أوصانا الرسول صلي الله عليه وسلم بمعاملة الأطفال معاملة حسنة, واعطائهم الهدايا وتركهم يلعبون خاصة في الأعياد, وكان الاهتمام أكثر بالطفل اليتيم, حيث شدد علي رعايته أشد الرعاية. ويري علماء الدين أن المعاملة الحسنة للطفل خاصة في الأعياد وتقديم الهدايا لهم له أكبر الأثر في غرس قيم ومعاني جميلة في نفوسهم تساعد علي ارتباطهم بالدين أكثر. يشدد الدكتور محمد شامة أستاذ مقارنة الأديان علي أهمية إدخال الفرحة علي الطفل في يوم العيد, حيث قال مفروض علي كل مسلم أن يرعي الأطفال خاصة اليتامي منهم في كل وقت, وخاصة في الأعياد حتي لا يشعر بالغربة في هذا اليوم, ولا ننسي قول الله تعالي فأما اليتيم فلا تقهر, فالطفل اليتيم يحتاج إلي رعاية خاصة في أيام الأعياد حتي لا يصيبه الاحباط. وأكد شامة أن الطفل عندما يري الفرحة في يوم العيد سوف تؤثر عليه بشكل إيجابي وتغرس في نفسه الرحمة والعطف علي المحتاج عندما يكبر. يؤكد الشيخ فكري حسن إسماعيل عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية سابقا أهمية إدخال البهجة علي الأطفال في العيد, ويقول أهم من يجب مراعاتهم في العيد هم الأطفال, وخاصة اليتامي منهم, وذلك بإدخال البهجة والسرور عليهم بتقديم الهدايا والحلوي لهم ليشعروا ببهجة العيد, وقد اعتاد بعض أهل الخير بعمل ذلك بعد صلاة العيد وهذه من الأعمال الجيدة لأنه في هذا اليوم يجب أن تعم الفرحة الجميع خاصة الأطفال والمحتاجين, وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يمر علي الصغار من أطفال المسلمين في يوم العيد ويمسح علي رؤوس اليتامي منهم وينشر السرور والبهجة عليهم. ويقول الشيخ محمود عاشور أن اللهو واللعب مباح للأطفال في العيد, وقد شرعه الله للترويح عن النفس, وقد ثبت في الصحيح من حديث أنس رضي الله عنه قال قدم رسول الله صلي الله عليه وسلم المدينة فوجدهم يحتفلون بعيدين فقال: كان لكم يومان تلعبون فيهما, وقد أبدلكما الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحي, فالمسلمون ليس لهم سوي هذين العيدين. وأضاف عاشور: الإسلام ليس دين تشدد ويجب أن يفرح الناس وخاصة الأطفال لأن اللهو واللعب في الأعياد يذكر هؤلاء الأطفال بسماحة الدين الاسلامي ويترك لديهم أثرا طيبا يظل داخلهم حتي يكبروا ثم ينقلوا لأبنائهم هذه الفرحة بعد ذلك, ويعلمونهم أن في ديننا فسحة وأن الفرح في العيد شكر لله علي أننا مسلمون وخير الهدي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وقد كان يستعيذ من الهم والحزن ويعجبه الفأل ودائم البشر وكثير التبسم. ويقول الدكتور طه حبيشي نائب رئيس جامعة الأزهر سابقا جعلت الأعياد في الاسلام من أجل الشكر لله علي التوفيق في أداء العبادة مع إظهاره الفرحة الإيمانية التي تلازم هذه العبادة, وقال النبي صلي الله عليه وسلم للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه, وبطبيعة الحال فأن هذه الفرحة بها مظاهرها التي تدل عليها, ومنها مايتعلق بالتواصل الإنساني داخل الأسرة وخارجها, وفي مقدمة ذلك مايتعلق بإدخال السرور علي قلوب الأطفال, وعلينا أن نتذكر قول النبي صلي الله عليه وسلم أن أحب الأعمال إلي الله عز وجل إدخال السرور علي قلب المسلم, وهذا أمر عام يأتي في ثناياه ومقدمته إدخال السرور علي البيت الذي يعيش فيه المسلم بمن فيه من الكبار والصغار, والإسلام يدعونا في كل الأوقات إلي رعاة الأطفال, خاصة اليتامي وإلي إدخال السرور عليهم في أي وقت من الأوقات, وإذا كان العيد موسما للفرحة فإن من شأن المؤمن الصادق الإيمان أن يعمل علي إدخال هذه الفرحة عند هؤلاء الذين فقدوا عائلتهم واصبحوا يعيشون بعيدا عن الأسرة التي يعيش فيها غيرهم من الأطفال ومن هنا فمن شأن المؤمنين أن يكونوا في هذا اليوم علي تواصل مع هؤلاء الأيتام لأنهم في مقدمة من يحتاج إلي إدخال السرور عليهم كما جاء في الحديث النبوي الشريف, وعلينا أن نتذكر قول النبي صلي الله عليه وسلم من مسح علي رأس يتيم فإن له بكل شعرة تمر عليها يده حسنات, وهذا المظهر يعكس ماوراءه من العطف والحنان والإيثار الذي يجب أن يحظي به هؤلاء الأطفال من الأيتام في العيد.