ينتمي خضر لقبيلة بدوية مشهور عنها الأخلاق الحميدة ورفض شيوخها من يخرج عن طاعتهم ويقومون بنبذه ولا يعيرونه اهتماماً مهما حدث لهم من مشاكل وأزمات في حياته، هكذا كان بعد أن تخطي منتصف العقد الثاني من عمره وبدأ يتعرف علي أصدقاء السوء الذين تعلم علي أيديهم فنون الإجرام في شتي صوره وبدأ رحلته معهم عندما سقط في قبضة الأجهزة الأمنية متهماً في قضية سلاح وأمضي بسببها عشر سنوات خلف القضبان الحديدية. وعندما خرج من محبسه لم يفكر مطلقاً في إعلان توبته والسير في طريق الحلال ورفض نصائح المقربين إليه، حيث اتجه للاتجار في المواد المخدرة وتخصص في ترويج البودرة والحشيش بكميات كبيرة والتي يجلبها من مصادره السرية لإعادة بيعها بين عملائه بالجملة والقطاعي وانتفخت جيوبه بالمال الحرام وتزوج مرتين واشتري أراضي وعقارات وسيارات، وعاش حياة الأثرياء حتى قادته قدماه وهذه المرة للسجن في قضية مخدرات ومع اندلاع أحداث ثورة يناير 2011 هرب من محبسه وتنقل في عدة أماكن واطمأن أن أحدا لا يستطيع الوصول إليه ومارس نشاط تجارة الكيف من جديد وأصبح زبائنه يقصدونه ليل نهار للحصول علي احتياجاتهم من البودرة والحشيش الخام بأسعار ليس مغالي فيها. وكان اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعاً مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة وفحص المعلومات الواردة بشأن العناصر الإجرامية لملاحقتهم للقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمات العاجلة، لاسيما أن من بينهم هاربين من السجون العمومية ووجودهم طلقاء يشكل خطورة بالغة علي أمن وسلامة المواطنين. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميدين أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ومحمود عاشور مأمور مركز القصاصين ضم العقيدين محمد طلعت رئيس فرع غرب وهشام طايل مفتش المباحث الجنائية والرائد محمود رحيل رئيس مباحث القصاصين ومعاونيه النقباء أحمد شاهين ومحمود علي ومحمود عبداللطيف. ودلت تحرياتهم أن المدعو خضر 50 سنة عاطل ينتمي لقبيلة بدوية يسكن في مدينة نصر بالقاهرة سبق اتهامه في قضايا سلاح ومخدرات وهو هارب من سجن أبوزعبل في أحداث ثورة يناير من حكم مدته 3 سنوات بسبب قضية حيازة المواد المخدرة. وأضافت التحريات أن المتهم مطلوب ضبطه في جنايتين لحيازته سلاحا ناريا صادرا فيهما حكم بالمؤبد والسجن ثلاث سنوات وقد تعرف علي شخص يدعي أحمد 35 سنة يسكن في أبوحماد شرقية يزور المحررات الرسمية بإتقان شديد واتفق معه علي منحه بطاقة رقم قومي ورخصة قيادة باسم فهد نظير سداد ألف و800 جنيه. وأشارت التحريات إلي أن الجاني حضر من محل إقامته وتوجه لمنطقة "الهيش" لكي يطلب يد فتاة تعرف عليها منذ أشهر قليلة للارتباط بها بعد أن وعد عائلتها بتأمين مستقبلها المعيشي والتي أحسنت الترحيب ولم تعرف ماضيه الأسود. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة لاستهداف المتهم وعندما وصلت معلومة عن وجوده في محيط مسكن أسرة الفتاة التي سيخطبها أسرع إليه ضباط المباحث ونصبوا كردونا أمنيا له ونجحوا في الإمساك به واقتياده لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف الجاني تفصيلياً بالجرائم التي ارتكبها والأحكام الصادرة ضده وبعرضه علي عمرو شوقي مدير نيابة التل الكبير أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق وإحالته للسجن لاستكمال مدة عقوبته.