اثار عرض مسلسل سرايا عابدين منذ الحلقة الأولي وحتي الآن غضب كثير من النقاد والجمهور نظرا لما يقدمه من مغالطات لا علاقة لها بالتاريخ, وهو ما ادي إلي غضب عائلة الخديوي اسماعيل من أحفاده. خاصة الملك احمد فؤاد الذي أصدر بيانا بذلك وأكد فيه ان هذا العمل هو اهانة للتاريخ ولا يمت للواقع بصلة وبه كثير من المغالطات التاريخية والخلط بين الشخصيات مما ينم عن جهل شديد بتاريخ أفراد الأسرة المالكة وبتاريخ الوطن كما قام العمل بتشويه صورة جميع الشخصيات التاريخية الحقيقية... الأهرام المسائي رصدت ردود افعال النقاد والجمهور حول هذا العمل. حيث قالت الناقدة ماجدة موريس انها لا تعتبر مسلسل سرايا عابدين مسلسلا تاريخيا يسرد وقائع تاريخية حقيقية ولكنه مجرد ثوب تاريخي يعرض من خلاله افخم الملابس والديكورات والقصور والاماكن لان العمل التاريخي له مقومات خاصة يجب السير عليها حتي يسرد واقع حقيقي يتعلم منه كثير من الاجيال ولكن ماحدث في هذا العمل ان المؤلف لم يبذل اي مجهود ليقدم معلومة حقيقية ولكنه اهتم بالشكل الخارجي دون مضمون. واوضحت ان الابهار الذي قدم في العمل هو غاية كمسلسل ولكن ليس له علاقة بتاريخ مصر لانه حتي الآن لم يقدم حياة الخديوي اسماعيل الحقيقية والصراعات التي حدثت في عهده وانجازاته بل ركز كل اهتمامه علي الضحية التي يتم تقديمها يوميا للخديوي لكي يستمتع فقط وبالتالي هذا دليل قاطع انه اعتمد علي ابهار الديكورات والملابس ولا يحمل اي مضمون تاريخي معروف او اي اشارة لاي مفهوم تاريخي. واضافت ان الخديوي اسماعيل له انجازات وصراعات كثيرة حدثت في عصره المسلسل لم يلقي الضوء عليها بل اهتم فقط بالجواري التي تعمل لديه ويعيش معهم لاشباع رغباته فقط كما ان مسلسلا تاريخيا مثل هذا تم انفاق140 مليون جنيه عليه كان من المفترض ان يكون مضمونه افضل من ذلك حتي يظهر في افضل صورة ويجب ان يبرز اهم حقبة في تاريخ مصر. ومن جانبها قالت الناقدة ماجدة خيرالله ان المسلسل به معلومات خاطئة وليس به اي صلة بالواقع فكيف يسرد المسلسل قصة ان الملك فؤاد توفي في صغره وهو سوف يتولي حكم مصر وبالتالي اذا فكر احد ان يسرد اي حقبة من تاريخ مصر يجب ان يسردها صحيحا واذا ارات المؤلفة ان تبدع في العمل فهناك متسع من الاحداث تستطيع ان تبدع فيها بعيد عن ابجديات التاريخ فمثلا يجب ألا يقول المسلسل ان مصر حاربت تركيا في هذا العصر وهذا خطأ بالاضافة الي مشاهد كثيرة للخديوي اسماعيل تعتقد انها خاطئة تماما فمن غير المعقول ان الخديوي الذي تربي علي البروتوكول يخرج ليقضي ليلة مع إحدي الفتيات وحينما يجوع يسرق طعام احد الفلاحين والسؤال من اين اتت المؤلفة بتفاصيل من داخل غرفة نوم الخديوي ؟ فهذه اخطاء تاريخية لا يصح ان تخرج بهذا الشكل ومن يأخذ التاريخ من هذه المسلسلات شخص لايفهم شيئا. يأتي ذلك في الوقت الذي قررت فيه مؤلفة العمل هبه مشاري ومخرجه عمرو عرفة الرد علي نشطاء علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك من خلال الهاشتاج الذي يحمل اسم المسلسل سرايا عابدين حيث قالت المؤلفة هبة مشاري إنها تري ان العمل تعرض لكثير من الانتقادات وهو لا يستحق ذلك لان العمل مكتوب بحرفية وبتركيز مؤكدة ان المسلسل لا يتناول سيرة الذاتية لأي شخصية تاريخية فيه ولا يرصد التاريخ والاحداث التي حدثت في هذه الفترة ولكنه يقوم فقط بتوظيف بعض الأحداث التاريخية وفقا للسياق الدرامي كما اضافت ان المسلسل تم في بدايته كتابة تنويه قبل بدء عرضه بأنه دراما مستوحاة من قصة حقيقية وذلك ليعرف المشاهد أنه لا يرصد سوي قصص خيالية تم معالجة بعض احداثها ليصلح عرضه علي المستوي الدرامي. ومن جانبه قال المخرج عمرو عرفة إن المسلسل تم تصويره بعد قيام صناع العمل بكثير من الدراسات وقراءة كثير من الكتب ليعرفوا اهم الشخصيات والحقبة التاريخية في العمل وهذا يظهر خلال عرض العمل فقد انفق عليه ملايين الجنيهات وذلك ليظهر في افضل صورة لان الجهة المنتجة لن تمول مشروعا فاشلا كما يردد البعض مؤكدا ان العمل لا يسرد واقع حقيقي بل يوجد به بعض الخيالات وتم تنسيقها للتوافق مع السياق الدرامي ولا يقصد المسلسل اهانة اي شخصية تاريخية. فيما قال بعض النشطاء علي نفس الهاشتاج ان مسلسل سرايا عابدين ضعيف دراميا وبه كثير من الاخطاء التاريخية وصور الخديوي اسماعيل علي انه رجل شهواني وبسبب غريزته انشغل عن حكم مصر بل وترك العمل اهم الانجازات التي حققها الخديوي والقي الضوء علي عيوبه فقط لم يذكر انه صاحب النهضة في مصر و اول من ادخل النظام الاستشاري بمجلس شوري النواب والمجالس النيابيه واسس قناة السويس وافتتحها وادخل شبكات البريد والبرق. واعتبر عدد من المواطنين ان المسلسل يقوم بتشويه صورة تاريخ مصر والذي يجب ان يعرفه الكثير حيث قالت ربة المنزل امنية محمود انها في بداية الامر كانت متشوقة لرؤية المسلسل حتي تعرف تاريخ مصر والخبايا التي حدثت في عهد الخديوي اسماعيل ولكن عندما شاهدته وجدت ان المسلسل يعتمد فقط علي عنصر الابهار في الديكورات والملابس ويشبه بنسبة كبيرة المسلسلات التاريخية التي تعتمد علي ذلك ايضا دون وجود مضمون يستفيد منه المشاهد. واضافت الموظفة دينا احمد ان العمل لا يركز علي تاريخ مصر الحقيقي لانها تعرف قليلا من المعلومات التاريخية ولكنها وجدت عدم وجود اي تشابه بالمعلومات التي درستها وتعرفها في حياتها بينها وبين المسلسل ولكنها تراه شبيها بالمسلسل التركي حريم السلطان بل ويشبه احداثه ايضا وهو من المفترض ان يناقش حياة الخديوي اسماعيل والانجازات التي حدثت في عهده.