كل مسابقات الدنيا لها شكل ولائحة ونظام فوق الجميع.. لامساس بها إلا مع عملية تطوير وتغيير كبري مدروسة من كل النواحي, وهذا عادة لايحدث إلا علي فترات متباعدة للغاية قد تصل إلي سنوات طويلة.. وليس من حق أي فرد مهما كانت سلطاته وقوته أن يعبث بهذه الثوابت التي بدونها لايمكن الحديث عن رياضة علي وجه العموم وكرة قدم علي وجه الخصوص, لأن التجاوز فيها يعني الهدم الذي لا ينفع معه أي بناء. ووصل الأمر في البطولات الدولية والقارية والمحلية, بل وحتي في المباريات الودية إلي وضع مواعيد ثابتة لاتتغير إلا في الشديد القوي, وهو مايخدم برامج الإعداد والتدريب ويساعد الأجهزة الفنية علي الإرتقاء بالنواحي الفنية والبدنية والنفسية ويجنبها فقدان جهود اللاعبين للإصابات أو غيرها وهو مايعود بالفائدة علي المنتخبات التي تعمل علي أساس ارتباط اللاعبين بأنديتهم وانخراطهم في المسابقات المختلفة. وقبل احترام اللوائح والقوانين والأنظمة والمواعيد هم يحترمون أنفسهم, ويتجنبون القرارات العشوائية علي أساس أن الفهلوة صناعة مصرية غير موجودة عندهم, ولاينوون إدخالها إلي بلادهم حتي لايفقدون كل شيء.. ولأن كل ذلك يحدث هناك هم دائما في نهائيات كأس العالم يلعبون, ويخسرون, ويكسبون, ويطمعون في إنجاز, وقد يحققونه. أما غيابنا المتكرر عن المونديال فهو لأننا لانحترم أي شيء, ولانقدر أي عمل, ونخشي اتخاذ قرار, أو لانقدم علي اتخاذه خوفا من غضب الكبار الذين يمنعون ذلك إلا علي مكاتبهم, وكانت النتيجة أن مسابقاتنا هي الوحيدة التي تنتهي علي خلاف ما بدأت به بعد اشتباكات وخناقات وردح من الذي يحبه القلب.. هذا يقول: علي جثتي.. وذاك يقول: يبقي يقابلني لو نفذ الذي يتكلم عنه. وهي أيضا المسابقات الوحيدة التي تعترف بخرافة: الأندية والجماهير عايزة كده, ومن السهل جدا أن تنقل مباراة من ملعب إلي ملعب, وأن يتبدل حكامها, وأن يتغير موعدها قبل قبل الصفارة بساعات, وكل هذا عندهم شيء عادي علي الجميع أن يتقبله وينفذه وهو صاغر لا يفتح فما ولا يشيار بيده, ولايقول: آه.. وكلها عشوائيات تأكل في جسد الرياضة التي لا وضيفة لوزيرها إلا التصريحات المعسولة حول توفير الطائرات الخاصة وتحمل أي خسائر مهما كان حجمها, ولعل هذا ماجعلهم يخترعون في اللعبة فيفكرون في إعادة لاعبين اعتزلوا, وشبعوا اعتزال!