يتعرض المشاهد المصري علي مدي العام لكم هائل من الاعلانات التجارية دون ضوابط أخلاقية أو التزامات مهنية, حيث يسيطر عليها الوجه التجاري القبيح, وكأستاذ إدارة أعمال أقدر دور الإعلان في العملية الانتاجية ودورة الأعمال وباعتباره أحد مكونات ما يسمي المزيج الترويجي مع البيع الشخصي والنشر وتنشيط المبيعات. وتزداد الهجمة الشرسة لوكالات الاعلانات التجارية في الشهر الفضيل بطريقة تفسد روح الشهر الكريم, ويمكن القول بأن غالبية الإعلانات المذاعة علي الفضائيات المصرية بكل أنماطها الحكومية والخاصة تتم بالمخالفة للمسئولية الاجتماعية التي تعني مراعاة الصالح العام في كل الممارسات والقرارات التجارية ومنها الاعلانات, وفيما يلي أهم الممارسات غير الأخلاقية في الاعلانات التجارية المصرية, ونقصد بغير الأخلاقية أي لا تتوافق مع معايير السلوك المقبول اجتماعيا في مجال الأعمالBusinessEthics استخدام الأطفال في الإعلانات التجارية الإعلان عن منتجات ضارة وغير مرخصة استخدام الجنس في الإعلان نشر معلومات غير صادقة والتغرير بالمستهلكين كما حدث من إحدي شركات تسويق عسل السدر الجبلي التي استغلت حاجة المرضي للشفاء فقامت بعرض إعلانات عنه علي شاشة القنوات الفضائية, وضبطت مباحث التموين ثلاثة أطنان وأعدمت2800 برطمان وفي نفس الوقت الذي ألقي القبض فيه علي العاملين بالشركة كان عرض الاعلان في الفضائيات. طول وقت الاعلان بصورة تبعث علي الضجر, ورغم أن الوقت المرجعيBenchmark لأي إعلان تجاري في المحطات المحترمة لا يزيد عن دقيقتين كل نصف ساعة. المبالغة في تخلل الاعلانات للأعمال الدرامية بطريقة مستفزة, لدرجة تفسد متعة المشاهدة وتخل بالسياق الدرامي للعمل نتيجة كثرة التقطيع, لدرجة تشعرك أنها ليست دراما تتخللها إعلانات, بل إعلانات تتخلها دراما. القيم السلبية التي تنشرها هذه الاعلانات مما أوجد اتجاهات غير ايجابية ضد هذا السلوك الاعلاني غير المسئول. والأدهي والأمر مشاركة قنوات التليفزيون المصري الرسمي في فوضي الاعلانات التجارية دون ضوابط مسئولة أو إدراك لمحددات الرسالة الاعلامية الرسمية, فلك أن تعرف يا سيدي القارئ أن تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانيةBBC وهو يعتبر تليفزيون الدولة وهي دولة الاقتصاد الحر والفكر الرأسمالي الحر وذلك احتراما للمشاهد ووضع حدود بين ما هو عام وما هو خاص, حتي الإعلانات في التليفزيون المستقلITV, إعلانات منضبطة وتتسم بشكل ومضمون يحترمان عقول المشاهدين, بل زعم أني أجد متعة في مشاهدتها وأتعلم منها فكر وثقافة صحية وتجارية واجتماعية, ونجد في نفس الوقت أن الإذاعة والتليفزيون في مصر يروجان لإعلانات تجارية غير أخلاقية بل إن الجهازين يعملان بأسلوب الجباية والحصول علي أكبر عائد من الإعلانات دون التقيد بضوابط مهنية أو معايير أخلاقية, ومن أمثلة ذلك ما يفعله الجهازان من الإعلان عن أرقام..... مسابقات وتسجيل أغاني ورنات محمول, وهذا يضع المشاهد فريسة لشبكات المحمول والوكالات الاعلانية بحجة سد العجز في الموازنة وتدبير اعتمادات انتاج برامج ومسلسلات, وأنا كمشاهد أقبل انتاج قليل ولكن بدون سفه أو متاجرة بأذواق المشاهدين وتحت زعم المشاهد عاوز كده. ومع دخولنا عهد جديد من عودة القيم والسلوك الجمعي القويم, ندعو لعودة الانضباط رإلي مجال الإعلانات التجارية ولتكن البداية والقدوة من الإعلام الرسمي وخاصة الإذاعة والتليفزيون بالترفع عن الممارسات التجارية غير الأخلاقية مع دور أكبر لجهاز حماية المستهلك لتطبيق القانون علي المخالفات المهنية, ولكن نريد من اتحاد الاذاعة والتليفزيون أن يرسي قواعد سلوكية ومعايير مهنية نابعة من ثقافة هذه المؤسسة العريقة وتوافقا مع قواعد المسئولية المجتمعية عملا بمعايير الجودة في الأداء والإدارة الرشيدة.