المحافظ أنه تم اتخاذ قرار في الاجتماع الثاني لمجلس الصحة الإقليمي الأسبوع الماضي بتحويل بعض مستشفيات التكامل الصحي والتي تبلغ50 مستشفي تكامل علي مستوي المحافظة إلي وحدات طب أسرة وعرض بعضها علي الجامعة والمجلس الإقليمي للصحة لمحاولة استغلالها لتقديم خدمة طبية متميزة للأهالي. وأكدت الدكتورة هناء سرور وكيل وزارة الصحة أن المديرية ستعمل علي استغلال بعض تلك المنشآت كوحدات للعلاج الطبيعي وطب الأسرة وتم اتخاذ كل الاجراءات لمكافحة العدوي بالقري من خلال تلك المستشفيات وتوفير جميع الأدوية من الوزارة حرصا علي استغلال تلك المنشآت